عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-2010, 03:52 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي كم الأيام مظلومة مع البشر

كم الأيام مظلومة مع البشر!

فقد اعتاد الناس لومها كلما ساءهم أمر وضاقت بهم دنياهم،

ففي عيونهم أن الأيام هي المسؤولة عن فشلهم وخيباتهم وقهرهم،

لذا هم دائما يظلون يشكون منها ويبكون،

لا يذكرونها سوى بالإساءة والظلم.


الأيام مظلومة مع الناس،

ليس لأنها بريئة من اتهاماتهم فحسب،

إنما أيضا لأنها ذات فضل عليهم لكنهم لا يشعرون.

فمن طبيعة البشر تذكر الإساءة ورؤية الأذى، ونسيان الإحسان والغفلة عن لمس الخير.

الأيام هي التي تداوي الجروح وتغسل الذاكرة من بقايا الألم والحزن والغضب،

والأيام هي التي تلقي برداء ثلجي على الانفعالات المشتعلة فتطفئها؛


سواء أكانت انفعالات حب خائب،

أو اعتداء ظالم، أو خيانة سوداء، أو خسارة حمقاء، أو غير ذلك،



أيا بلغت حدة الانفعالات التي في الصدر واشتعلت فيها نار الحسرة والقهر،

واشتطت بها آلام جروح الغبن والظلم،

فإن رداء الأيام الثلجي كفيل بتجميدها وإماتة ما فيها من أذى للنفس،


فتصير باهتة شاحبة تطل على النفس من بعد، كأنها أثر إصابات وقعت للغير،

هناك أسى لوقوعها ولكن لا انفعال حادا يصحبها.

حين تردد أم كلثوم «كل نار تصبح رماد مهما تقيد»، هي تستشهد بما

يحدث للنار من انطفاء وخمود بعد اشتداد الاشتعال وتصاعد اللهيب،

تستشهد بذلك على أنه مجرد نهاية طبيعية لظاهرة الاحتراق،

هي لا تذكر للأيام فضلا في تلك النهاية،

تنسى أن (الزمن) المتمثل في مرور الأيام بالنار المشتعلة، عامل من عوامل


ذلك المصير الطبيعي لظاهرة الاحتراق!


الأيام
كفيلة بإقالة العثرات، فغالبا حين تقع الأزمة، أي أزمة،

هي في معظم الحالات إلى أحد أمرين
:

إما أن تعالجها الأيام فتفتح ما فيها من منغلقات لتلد فرجا وانقشاعا لها،

وإما أن تذيب ما فيها من قسوة وعذاب وحرمان،

فيأخذ ألمها بالفتور التدريبي ويبدأ جرحها بالاندمال شيئا فشيئا لينتهي الأمر


إلى القبول بها والتكيف معها.

هذه الحقيقة تعني أننا دائما مدينون للأيام بالشكر
على ما تقدمه لنا من بلسم الشفاء

من أزماتنا والتكيف مع خيباتنا،

ولكن أهم من ذلك هي تعني ألا شيء في هذه الحياة يستحق أن يضيق به صدرك.

تذكر دائما حكمة (الست): «كل نارتصبح رماد مهما تقيد».

هذا لا يعني أن تبقى مكتوف اليد لا تفعل شيئا أمام ما يضايقك


وينغص عليك هناءك ويدمر سعادتك.

عندما يواجهك ما لا تحب، اسع جاهدا إلى تغييره أو منع وقوعه،

ولكن متى فشلت وتيقنت من عجزك عن دفع وقوع ما لا تحب


فأصابك ما يؤذيك، هون عليك،

فلا شيء يدوم، إن خيرا وإن شرا،

تذكر دائما أن الأيام معك تقف إلى جانبك ترطب جفاف مشاعرك،

وتمحو عن سطح ذاكرتك غبار الخيبات والفشل.







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس