ذات يوم قصدت الحديقة للتنزه فساقتني اقدامي للركن البعيد المظلم.. وجلست هناك برهة اتذكر كم مضي من العصور والايام علي احلاما وامالا تحطمت هناك فوق الجليد المؤلم.. امسكت بالاقلام والاوراق لاكتب حكايتي القديمة مع الايام تري كم مرعلينا من الزمن من ليالٍ تصافحها أيام.. وساعات تدق وعمر يمر دون ان ندري من نحن؟؟ أو ماذا نريد؟! وفجاءة رأيت الجرح القديم ينزف ووجدت نفسي مع السراب والاوهام.. ومع حلول المساء امتلاء قلبي بالاوهام واستيقظت حولي الاشباح وكانها ابطال اتت لتجسد ما مر علي من لحظات.. أيتها اللحظات الجاثمةُ بقربى .. الرابضةُ على جسور أحلامى.. تترصدين وجودى.. تجلدين ذاتى.. أيتها اللحظات لو تبتعدين قليلاً عني.. أمْنَحُكِ العالم كله بسهوله وجباله وصحاريه.. أمْنَحُكِ الدروب كلها تمارسينَ على أرصفتها هوايةَ العبور والرحيل.. لكن دعيني الآن وحدي فى هذا المكان القصى المنسى من فضول النظر ونهم الضجيج لإبتلاع كل شئ حولي ..!! سعيدة انا سعيدة بوحدتي، بسكوني العميق، بكلماتي الخجولة.. دعيني هنا وحدي طفلة بريئة مضجرة من غربة العالم.. سعيدة انا بجنوني بطفولتي العائدة من محراب مشاعري.. دعيني ولا تقتربي مني.. لتسلطي أظافركِ الحادة وتنهشين بشراسةِ فرحتي، تقرعين صدوري صارخة { أنا هنا } فتصمينَ آذاني، وبصفعةٍ قاسيةٍ تحكمينَ على خطواتي بالإبتعاد..!!! دائماً اراكيِ بعيدة عني.. اراكي تتركينَ بصماتكِ على كلِ شئ حولي إلا أنا..!! اراكيِ تعبرين تحت أقدامي.. و لايسعكِ أبداً أن تطالى حدود فرحتي.. اراكي دائماً أنتِ العابرة ونحنُ الباقون..!! لكن لجناحيكِ رياش قاطعة.. تغُزُ أظافرها فى عيوني فتدميها.. تقبضُ على أصابعي فتسحقها.. وكأني اسيرة عندك اطيعُ أوامرك.. امشى قسراً فى طريق.. اراكي كرحلتي مع الايام المظلمة لا تنتهى.. وبنظرةٍ كسيرةٍ مبللةٍ بدموع الخيبة دائماً اجد قدري بعد كل لحظةِ هناء.. يفرقني .. يدمرني.. يغربني عن كل الاحباب لاعود هناك وحدي في الحديقة بالركن البعيد المظلم..!!!!!! راق لى