[نور]

أمــة اقرأ لم تعد تقرأ

ـ أنت لا تقرأ إذا أنت عربي .
شعار يتخذه العرب .

ـ واقع مخزي وصل له العرب في معدلات القراءة بين الشعوب ففي دراسة أكدت أن معدل القراءة عند الإنسان العربي يبلغ ست دقائق في السنة, مقابل ستة وثلاثين ساعة للإنسان الغربي، لا يهم إن كان في هذه الدراسة كما قال البعض شيئا من المبالغة وشكك في مصداقيتها وأنها معدة من قبل منظمات تسعى لتشويه صورة العرب لكن الواقع يحكي شيئا من ذلك : يصدر الناشرون العرب سنويا كتابا واحدا لكل ربع مليون شخص في العالم العربي, مقابل كتاب لكل خمسة آلاف شخص في الغرب ، أي مقابل كل كتابين يصدران في العالم العربي هناك مئة كتاب يصدر في الغرب ، وفي مقارنة بين العرب وإسرائيل اتضح أن إسرائيل وحدها تنتج سنويا ما بين 25 إلى ثلاثين ألف كتاب, وهو ما يعادل إنتاج الدول العربية مجتمعة, رغم أن عدد سكانها يتجاوز ثلاثمائة مليون عربي.


الأطفال في الغرب شيئا معتادا أن يكون لهم مكتبة في غرفهم وكتبا تخصهم ، لكن للأسف لا نشاهد هذا عندنا في غرف الكبار فضلا عن غرف الأطفال ، وإذا سالت أحدهم متى قرأت كتابا يجيبك أنه على كتب المناهج ولم يمسك كتبا بعدها ، ولا يوجد عندنا من يعرف القراءة الصيفية ، ولا يرتبط عنده مفهوم الكتاب إلا بالمذاكرة وتحصيل الدرجات ، لذا ليس من المستغرب أن بعضهم لا يعرف مواقع بعض الدول المعروفة في الخريطة ، ولا يعرف أيضا معلومات في نظر غيرنا أنها تافهة وتعتبر من البديهيات.


كثير يبررون أنهم لا يقرؤون مثلا لضيق الوقت وانشغالهم بمشغلات الحياة وطغيان ثقافة الإنترنت ولكنها أمورا سطحية واحتجاجات واهية فالوقت عندنا لا يضيع إلا بالفوضى والعبث وعدم الاهتمام بحفظه والأمم التي اخترعت الإنترنت فإنها لم تتوقف عن القراءة ولهي عادة وسلوكا معرفيا مؤصلا فيهم مثل أمريكا واليابان وألمانيا .


ومما تجدر الإشارة إليه اختلاف مفهوم القراءة فما كل من أمضى وقته في النت يقرأ يكون قد قرأ بالمعنى الذي نقصده من القراءة المعرفية فالنت أحيانا يكون كما اجتماعا بين الأصحاب كلاما ولهوا وضحكا وقصصا وسخرية وعبثا ولكنه في مكان آخر وبطريقة أخري وهي استخدام اليد في الكلام عوضا عن اللسان ، وهذا ما يشاهد في إن الموضوعات الثقافية لا تناقش من الكثير من الأعضاء وقليل عدد من يدخلوها بل ويعتبر القسم الثقافي من أملل الأقسام وقليل هم رواده والعكس تماما صحيح في أقسام أخرى.


أمة اقرا هكذا شاء الله لنا أن نكون فأول كلمة في شرعنا كانت أمرا إلهيا بالقراءة ليعلن في الوجود أمر تكريم القراءة حد الخلود .


لكننا أبينا أمر هذا التكليف فرضينا بالتخلف والجمود وابتعدنا عن مواطن التفكير وتحريك العقول بالمفيد ، فكنا في مصاف الدول المتأخرة علميا ، ولم نتوقف عند هذا فحسب فننظر بأسف على هذا الكنز المفقود ، بل أصبحنا نصور الإنسان القارئ بأنه ثقيل دم ، وهذا ما سعى إليه حقيقة إعلامنا وكرسه فينا بأن المثقف الجميع ينفر منه ولا يستطيع أحد تحمل كلامه فضلا عن سماعه وعلى النقيض من ذلك يصور الإعلام الغربي بأن القارئ شخص لطيف ومقبول .


ولأن المعرفة هي وقود قيام الحضارات وما قامت حضارة إلا بقيام المعرفة فيها وما سقطت إلا بإسقاطهم للمعرفة ، ولن تعرف أمتنا للمجد طريقا ما لم تكن القراءة عادة أصيلة فينا ولن تستطيع معاودة الوقوف شامخة كما كانت ما لم تتخذ القراءة إلى نفوسنا سبيلا وأن نخلص أنفسنا تهمة أننا أمة ضحكت من جهلها الأمم.


ولأن التعميم آفة الاتهامات فإنه يبقى لدينا من نستطيع القول عليهم موسوعات متحركة ومشاعل معرفة .
ومن منطلق أن لكل قاعدة شذوذ فإن هناك من شذ عن قاعدة العرب لا يقرؤون فهم للمكتبات رواد وفي الكتب لهم سلوات .
ورب ست دقائق القراءة التي منحت للإنسان العربي كانت من جراء شخص قارئ بالساعات عند القسمة على مئة لا يقرؤون كانت لهم نصيب الدقائق الست ، ولولاه ولولا آخرون ربما لمنح العرب دقيقة أو دقيقتين ... من يدري ؟؟..





نرجو الله أن يبدل الحال المزري إلى حال لا يخزي .
فيصبح : أنت تقرأ إذا أنت من (المؤكد) أنك عربي .

لقد نقلت هذا الموضوع .. لما رأيت من قلة القراء ليس في العالم العربي بل حتى في منتدانا ... .. الموضوع بنظر المتكاسل طويل فلن يقرأه فهو يؤكد شعار العرب

الله يهدي الجميع
راق لى