الموضوع: عواطف مقيدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2011, 09:17 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي عواطف مقيدة








نَخرجُ مِن ظلُمَاتِ آوتَنا تِسعَة أشهُر ..مِن دُنيَا كُنّا نَملك
مُقاطَعتهَا بِمُفردِنا ..الى دُنيَا آخرَى وشُعور غُربِتنَا الجَدِيد
بِصُرَاخ مُتوَاصِل فيَلجِمُون أفوَاهُنا الصَّغِيرة بقِطعِة
بلاستَك ضَنً مِنهُم أنهَا مَا يَنقصُنا
وبِلَا تَبكِي
ولِمّا الصُراخ ...
عَوَاطِف مُقيَّدة





تمُر الأيامِ ونُكبِر قَلِيلاً ونَعتاد مَوطنِنَا الجَدِيد
ونَشعُر بِالمَلمُوسَات حَولِنَا وسجَيتِنا تحُثُّنا عَلى إمتِلَاكِها
فتَنزع مِنَا دُميَتِنا التِي نحتَضِنُهَا بِدمُوع ..وجُرعَة الحَلِيبِ
التِي تَربُطنَا بِالدُّنيا بِدمُوع ..وأحذَّيتِنا الصَّغِيرة التي نَعتزُ بَها بِدمُوع ...
عَواطِفِ مُقيِّدة




نخطُوَا خَطواتِنا الأولى خَارج طَوقِ الفُل ونُداعبُ الشَّمس
ونتَأمل الطّيُور ..وعِند مُطاردة القِططُ الصَّغِيرة
والفَرشَات المُتَطايِرة كتَذكرةٍ أولَى لِلحُب...نُسحَبُ بِقُوةٍ
مِن أطرَاف أذرعَتِنا
لَا يُنَاسبكِ ..لَا تَبتَعِدِي..
وَتُغلق الأبوَاب أمَامٍ نظَراتِنَا وعُقولِنَا ...
عَواطِفِ مُقيِّدة






نَبدأُ التّلعثُم بِالحُروف وتَركِيب الكلِمَات
مُتَأْتِيِّين بِجُمل حُب تُشبِهُنَا فيَضحَكُون بِأستِغرَاب
لِترجَمة مشَاعِرنَا ويَلبُسوننَا الخَجل ...
عَواطِفِ مُقيَّدة






نَبدأُ الخُروجَ لِمَدى أوسَع مِن الحَياة ..مَع الشَّارع والمَدرَسة
وأَبِن الجِيرَان وعِندَ الإلتِصَاق بِهِ كَصدِيق وحِيد فِي مَوقِف الحَافِلات ..والعِنَاد لِلركُوب فِي حَافِلة الذكُور معَه ..
يَستَهجِنُ الجمِيعُ هذَا التَّصَرف ويُطلِقُون نظَراتً غَبِيَّة
على دُموعنَا المُتسَاقِطَة...
عَواطِفِ مُقيِّدة




وعِندمَا تَكبُر مَعنَا مَسؤُلِيةَ الوَاجِب المَدرِسِي
وتُثقلنَا الكُتُب والعِقَاب ..يَكُون التَّمَلق ..وعَدمِ الفَهمِ
والإصرَار علىَ الإِستِذكَار مَع أُختَ أَبِن الجِيران ..مُحَمَلة بِمائَة تَوجِيهِ وأقَلُ مِن ذلِك نَصِيحَة مَبدأَها رَاجعِي دَرُوسِك بِسُرعَة وعُودِي ..مُنتهِية بِلا تَلعَبِي مَع الأولاد فِي الشَّارع..
وأبقَى ثَلاثَة أربَاع الوَقت أَتأَمّلهُم يَلعَبُون
والرُّبع الأخَر مَع بِنت الجِيران نراجِع أو نتأمَلهُم مَعاً...
عوَاطِفِ مُقيِّدة




مَلامِح الأُنُوثَة تَتَضح وغُنج المُراهِقَات يمتَد وقَلبٌ آَخَر صَفحَة
فِي الكِتاب يُحَرض أَقلَامُنَا عَلى العَبث بِالحُروف والكَلِمات
لِتُصبِح شَاهِد زُوّر عَلى سُوَء تَفكِيرنَا وقِلة نُضجِنا مِن المُعلمَة
ثُم تبَداء حَملات التَفتِيش فِي حَقائِبنَا ومَكاتِبنَا وتَحت وسَائدِنَا
عَن فَارس خَيالي أوَحتُ لهُم بِه أَقلَامُنَا ...
عَوَاطِفِ مُقيَّدة




يَعلُو صَوتُ العِنَاد القَاطِن فِي دَوَاخِلنَا ..وتَتكَرر الضَّحكات
بِدُون أسبَاب مَع الصَّديقَات عَبر أسلَاك الهَاتِف
أو شَكوَى يَومِياتٍ مُراهِقَة ..أو سَردٌ أحدَاثِ سِيرةُ ذَاتيَّة
فتُمررُ نَظَراتِ الأَزدِراء ورَفَعَ الهَاتِف الأُخَر
والتَّنصُت عَلىَ أنصَافٍ الكلِمَات ..كانَت بَرائتِنا بَعِيدَة عَن تَفكِيرهِم ...
عَواطِفِ مُقيَّدة




تَكبُر قَائِمة المُشاهدَات التِلفزيونِية ..وَرُفَوفَ الكُتبِ المَمنُوعَةِ ..وَتَكبُر مَعهَا التَسِأُولاتِ عَن مَاهِية هَذه


الثقَافَات وأسبَابِ المُشَاهدَاتِ والبُكَاء عَلىَ المُسَلسلات ...
عَواطِفِ مُقيَّدة




تَتَحضرُ الزِّيارات ..وتَعلُو مسَاحِيقَ التَّجمِيل الأولوِيَات
وتَحمِل مَعهَا آلفِ سُؤال وأستِفهَام
مِن ..أينَ ..لِمَا ..مَتىَ؟...
عَوَاطِف مُقيَّدَة


نَكُف أيدِيَنا عَن اللَعِب بِالأيدِي وَيَبَدَاء اللَّعِب بِالكَلِمَات
نِصّف أَجمَل العِبَارَات ..وَنُرتُل أَعذَب الكَلِمَات
وَنَخجَل أَن نَرفَع أصّوَاتُنَا بِهَا ..فَنُخَبِهَا
وَنَخشَى أَن نَكتُبَهَا بِأَيدِيَنَا ...فَنُخَبِهَا
وَيَصعُب عَلَينَا قَذَفَهَا ...فَنُخَبئُهَا
عَوَاطِف مُقيَّدَة
.
.
.
مِن أَصعَب عَقَبَات طَرِيقِنَا قُدرَتِنَا المَفقُودَة فِي التَّعبِير عَن مَشَاعِرَنَا ..
وَكَأ نَّنَا فِي مُجتَمَع
يَعَيبَة التَعبِير أَكثَر مِن أَن يَعَيبَة
الفَقر وَالفَسَاد
لَا نُجِيد أَن نُتَرجِم أَحَاسِيسُنَا بأقوَلِنا لَا لِلأب
وَلَا لِلأم وَلَا لِلأُخُوَّة وَلَا لِزَوج وَلَا للُأخُت
وَلَا لِلأخ وقد تَلف الدَائِرة على الأًصدِقَاء
وَكَم مِن الأَفعَال لَا نَأْبَه لَهَا لِانَّهُا

لَم تَرتَبِط بِكَلِمَات وَلَا مَعنَى وَلَا إحسَاس
عَوَاطِف مُقيَّدَة

.
.
.
تُخَيِّب أَمَالِنا مَع أَوَّل خُطوَة بَعد النَّجَاح العِلمِي
فِي طَرِيق العَمَل وَتَنَهَّد قُصُور حَمَاسِنَا
وَتَسقُط بَقَايَا ثِقَتَنَا فِي حُفرَة كُنَّا نَرَاهَا
قَبل سُقُوطنَا
مِن حَفَرَهَا ؟ وَمَن سَقَط بِهَا ؟ وَمَن نَجَّى مِنهَا؟
حَتَّى الأَسئِلَة لَاإجَابَة لَهَا
عَوَاطِف مُقيَّدَة

.
.
.
وَنَأْتِي الَى الحُب الَيس بِفِطرَة الَلَة فِي خِلقَة ؟؟؟
كَيف بِنَا ان نُقَيِّدَهَا الَي هَذَا الحَد
وَإنتَشِلنهَا مِن قَائِمَّة المُبَاحَات الَي المُحَرَّمَات
بَعِيدَا عَن الِاستثَنائَات وَالعُرف وَالعَادَات
يَكبُر فِينَا كُل شَئ إلَا الحُب يَبقَى طِفلَاً صَغِيرَاً وَغَير شَرعِي
وَمَن يَتَبَنَّاه فَقَد خَرَق القَوَاعِد وَيَستَحِق العِقَاب
عَوَاطِف مُقيَّدَة
.

.
.

بِرَغم سَعَة حَدِيقَة أَحلَامُنَا وَزُهُور أَمَانِينَا
وَأَغصَان طَّموَاحَاتِنا
يُعَلِقُوْن أمَالنا وَأحلامَنا وَأَيضَاً مَصِيرُنا

وَحَتّى ضَحِكَاتِنا بِرَجُل قَد لَا يَستَحِق
وَيُوَهِمُونَنا بِالضَّعف دَونَة وَلَو كَان ضَعفَنَا هُو

ونأخذُ الحَبل مِن يَده ونلفهُ حَول أعنَاقِنا
إلامَن رَحِم رَبي ونَنتَظِر الحُكم الصَادِر دُون ذَنب
عَوَاطِف مُقيَّدَة
.
.
.

مَع الأُمُومَة كُل شَئ يَنضَج وَيَتَمَحوَر حَول الحَنَان
حَنّان يُمتَد وَلَا يَنتَهِي وَمَع القُلُوْب الدَّافِئَة

يُبدَاء تُلقِيَن الصَّبيَة لَا تُعَلِّب مَع الفَتَيَات
وَأنت رَجُل لَا تَبكِي
رَغم أُنوثَتِنا نُرَبِّي ذُكُورَنا على نَزعَّةِالتُسَلّط

وَالقُوَّة الَتِي لَا تَبرِيرلَهَا
ونُغمَض أعيُوننَاعَن ذَلكَ بشئ يُشبِة الرِّضى
عَوَاطِف مُقيَّدَة
.
.
.
نُمَجِّد الأَشيَاء وَالأشخَاص وَالمَعَانِي بَعد فَقدِهَا
الأُم لَا تَعبُر عَن حَنَانُهَا لِوَلَدِهَا إلّا بَعد فَقَد ه
الزَّوجَة لَا تَعبرَعَن حُبَّهَا لِزَوجِهَا إلَا بَعد فَقدَة
الأبنَة لَا تَعبر عَن شَوقُهَا لإبِيُّهَا إلَا بَعد فَقدَة
الأُخت لَا تَعبُر عَن حَاجَتِهَا لِأَخِيهَا إلَا بَعد فَقدَة
وَكَأَنَّهَا سَّحرعُقَد وَلَم تُفَك تَعوِيذتَه إلابَعد
رَحِيِل أُصَاحِبة
عَوَاطِف مُقيَّدَة
.

.
.
حَتَّى عَوَاطِفَنَا وَهِي عَوَاطِفَنَا لَا نَعتَرِف بِهَا الَا بَعد فَقدِهَا

كَثِيراً هِي العَوَاطِف الَتِي عَقِيدُنهَا فِي أَحَد زَوَايَا العُمر
وَيَنتَهِي العُمر
وَيهَتَري القَيد
وَنَتَذَكَّر انَّهَا كَانَت ذَات يَوم مُقيَّدَة حَتَى مَاتَت
.
.
.
تمت

راقنى











آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس