[همس الليل]

/ /

هنا ..
ألــم ..
ناحيتي شمالاً !!
أو ربما بعمقي .. أو بكلي ..
أشعره ..

ينـهشني الانتظار الذي لا يرحم ..
ويُـحيلني ومساءاتي إلى رماد ..
وأنتهي ..

عند غروب شمس كل يوم ..
يدور في خاطري وَهْم جميل ..

بأنك ستعود يوماً .. لِتكفكف أدمعي ..

أشعر بالوحدة ..
رُغـمَ ضَـجِـيـجْ الَأحـبْـةِ حَــولِي

أيُّ قدرة تلك التي أملك ؟؟
على التماسك صبراً أمام جميعهم ..
وداخلي يتداعى .. وإحساس يُدمَّر ..
أيُّ قدرة تلك ؟!

ابكوا معي .. نادوا عليه ..
فقد بُحَّ صوتي .. وتعبتْ إرادتي ..

نـفوس حزينة ..
وعيون دامعة ..
ووجوه يرتسم فيها الشحوب ..
نصرخ ..
وتستطيل أوجاعنا .. وتمتد جراحنا ..
وتنطلق أصواتنا وتصرخ ..
خذوا مني كل شيء ..
وأعيدوا لنا دفء [ أَخِيْ ]
رحلتَ يا أخي ..
ولا نعلم متى ستعود ..
سنة .. سنتان .. ثلاث .. أربع ..
لا نعلم ..

آآآآآآآآآآه ..
لِمَ كل من نحبهم يرحلون ؟؟
لِمَ كل من طُبِعَ حنانهم في القلب بعيدون ؟؟

أخي ..
يا سلوى فؤادي ..
أفتقدك ..

إلى متى سأظل أحاكي القمر كل مساء ؟؟
إلى متى وطيور الكون ستجلس على شرفة النافذة ؟!
هل ستطول الغربة ؟؟
أم أن ذلك سيكون كشربة ماء ؟!!

آآآآآه لو تعلم يا أخي ..
أمي .. لم يعد يهنأ لها رقاد ..
لا نرى فيها إلا دموعاً قد اتّخذت من خدّيها مسكناً ..
وأبي .. لا نعلم ماذا يكمنُ في داخله ..
فهو من النوع الذي لا يُظهر شيئاً أمامنا ..
إخوتي .. افتقدوك ..
افتقدوك داخلاً خارجاً كل يوم ..

يا الله ,,
أذكرُ كلّ ما حدث عند وداعنا لك ..
أكره حقاً تلك اللحظات ..
أمي .. يا لبكائها المرير ..
أبي .. لم أحضر ردة فعله ..
أخي الأكبر .. لأول مرة أرى دموعه ..
إخوتي .. فقط نظرات عابرة ..

أخي ..
أتُرى ستعود يوماً ؟
أم أننا سنظل نرقبُ عودتك طويلاً ؟؟

ها هي الأيام تمضي ..
ولا نعلم متى سيأتي يوم مجيئك ..

كل شيء أصبح باهتاً من بعدك ..
فالألوان لم تَعُدْ ألواناً ..
والحلو لم يَعُدْ له طعماً ..
كل شيء .. كل شيء ..

ها أنا اليوم يا أخي ..
زهرة بلا أوراق .. بلا غصن يسندني للآهات ..
في جليد الحزن أغرق .. وبامتداد الصحراء أجف ..

قررتُ منذك .. أن أمارس الأنين بــصمت ..
فحططتك على قارعة سماء .. ورحلتَ بمليء إرادتك ..
تاركاً وشماً على قلبي .. يعتصرني ..

حتى اليوم .. ومنذه ..
وقلبي ينزف نحيباً ..

لامس قلبى بشدة

فــنقلته لكم