ومن منا يخلى من فطرة الاحساس تمر بنا كثير من الظروف والمواقف نحتاج فيها الى ثرثره وكسر جدار الصمت وترك مشاعرنا بلا تفكير او ترتيب تتدفق الى صفاء ورقة او قلب صديق مخلص ليس منا الا هو بحاجه الى ذلك الصديق الذي يبثه همومه ويودعه اسراره ويجده عونا وسندا عند الحاجه اليه ويكون هو له بالمثل يبادله الحب بحب العطاء بالعطاء والثقه بالثقه كل منا بحاجه الي هذا الاحساس ليستجيب الى نداء فطري جعله الله بداخله ليكون هذا التواصل والتعاون بين بني البشر ولكن عندما يصيبنا الإعياء والحيرة بحثا عن ذلك الصديق النادر الذي شح به الزمان وتاهت إليه الدروب وعز الوصول في زمن طغت فيه الماديات وحب الذات وأصبح البحث عمن تثق به كمن يبحث عن إبرة في كومة قش ما أجمل الهروب حين ذاك من الواقع المؤلم واللجوء بعد الله إلى ورقة وقلم ليكونا ملاذا آمنا وملتقى أوحد لمشاعرنا المتقدة مهما اختلفت القدرات وتبادلت الطباع نجد ان كلا منا يستطيع ان يصف مافي نفسه أو يحكي ما يؤرقه بالطريقة والأسلوب الذي يستطيعه نختلف في ذلك ولكننا بالنهاية نستطيع أن نحول مابداخلنا إلى حروف وكلمات تترجم آلامنا وافراحنا فمجرد أن نمسك القلم ونحاول أن نكتب مانحسه نجد كلماتنا تتدفق على بياض الصفحات لتفرغ شحنة مكبوتة ترهق أرواحنا وتثقل كواهلنا ربما يكون مانبوح به مشاعرنا أو مشاعر غيرنا وقفت بصمت امام تخاطر افكارنا وتدفق مشاعرنا فلا مقاطعه او مناقشه او سخريه ورقتي وقلمي انهما صديقاي قد نمسك الورقه والقلم لنفرغ بعض مشاعرنا المكتومه فنرتاح برهه من الزمن ولكن هذه الراحه تدوم لفتره زمنيه قصيره قد لا تتجاوز المده التي نمسك بها القلم والكراس هذا واننا بكل لحظه نحتاج لسند يمدنا بالقوه والسعاده بمختلف اوقاتنا وهذا السند لا يكون الا انسان مثلنا يشاركنا السعاده والحزن فيحدثنا ويكلمنا مواسيا ومخففا لمتاعبنا وهذا الانسان في كثير من الاحيان يكون موجود بيننا قد يكون الاب او الام او الاخ او الاخت او الصديق او الصديقه ولكننا نتغافل عنه وقد نتكاسل ولا نبحث عنه باحيان اخرى مع انه يمدنا بمعاني حسيه تعجز الكتابه عن منحنا لنصفها فقط الورقه والقلم احساس مجمد مخرج فنحن بحاجه لفطرة احساس نابض بالحياه