عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2008, 04:30 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي إلي طفلتي التي كبرت..إلى جنونها..وإلى نضجها..

إلي طفلتي التي كبرت..إلى جنونها..وإلى نضجها.

.</STRONG>
إلى طفلتي التي كبرت..
عفوا إلى من كانت ذات يوم طفلتي..
منذ أن حكمت الأقدار بما حكمت..
لم يكن نسيانك واردا..
لن أبحث في الأسباب والظروف..
ولن ألقي لوما لا علي ولا عليك..
لأنها لن تغني شيئا..
من بين شوارع الحياة..وسحب السماء..وأهواء الهواء.. أتيتني..
وصنعنا بأحلامنا قصورا في الصحاري.. مازال العشاق يتوارثونها حتى اليوم..
وصلنا في العشق سماءه..بل أصبحنا شعاره..
تحضرني أيام.. أصبح شعورنا فيها بعيد عن العشق.. لأنه كان عاجزا عن وصف ما نشعر..
كنت يا طفلتي-عفوا أيتها الطفلة- أشعر بالنهاية..ولكن أتجرعها وأخفيها.. بل أسدي إليك متوسلا نصائح للهروب من خوفي..
ولكن بطفولتك البريئة لم تستطيعي استيعابها..
فأتيت المحظور..وانهدمت القصور.. وهربت الطيور..
صحيح أننا بقينا بعدها لفترة..لكن سبب بقائي هو أنني لم أستوعب بعد أنك سرقتي مني..
وأن النهاية لن تكون كما أريد..
بعدما بدأت ببعض الاستيعاب وبدأت غشاوة الهم تزول..وأصبحت أرى قلب الهم..وأنك لستي لي بعد الآن بدأت المشكلة الكبرى..
لذا بدأت بالانسحاب حبوا..ومع كل خطوة نحوه كنت افقد عضوا مني ذوبانا..
بدأت بالتحجر..لأنه السبيل الوحيد كي أبقى حيا بعدك..
بدأت بصدك كي تبتعدي عني..
كي تكرهيني..
كي تنسيني..
كي تبدأي حياة جديدة لست فيها..لأن سعادتك لن تكون معي..
وحتى لو رضيتي أنتي بذلك لن أرضاه أنا..
فمصلحتك فوق مصلحتي..ومعي ستتعطلين عن حياتك بأوهامي..
لذا بدأت بدفعك وإبعادك رغما عني..
وكلي ألم..بل بكل الألم..
كنت كأني أكتم أنفاسي بيدي..
حتى إذا شارفت على الموت..أبعدت يدي للحظات..ثم أعدتها..
كنت أموت لأحيا لحظات قليلة..لأستعد بها للقاء الموت ثم الهرب منه..
وفي كل هذا لم يكن حبي لك يتزحزح أو يتغير..
لن أقسم لك بأنه يزيد كأنك نائمة بسلام في أحضاني..
بفقدانك.. لم أفقدك أنتي وحدك..
بل فقدت ثلاثة قلوب أودعتها فيك وتعرفينها جيدا..
وتركتها معك حتي الآن..
كنت أريدك أن تنسيني أو تكرهيني بأي وسيلة كانت..
حتى أني كنت أفرح فرحا شديدا إذا رأيت بادرة لذلك..
وما هي إلا لحظات حتى يتحول الفرح إلى موت أسود قاتل..
ولك أن تتخيلي كيف كان ينتقم مني..
طفلتي المشاغبة..السمراء..
مازلت أحيا البداية والنهاية..
ببسمة ودمعة..
النهاية؟؟ أي نهاية؟؟
صحيح أن لكل بداية نهاية..
ولكن النهاية عندي شكل آخر لبداية أخرى.. ربما تكون أقوى..
بل هي كذلك..
أعرف أنه لا يتوجب علي أي شي تجاهك..من منظورك على الأقل..
لا تفكير.. لا قلق..ولا حتى أي شيء..
لأنك تعتقدين بانتفاء الروابط.. وانتهاء الحلم..وشروق الصباح..
لك الحق في النظرة التي تروقك أيتها الجميلة..
لكنك لا زلت حتى الآن تعيشين في داخلي..
هل نسيتي أن قلوبي معك..؟
هل عرفتي الآن من أصبح يضخ الدماء الى أجزاء جسدي بعدما فقدت قلوبي..؟
هل سمعت يوما أن عاشقا يعيش بلا قلب؟
وأن حبيبته بطريقة ما أصبحت هي القلب؟ رغم أنها استغنت عنه؟
صحيح أيتها الصغيرة-وستظلين صغيرتي لو امتلكتي جيلا من الأطفال-أن الأجساد بعيدة..
وهي بالفعل كذلك لو فكرتي ببعض أسئلتك ..لكن هذا ما كنت أبحث عنه حتي قبل هبوطك علي...
كنت أبحث عن الحب بمعزل عن الجسد..وبمعزل عن شعور الحبيب..
وها أنا الآن أحبك وأنا بعيد عنك..وأحبك وأنتي تكرهينني..وأحبك رغم تحررك مني..وأحبك لمجرد الحب..
بوحي هذا لا أرجو من ورائه شيئا..لأني أؤمن بهذا تمام اليقين..
بحكم انتهاء كل شيء..
لكني في تواصلاتي الأخيرة معك..كان هدفي هو أن تسمعي هذا الكلام..
بحكم أنك أخيرا تحررتي مني أيتها الطفلة..وأن غايتي قد تحققت..
فقد آن الأوان لتعرفي كل شيء وتري كل شيء..
سألتني ذات يوم قريب.. لماذا تتصل بي..؟
هل فعلا لا تعرفين لم أتصل بك..؟
هل فعلا تقنعك إجابتي (لسماع اخبارك المنقطعة)؟؟
هل عهدتني بهذه البساطة؟
أتصل بك بين فينة وأخرى لدقائق معدودة..كي أتزود من حنان صوتك لمشوار حياتي المظلم بعدما فقدك..
أتصل بك لأطمئن جسدي المرتعش والذي يعيش بلا قلب أن حبيبته بخير..
كل كلمة أسمعها من فمك تحيي فيي أعضاء أماتها بعدك..
ببساطة أكلمك أحيانا بعد صراع نفسي رهيب..لأنك طفلتي..
لأنك حبيبتي المفقودة..وقلبي الضائع..وكل ذرة مني..
هل عرفتي الآن السبب..
أعتذر الآن عن مواصلة سردي..لأنه قد حان موعد قراءة رسائلها التي ما زالت تهددني لأنام..ولانوم بدونها..
همسة..
مازلت تقتلينني وأنتي تعتنين بالأطفال متدفقة بأنهار من الحنان..
هل رأيتم طفلة لعوبة..تتحول إلى امرأة حنونة عندما تصادف طفلة أخرى؟؟
وكأنكم تشاهدون امرأة طفلة..تعتني بطفلة طفلة..
هل هناك أحن من تحنان كهذا الحنان..؟









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس