عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2009, 11:53 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أعــــلام وشخصــــيات تأريخـــيه وعلمـــاء وأدبـــاء وخلفــاء ألأمــه الاســلاميـ

الخازن
نبذة:
هو عبد الرحمن أبو جعفر الخازني، من علماء القرن السابع الهجري، اشتهر بالفيزياء والميكانيكا والفلك.
سيرته:
هو عبد الرحمن أبو جعفر الخازني، عاش في مرو من أعمال خرسان خلال النصف الأول من القرن السابع للهجرة.
وحياة الخازن يلفها الإبهام والغموض، كمل خلط فريق من الكتاب بينه وبين علماء آخرين، وأسندوا بعض أعماله إلى غيره. ومن المؤلفات المهمة التي تركها الخازن كتاب (ميزان الحكمة)، وقد عُثر على هذا الكتاب في منتصف القرن الماضي. ويعتبر بمثابة الكتاب الأول في العلوم الطبيعية، وبصفة خاصة مادة (الهيدروستاتيكا). وقد ترجمت عدة فصول من الكتاب ونشرت في المجلة الشرقية الأمريكية، كما تمّ تحقيق الكتاب ونشر على يد فؤاد جمعان.
و (ميزان الحكمة) يعد من أنفس كتب العلوم عند العرب، لما تضمنه من البحوث المبتكرة، وفيه تتجلى عبقرية الخازن. ففي الكتاب جمع الخازن الموازين وبيّن وجوه الوزن، وبذلك مهّد لاختراع (البارومتر) و (الترمومتر) وسائر الموازين الحديثة التي ظهرت على يد العلماء الأوروبيين.
كان الخازن من الباحثين المبتكرين، اشتغل بالفيزياء والميكانيكا (أو علم الحيل)، كما حسب جداول فلكية عُرفت باسم (الزيج المعتبر السيخاري)، فدقق في مواقع النجوم، وأعطى جداول السطوح المائلة والصاعدة. ومن الموضوعات التي عالجها الخازن موضوع (كتلة الهواء). وبحث الخازن كذلك في الأجسام الطافية، وفي الكثافة وطريقة تعيينها للأجسام الصلبة والسائلة. وأورد بعض القيم ، لأوزان الأجسام النوعية، وهي قيم دقيقة إلى أقصى حد. وقد اخترع الخازن ميزاناً خاصاً لوزن الأجسام في الهواء وفي الماء. وعلى ذلك يعتبر الخازن الممهد الأول لطريق قياس عنصري الضغط ودرجة الحرارة. وللخازن بحوث في الجاذبية.
مما سبق يتضح لنا أن الخازن كان من كبار علماء العرب، جال في ميادين متعددة، وقدم بحوثاً مهمة، وترك اختراعات خدم بها الإنسانية، مما أسهم في تقدهما.


شـاعر وقصيده
زعيم الحب العذري
جميل بثينة
نســـبه-:

هو جميل بن عبد الله بن معمر بن الحارث بن ظبيان وينتهي نسبه إلي قضاعة.

ملامــح من حـياته وشـــعره-:

شاعر صادق الصبابة والعشق،إذا احب هام فمات قلبه كقلب الطير دائم الخفقان اشتهر بهيامه وبحبه لبثينة وكان ينسب بأم الجسير أخت بثينة قبل أن يلتقي ببثينة أسرته كانت على جانب مرموق من الجاه والثروة،وقد كان هو غصن الشباب وسيم الطلعة فنشأ موفور العيش ، يزهو بشبابه، ينعم بالرخاء، راعيا يرعى أغنام قومه لقي بثينة في وادي بغيض فكان ذلك اليوم يوما مشهورا في حياته ة، وبداية الحب العذري القوي الذي انشد فيه شعره وافنى عمره وشبابه، جاء قومها يخطبها ، ولكنهم رفضوه وذلك بسبب ما ذكره عنها في شعره ولكثرة ماردد اسمها على لسانه،واستحكم العداء بينه وبين قومها وراح يهجوهم ويمعن في إثارة حقدهم و أكد عزمه على الالتقاء بها سرا أو جهرا شكوا أمرهم إلى مروان حاكم المدينة فأهدر دمه ولم يجد جميل وسيلة للنجاة إلا الهرب فسارع بالفرار إلى اليمن وظل تائها عن دياره،يشكو لوعة فؤاده ثم عاد من جديد لدياره بعد عزل مروان.

وتقول رواية بأن بثينة بأنها أحبت رجلا يقال له يدعى حجنة الهلالي
وتقول رواية أخرى بان أهلها أرغموها على الزواج من رجل لا تحبه يدعى نبيه بن الأسود وفي سائر الأحوال ظل جميل على وفائه يلوم بثينة تارة، ويعاتبها تارة فلجأ قوم بثينة إلى أهله لمنعه عنها وقيل انهم أهدروا دمه فاضطر إلى الارتحال إلى مصرولبث هناك حتى مات.

رجل عاش لقلبه،وعاشق أخلص لهواه وحبه،وشاعر صادق في عواطفه
فاستحق عن جدارة زعامة الحب العذري،وفاز عند الأدباء بالمكانة الأسمى بين الشعراء.

من غزلي البادية وممن اتسم غزلهم بالصدق وبالعفة وبالبعد عن المادية لا يكاد يظهر فيه اثر النوازع الحسية التي نجدها في الغزل الحضري الصريح كما أننا لا نلمس في شعره الميل إلى شهوات اللقاء بين الجنسين فهو غزل عاطفي وجداني يحرص فيه المتحابان على العفة ووحدانية الحب،والقناعة بالمحبوب الواحد ولذته في التضحية وتحمل الألم ولوعة الفراق وتحامل العاذلين والوشاة لذا يتقبل العذري الرفض والخيبة ويقتنع تماما بالنظرة السريعة الخاطفة العاجلة وكل ذلك أحب إلى نفسه من انقطاع حبل الود، أو تلاشيه وفي هذا يقول:

واني لأرضى من بثينة بالذي
لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا ، وبأن لا أستطيع وبالمنى
وبالأمل المرجو قد خاب آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضي
أواخره لا نلتقي وأوائله

مميزات شعره
الرقة، التناغم الموسيقي ، الوضوح في المضامين ، الانسياب في الأداء.

لكل كلام .. جواب
جاء في كتاب الأغاني لأبى الفرج الأصفهاني..
إن جميل اقبل ذات يوم بأبله حتى أوردها واديا يقال له بغيض
فأقبلت بثينة وجارة لها تريدان الماء فقال:
و أول ما قاد المودة بيننا
بوادي بغيض ، يابثين ، سباب
وقلنا لها قولا ،فجاءت بمثله
لكل كلام ، يابثين ، جواب

كلانا مريب
بثينة قالت : يا جميل ، أربتني
فقلت : كلانا ، يابثين ، مريب
وأريبنا من لا يؤدي أمانة
ولا يحفظ الأسرار حين يغيب
بعيد على من ليس يطلب حاجة
وأما على ذي حاجة فقريب

إلي ضوء نار
تذكر أنسا ، من بثينة ، ذا القلب
وبثنة ذكراها ، لذي شجن ، نصب
ألا أيها النوام ، ويحكم ، هبوا
أسائلكم : هل يقتل الرجل الحب؟
فقالوا : نعم حتى يسل عضامه
ويتركه حيران ليس له لب

ذكرت أيامي
إن المنازل هيجت أطرابي
واتعجمت آياتها بجوابي
قفرا تلوح بذي اللجين ، كأنها
انضاء رسم ، أو سطور كتاب
لما وقفت القلوص ، تبادرت
مني الدموع ن لفرقة الأحباب
وذكرت عصرا ، يا بثينة شاقني
وذكرت أيامي ، وشرخ شبابي

أنتي طبي
ارحميني ، فقد بليت ، فحسبي
بعض ذا الداء ، يا بثينة حسبي
لامني فيك ، يا بثينة ، صحبي
لا تلوموا ن قد أقرح الحب قلبي
زعم الناس أن دائي طبي
أنت والله ، يا بثينة طبي

سقين المسك منه
بثغر قد سقين المسك منه
مساويك البشام ، ومن غروب
ومن مجرى غوارب أقحوان
شتيت النبت ، في عام خصيب

حلفت ... يمينا صادقا
أذن عبد الملك بن مروان لكل من عمر بن أبى ربيعة وكثير عزة وجميل بن معمر
بالدخول عليه وطلب أن ينشدوه ارق شعرهم في الغواني ، فقال جميل هذه الأبيات:
حلفت لها بالبدن تدمى نحورها
لقد شقيت نفسي بكم ، وعنيت
حلفت يمينا ، يا بثينة ، صادقا
فان كنت فيها كاذبا ، فعميت
إذا كان جلد غير جلدك مسني
وباشرني ، دون الشعار ، شريت
ولو أن داع منك يدعو جنازتي
وكنت على أيدي الرجال ، حييت

أظل مستهاما
لقد ذرفت عيني وطال سفوحها
وأصبح من نفسي سقيما، صحيحها
ألا ليتنا نحيا جميعا ، وان نمت
يجاور، في الموتى ، ضريحي ضريحها
أظل نهاري ، مستهاما، ويلتقي
مع الليل ، روحي ، في المنام ، وروحها
فهل لي ، في كتمان حبي ، راحة
وهل تنفعني بوحة لو أبوحها !

الحب تسوقه الأقدار
لاحت ، لعينك من بثينة نار
فدموع عينك درة وغزار
والحب ، أول ما يكون لجاجة
تأتي به وتسوقه الأقدار
حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى
جاءت أمور لا تطاق كبار
ما من قرين آلف لقرينها
إلا لحبل قرينها اقصار
وإذا أردت، ولن يخونك كاتم
حتى يشيع حديثك الإظهار
كتمان سرك ، يا بثين ، فإنما
عند الأمين ، تغيب الأسرار


قصيدة مختارة ... هي السحر

المناسبة: نذر مروان بن الحكم والي المدينة آن ذاك ، أن يقطع لسان جميل
بعدما شكا أهل بثينة أمرهم إليه ، فسارع جميل ليلتحق بأحواله من بني جذام وقال:

أتاني عن مروان بالغيب انه
مقيد دمي أو قاطع من لسانيا
ففي العيس منجاة وفي الأرض مذهب
إذا نحن رفعنا لهن المثانيا
ورد الهوى اثنان حتى استفزني
من الحب معطوف الهوى من بلادنا
أقول لداعي الحب والحجر بيننا
ووادي القرى: لبيك! لما دعا نيا
وعاودت من خل قديم صبابتي
و أظهرت من وجدي الذي كان خافيا
وقالوا: به داء عياء أصابه
وقد علمت نفسي مكان دوائيا
أمضروبة ليلى على أن أزورها
ومتخذ ذنبا لها إن ترانيا
هي السحر ، إلا أن للسحر رقية
واني لا ألفى لها ، الدهر، راقيا
احب الأيامى ،إذا بثينة أيم
و أحببت ، لما أن غنيت، الغوانيا
احب من الأسماء ما وافق اسمها
و أشبهه، أو كان منه مدانيا
وددت على حب الحياة لو أنها
يزاد لها في عمرها، من حياتيا
واخبر تماني أن تيماء منزل
لليلى، إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذه شهور الصيف عنا قد انقضت
فما للنوى ترمي بليلي المراميا
وأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي
وان شئت ، بعد الله ن أنعمت باليا
وأنت التي ما من صديق ولا عدا
يرى نضوء ما أبقيت، إلا رثى ليا
ومازلت بي يابثن، حتى لو أنني
من الوجد، استبكي الحمام، بكى ليا
إذا خدرت رجلي، وقيل شفاؤها
دعاء حبيب، كنت أنت دعائيا
إذا ما لديغ أبرأ الحلي داءه
فحليك أمسى ، يا بثينة ، دائيا
ألم تعلمي يا عذبة الريق أنني
أظل ، إذا لم ألق وجهك ، صاديا؟
لقد خفت أن ألقى المنية بغتة
وفي النفس حاجات إليك كما هيا
واني لينسيني لقاؤك كلما
لقيتك يوما ، أن أبثك ما بيا

تلك كانت سيرة جميل بثينة، اقتطفنا موجزا من حياته الشعرية
و اخترنا بعض الأبيات من قصائده الشعرية

"أُعلِّل مِنكِ النّفسَ بالوعدِ والمنى *** فهل بيأسٍ منكِ ليلى أُعلّلُ ؟
أهيمُ بكم في كلّ يومٍ وليلةٍ *** جُنونًا وجسمي بالسّقام مُوكَّلُ"
" أبوسُ تُرابَ رجلِكِ يا لَوَيْلي *** ولولا ذاكَ لا أُدْعى مُصابا
وما بَوْسُ الترابِ لحُبِّ أرْضٍ *** ولكن حبُّ من وطئ الترابا"
"لليلى على قلبي من الحبِّ حاجزٌ *** مقيمٌ، ولكنّ الفراقَ عظيمُ
فواحدةٌ تبكي من الهجر والقِلى *** وأخرى لها شجوٌ بها وتهيمُ
ويُنهضني من حُبِّ ليلى نواهِضٌ *** لهنّ حريقٌ في الفؤاد مُقيمُ
إلى الله أشكو فَقْدَ ليلى كما شكا *** إلى الله فَقْدَ الوالدَيْنِ يتيمُ
يتيمٌ جفاهُ الأقربونَ فعَظْمُهُ *** ضعيفٌ وعهدُ الوالدَيْنِ قديمُ
وإنَّ زمانًا فرّقَ الهجرُ بيننا *** وبينكِ يا ليلى فذاكَ ذَميمُ"

"إنّي لأحفظُ غَيْبَكُم ويسرّني *** إذ تذكُرين بصالحٍ أن تذكُري
ويكونُ يومٌ لا أرى لكِ مُرْسَلًا *** أو نلتقي فيه عليّ كأشهُرِ
يا ليتني ألقى المنيّةَ بغتةً *** إن كان يومُ لقائكم لم يُقْدَرِ
أو أستطيعُ تجلُّدًأ عن ذكرِكُم *** فيُفيقُ بعضُ صبابتي وتفكُّري
لو قد تُجنُّ كما أُجنُّ من الهوى *** لعَذَرْتَ أو لظلمتَ إنْ لم تعذُرِ
والله ما للقلب من علمٍ بها *** غيرُ الظنون وغير قول المُخبرِ
لا تحسبي أنّي هجرتُكِ طائعًا *** حَدَثٌ لعمرُكِ رائعٌ أن تهجُري
فَلْتَبْكِيَنَّ الباكياتُ وإن أَبُحْ *** يومًأ بسرِّكِ مُعْلِنًا لم أُعْذَرِ
يهواكِ ما عشتُ الفؤادُ فإنْ أمُتْ *** يتبعْ صَدايَ صداكِ بينَ الأقبُرِ
ما أنتِ والوعدِ الذي تعدينني *** إلّا كبرقِ سحابةٍ لم تُمطِرِ
قلبي نَصَحْتُ لهُ فرَدَّ نصيحتي *** فمتى هجرتيهِ فمنهُ تكثّري "

" وما زِلتُم يا بَثْنَ حتّى لو أنّني *** من الشَّوق أستبكي الحمامَ بكى ليا
إذا خَدِرَتْ رجلي وقيلَ شفاؤها *** دُعاءُ حبيبٍ كنتِ أنتِ دُعائيا
وما زادني النّأيُ المُفرِّقُ بعدكم *** سُلُوًّا ولا طولُ التلاقي تلاقيا
ولا زادني الواشون إلا صبابةً *** ولا كثرةُ الناهينَ إلا تمادِيا
ألم تعلمي يا عذبَةَ الرّيقِ أنني *** أَظلُّ إذا لم أَلقَ وجهَكِ صادِيا
لقد خِفْتُ أن ألقى المنيّةَ بغتةً *** وفي النفس حاجاتٌ إليكِ كما هيا"


جبران خليل جبران


قليلون جدا من لم يسمعوا بـ "جبران" حول العالم، والأقل منهم من لم يسمعوا بكتاب "النبي". وهذا الكتاب يختصر بالفعل فلسفة جبران ونظرته إلى الكون والحياة. وقد ترجم إلى لغات العالم الحية كلها، وكانت آخرها اللغة الصينية ( هذا العام)، وقد حققت مبيعاته أرقاما قياسية بالنسبة إلى سواه من الكتب المترجمة إلى تلك اللغة. صحيح ان معظم كتب جبران وضعت بالإنكليزية، وهذا ما ساعد كثيرا على انتشارها، ولكن جبران كتب ورسم و "فلسف" الأمور بروح مشرقية أصيلة لا غبار عليها، سوى غبار المزج بين ثقافات متعددة وعجنها ثم رقها وخبزها على نار الطموح إلى مجتمع أفضل وحياة أرقى وعلاقات بين البشر تسودها السعادة المطلقة التي لم يتمتع بها جبران نفسه. وكأن قدر كل عظماء العالم من فلاسفة ومفكرين ان يعانوا الآلام النفسية والجسدية في سبيل بلوغ الغاية القصوى واكتشاف أسرار الحياة والمعرفة.
ولد هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري في 6 كانون الثاني 1883. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كميلة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة .
كان والد جبران راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته كميلة، وهي من عائلة محترمة وذات خلفية دينية، ان تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا. ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.
وفي العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى ، عانى منه طوال حياته.
لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون يوم (1890) والقوا اقبض عليه أودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء. ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل.
عام 1894 خرج خليل جبران من السجن، وكان محتارا في شأن الهجرة، ولكن الوالدة كانت قد حزمت أمرها، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها. ووصلوا إلى نيويورك في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن اكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة. وبذلك لم تشعر الوالدة بالغربة، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها.
اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية. وقد حصل خطأ في تسجيل اسم جبران في المدرسة وأعطي اسم والده، وبذلك عرف في الولايات المتحدة باسم "خليل جبران". وقد حاول جبران عدة مرات تصحيح هذا الخطأ فيما بعد إلا انه فشل.
بدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير المدرسة استدعى الرسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق.
كان لداي فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على ان جبران يجب ان يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به. وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية. ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد ان يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصا من أجل إتقان اللغة العربية.
وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا.
والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية. ولكن المنهج الذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة ان تعدله ليتناسب مع حاجاته. وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا. وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ اعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال.
تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة "المنارة" وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده. وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902). وقد وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائدا إلى بوسطن، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة. وخلال بضعة اشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية. فيما قرر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا. وهكذا كان على جبران ان يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية. ولكن المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله. فما لبث بطرس ان عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها في 28 حزيران من السنة نفسها.
إضافة إلى كل ذلك كان جبران يعيش أزمة من نوع آخر، فهو كان راغبا في إتقان الكتابة باللغة الإنكليزية، لأنها تفتح أمامه مجالا ارحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا ( كالمهاجر9 ولا يقرأها سوى عدد قليل من الناس. ولكن انكليزيته كانت ضعيفة جدا. ولم يعرف ماذا يفعل، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب. وزاد من عذابه ان الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين (جوزيفين بيبادي)، عجزت عن مساعدته عمليا، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده. في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني.
وأخيرا قدمته جوزفين إلى امرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904)، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران.
كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا. فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك. فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنكليزية مباشرة. وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب ، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية.
عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك. ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني.
وصل جبران إلى بوسطن في كانون الأول عام 1910، حيث اقترح على ماري هاسكل الزواج والانتقال إلى نيويورك هربا من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماسا لمجال فكري وأدبي وفني أرحب. ولكن ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن، وان كانت قد وعدت بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة.
وهكذا انتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته . وهناك عرف نوعا من الاستقرار مكنه من الانصراف إلى أعماله الأدبية والفنية فقام برسم العديد من اللوحات لكبار المشاهير مثل رودان وساره برنار وغوستاف يانغ وسواهم.
سنة 1923 نشر كتاب جبران باللغة الإنكليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب.
بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبدا.
توفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان. وقد نقلت شقيقته مريانا وماري هاسكل جثمانه إلى بلدته بشري في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي. ثم عملت المرأتان على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين.
مؤلفات حبران خليل جبران
هذه لائحة بأشهر كتب جبران وتاريخ نشر كل منها للمرة الأولى:
بالعربية:
الأرواح المتمردة 1908
الأجنحة المتكسرة 1912
دمعة وابتسامة 1914
المواكب 1918
بالإنكليزية:
المجنون 1918
السابق 1920
النبي 1923
رمل وزبد 1926
يسوع ابن الإنسان 1928
آلهة الأرض 1931
التائه 1932
حديقة النبي 1933

ثابت بن قرة
نبذة:
هو ثابت بن قره، اشتهر بالفلك والرياضيات والهندسة والموسيقى، ولد في حرّان سنة 221 هجرية وتوفي في بغداد سنة 288 هجرية
هو أبو الحسن ثابت بن قرة بن عارف الحراني ، وطنه الأصلي حران الواقعة بين النهرين ، عاش بين 221- 288 هجرية ، واشتهر بعلوم مختلفة مثل الرياضيات والطب والفلك والفلسفة ، وكان يجيد مع اللغة العربية عدداً من اللغات الأخرى منها السريانية واليونانية والعبرية ، ويعتبر ثابت بن قرة أول من ترجم مؤلفات بطليموس
سيرته:
هو ثابت بن قرّه وكنيته أبو الحسن، ولد في حرّان سنة 221 هـ، وامتهن الصيرفة، كما اعتنق مذهب الصائبة. نزح من حرّان إلى كفرتوما حيث التقى الخوارزمي الذي أعجب بعلم ثابت الواسع وذكائه النادر. وقد قدمه الخوارزمي إلى الخليفة المعتضد، وكان المعتضد يميل إلى أهل المواهب ويخص أصحابها بعطفه وعطاياه، ويعتبرهم من المقربين إليه. ويروى أنه أقطع ثابت بن قره، كما أقطع سواه من ذوي النبوغ، ضباعاً كثيرة. وقد توفي في بغداد سنة 288 هـ .
أحب ثابت العلم، لا طمعاً في كسب يجنيه ولا سعياً وراء شهرة تعليه، إنما أحبّه لأنه رأى في المعرفة مصدر سعادة كانت تتوق نفسه إليها. ولما كانت المعرفة غير محصورة في حقل من حقول النشاط الإنساني، ولما كانت حقول النشاط الإنساني منفتحة على بعضها بعضاً، فإن فضول ثابت بن قره حمله على ارتيادها كلها، ومضيفاً إلى تراث القدامى ثمار عبقريته الخلاقة.
مهّد ثابت بن قره لحساب التكامل ولحساب التفاضل. وفي مضمار علم الفلك يؤثر أنه لم يخطئ في حساب السنة النجمية إلا بنصف ثانية، كما يؤثر اكتشافه حركتين لنقطتي الاعتدال إحداهما مستقيمة والأخرى متقهقرة.
ولثابت أعمال جلية وابتكارات مهمة في الهندسة التحليلية التي تطبق الجبر على الهندسة، ويعزى إليه العثور على قاعدة تستخدم في إيجاد الأعداد المتحابة، كما يعزى إليه تقسيم الزاوية ثلاثة أقسام متساوية بطريقة تختلف عن الطرق المعروفة عند رياضيي اليونان.
وقد ظهرت عبقرية ثابت بن قره، فضلاً عن العلوم الرياضية والفلكية، في مجال العلوم الطبية أيضاً.
ترك ثابت بن قرّه عدة مؤلفات شملت علوم العصر، وذكرها كتاب عيون الأنباء، أشهرها: كتاب في المخروط المكافئ، كتاب في الشكل الملقب بالقطاع، كتاب في قطع الاسطوانة، كتاب في العمل بالكرة، كتاب في قطوع الاسطوانة وبسيطها، كتاب في مساحة الأشكال وسائر البسط والأشكال المجسمة، كتاب في المسائل الهندسية، كتاب في المربع، كتاب في أن الخطين المستقيمين إذا خرجا على أقلّ من زاويتين قائمتين التقيا، كتاب في تصحيح مسائل الجبر بالبراهين الهندسية، كتاب في الهيأة، كتاب في تركيب الأفلاك، كتاب المختصر في علم الهندسة، كتاب في تسهيل المجسطي، كتاب في الموسيقى، كتاب في المثلث القائم الزاوية، كتاب في حركة الفلك، كتاب في ما يظهر من القمر من آثار الكسوف وعلاماته، كتاب المدخل إلى إقليدس، كتاب المدخل إلى المنطق، كتاب في الأنواء، مقالة في حساب خسوف الشمس والقمر، كتاب في مختصر علم النجوم، كتاب للمولودين في سبعة أشهر، كتاب في أوجاع الكلى والمثاني، كتاب المدخل إلى علم العدد الذي ألفه نيقوماخوس الجاراسيني ونقله ثابت إلى العربية.
وقد امتدحه الكثير من مؤلفي الغرب ، فقد قال عنه الدكتور جورج سارثون في كتابه " المدخل في تاريخ العلوم " : أن ثابت بن قرة يعدُ من أعظم المترجمين فقد ترجم كتب كثيرة في مختلف العلوم كالرياضيات والطب والمنطق والتنجيم ، وقال عنه المؤلف المشهور لين ثورنديك في كتابه " ملخص تاريخ الحضارة " : أن ثابت بن قرة كان رياضياً ولغوياً بارع وله مخطوطة مهمة جداً في علم الجبر .
لقد كان لثابت بن قرة دوراً كبير في علم التفاضل والتكامل فهو من الممهدين لهذا العلم وذلك من خلال إيجاد حجم القطع المكافئ حول محوره وذلك في السنة 870 هـ ، فقد استطاع العلماء والرياضيين من خلال علم التفاضل والتكامل أن يجدوا حلول للمسائل المعقدة والعمليات الملتوية .
كان ثابت بن قرة من المولعين بالفلك ، فأخذ يدرس الشمس وحركتها دراسة دقيقة فقد كتب عنه المؤلف سيدني فيش في كتابه " الشرق الأوسط " : أن ثابت درس حركة الشمس وحسب طول السنة الشمسية فوجدها 365 يوماً و 6 ساعات و 9دقائق و 10 ثوان بالضبط أكثر من الحقيقة بأقل من نصف ثانية ، كما حسب ميل البرج فوجده 23 درجة و33 دقيقة و30 ثانية .
وكذلك لمع بين علماء عصره في مقدرته الفائقة بإدخاله علم الجبر على علم الهندسة ، لهذا يعتبر ابن قرة أبا الهندسة التحليلية ، فقد كان يتصف بسرعة البديهة والدقة في الحساب وأصالة التفكير .
كان ثابت بن قرة يحب العلم لا طمعاً في كسب يجنيه ولا سعياً وراء شهرة تعٌليه ، إنما أحبه لأنه رأى في المعرفة مصدر سعادة كانت نفسه تتوق إليها ، ولما كانت المعرفة غير محصورة في حقل معين من النشاط الإنساني ، فان ثابت دفعه فضوله إلى ارتيادها كلها مصلحاً ما فيها من اعوجاج ومضيفا إلى تراث القدامى ثمار عبقريته الخلاقة .
وأكثر مؤلفاته نعثر عليها في كتاب " عيون الأنباء في طبقات الأطباء " ، ومنها : كتاب المدخل إلى علم العدد ، كتاب في العمل بالكرة ، كتاب في المسائل الهندسية ، كتاب في الهيئة ، كتاب في علة الكسوف ، كتاب في المثلث القائم الزاوية ، كتاب المدخل إلى المنطق ، كتاب في طبائع الكواكب وتأثيراتها ، كتاب في الأنواء ، كتاب في مختصر علم النجوم ، كتاب في أوجاع الكلى والمثاني ، رسالة في اعتقاد الصابئين ، كتاب في الموسيقى .
وكان ثابت بن قرة متجهًا في أول أمره إلى التجارة ، إذ كان صرافاَ في حران ولكنه عدل عن هذا و اتجه إلى دراسة الفلك والفلسفة وبرع في الرياضيات بجميع فروعها ، وأضاف إليها إضافات عظيمة أثارت إعجاب علماء الغرب ودهشتهم ، والجدير بالذكر إن تعميم نظرية فيثاغورس و ابتكار قانونين أحدهما في إيجاد الأعداد المتحابة ، والأخر للمربعات السحرية ، لا يرجع إلى لأي عالم غربي ، بل يعود إلى عالمنا العظيم ثابت بن قرة ، ولكن علماء الرياضيات في أوروبا الذين حصلوا على السيطرة التامة على العلوم بعد القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تجاهلوا الخدمة التي قدمها ثابت للحضارة الإنسانية ، بل إن بين هؤلاء يؤمن إيماناً كاملاً أن عقلاً عربياً لا يمكن أن يكون أساس نظريات جاليليو و جاوس و نيوتن و اويلر وفارادي وغيرهم ، ولا يرجع هذا إلى مجرد مصادفة ، بل يعود إلى أمرين مهمين : الأول هو تحامل وإجحاف الغربيين على التراث العربي الإسلامي ، والثاني إهمال العرب لتراثهم ، مما ساعد الغربيين على هذا الاعتقاد .
و لقد خلف ثابت بن قرة أحفاداً من كبار الشخصيات في تاريخ العلوم ، منهم على سبيل المثال محمد بن جابر بن سنان المعروف بـ " البتاني " الذي وضع الجداول الفلكية ، و سنحاول أن نتناول سيرته في أعداد أخرى









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس