نصائِحُ غاليةٌ مِن فضائل العَمل والخُلُقِ الحَسَن
ويُستَحَبُّ للرجل إذا دخل بيتَه أنْ يَذكُرَ اللهَ - عزَّ وجلَّ - حتى لا يَدخلَ الشيطان ؛ وذلك لِمَا أخرجه مسلمٌ (1) مِن حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سمع النبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – يقول : (( إذا دخل الرجلُ بيتَه ، فذكر اللهَ عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لا مبيتَ لكم ولا عَشَاء ، وإذا دخل فلم يذكر اللهَ عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتُم المَبيتَ ، وإذا لم يَذكر اللهَ عند طعامِهِ ، قال : أدركتم المَبيتَ والعَشَاء )) .
• ويُشرَعُ له ويُستَحَبُّ أنْ يُسلِّمَ على أهلِهِ ويُقابِلَهم بوجهٍ مُبتسمٍ طَلْق ، وهذا لا يُكَلِّفه شيئًا ، بل يَجلِبُ له الأجرَ والمثوبةَ مِنَ الله عزَّ وجلَّ ، فإنَّه إذا تبسَّمَ في وجه أهلِهِ كانت له صدقة ، وقد قال عليه الصلاةُ والسلام : (( لا تَحقِرَنَّ مِنَ المعروفِ شيئًا ، ولو أنْ تَلْقَ أخاكَ بوجهٍ طَلْقٍ )) (2) .
وقال اللهُ سُبحانه : ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ النور/61 .
وصَحَّ عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنَّه قال : إذا دخلتَ على أهلِكَ ، فسَلِّم عليهم تحيةً مِن عند الله مُباركةً طيبة (3) .
أمَّا أنْ تدخلَ وأنتَ مقطب الجبين ، عابِسَ الوجه ، مُنتفخ الأوداج ، تَرمي عيناكَ بالشر ، ويَعلو وجهَكَ الرغبةُ في البَطش ، وتكون مع الناس مَرِحًا مُنبسِطًا ضاحِكًا ومُبتسمًا ، ولَمَّا تدخل البيتَ يَظهرُ التَّبَرُّمُ والضِّيقُ ، وتَخْتَلِقُ الانفعالَ ، وإذا نظرتَ إلى نَفْسِكَ في المِرآةِ رأيتَ وَجهًا مُزعِجًا يَفِرُّ منه مَن رآه ، ويتعوَّذُ باللهِ منه مَن شاهَدَه ، فلا أخالُكَ إلَّا مَحرومًا مِنَ الخير ، قد حِيلَ بينكَ وبين الثَّواب ، وقد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( خيرُكم خيرُكم لأهلِهِ )) .
______________________________
(1) أخرجه مسلم حديث (2018) .
(2) أخرجه مسلم (2626) من حديث أبي ذر – رضيَ اللهُ عنه – مرفوعًا .
(3) أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (أثر 1095) .