عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2011, 11:00 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي لا يجوز للمظلوم أن يعتمد على ضمير الظالم




" لا يجوز للمظلوم أن يعتمد على ضمير الظالم .
فالظالم حين يظلم لا يشعر بأنه ظالم , ذلك لانه ينظر في الأمور من خلال منظار خاص به يختلف عن ذلك المنظار الذي ينظر من خلاله المظلوم " . علي الوردي

لا أحب الكتابة عن الظلم . ولا الحديث عنه . رغم أنني أفعل . لكنني خففت من الحديث عن هذا الموضوع حتى أنني أكاد لا أتحدث عنه أبداً . أقصد عند المقربين بالطبع . عدم الحديث عنه عند الغرباء الذين لا يعرفون غير الحكم على الأمور من طرف خصم واحد هو سلامة و أمان . قد يجاملك أحدهم و يقول لك فعلاً لقد أخطأ فلان , لا عليك .. العالَم ملئ بالمرضى و السفهاء . لا تكترث , لا تعطِ الصغائر أكبر من حجمها . لكنه من خلفك يفعل واحداً من أمرين .. إما أنه لا يتورع عن إقامة حرب بينه و بين أول مختلف معه في أي شيء كان . و إما أن يدور على الجيران ليخبرهم أنكَ تتسول صدقة معنوية من خلال إظهار نفسك ضحية أشخاص قد يفكرون في النمل لكنهم يتورعون عن التفكير بك فضلاً عن ظُلمك . عندما حكَت لي زينب عن قصة الرجل الذي ظنها في بداية علاقتهم هشة متسولة لأنها اشتكَت من صديقته السابقة , قالت أنه قبلها بأيام كان ينصحها أن تصنع لنفسها فضيلة اسمها سخافة . قال أن صديقته السابقة نجحت في كسب قلبه لأنها كانت تحمي فرصتها . حاتم هو فرصة سارة . جاءت بعد فشل في فرص كثيرة كانت تخوضها بلا فضيلة . الرجال السابقين في حياتها لم يكونوا يرغبون في امرأةٍ خائفة , مترددة , ذكية , مثقفة , و حريصة على تصنيف العلاقات أو في أضيق الأحوال .. تضفيرها . حاتم رجل شيطلائكي . النساء يحبون هذا القالب من الرجال . نعم تماماً .. هو نفسه الرجل الذي يكذب على المرأة ليرضي غرور أنوثتها . بعد تجربته مع سارة خرج شبيهاً بزينب . لكنه لم يصِب في فهم كلامها عندما كانت تريد التأكد أن سارة لم تترك في نفسه قناعات تسد النوافذ على الطيور الآتية بعد رحيلها . إنه أمر صعب ؛ بل هو من أصعب الأمور أن يفهمك أحد اصطفيته للحب , الأصعب أكثر أن تحاول فهمه كما تفهم نفسك . أن تحاول فهمه بطريقتك الخاصة , طباعك و عاداتك و ثقافتك و سلوكك و ظنونك . هذا لأنك عاجز عن فصل قلبك عن عقلك أثناء التفكير في الناس . لا أتذكر اسم صاحب مقالة تتحدث عن أخطاء الثقافة عندما تكون إرثاً يفعَّل في التعاملات الإنسانية قبل تفعيل التجربة و التطبيق . إرث المقولات و التعريفات و الاقتباسات و القصائد . لا يُمكنك أن تؤمن حتى بجدوى التأني و ضرورة الإنصاف إن لم تجرب و تتوجع .

أصبحت عندما أُظلَم , أكتب لأستطيع التفكير في طريقة لنسيان الظلم بدلاً من الشكوى و خفض جناح الذل . نصوصي عن الظلم ليست كثيرة . لأنني لحسن الحظ لا أُظلَمُ كثيراً . في مراهقتي كنت غامضة ضبابية لا يفهم الناس كلامي و بعضهم يظنون أنني كنت خرساء و انفكَّت عقدة لساني للتو و أحتاج إلى وقت لأركب جمل مفيدة بشكل مفهوم . بعد العيش مع الموجوعين و إسقائهم الدواء بيدي , تحولت إلى شمس مشرقة رغم كرهي للشمس . أقصد أنني أكرهها دون التصريح بكرهي لها لأنها من آيات الله ! صرتُ أصنع للناس رسوماً شجرية بها طرق عديدة لنسيان الألم . طرق عديدة للتفاؤل , طرق عديدة لإعادة صلة الرحم بأمِّنا الأمَل , طرق عديدة لاستخدام الطبيعة في التشافي و إتمام الأعداد الناقصة , و تنقية الألوان الممزوجة , و تفهُّم الشتائم التي تهطل من أفواه أهم أسباب تلوث الطبيعة , تلك الحصى المتساقطة على سبيل الشماتة أو التهكم أو حتى المزاح .

إنني أنسى عندما أكتب . أعبئ كيس البياض بنُشارَتي الملونة و ريشي المنتوف و بقايا قش كان يخص عشي القديم الذي هدمته حركة التطوير . أحب الصوت الصادر من رأس قلمي الجاف و هو يطاوع أصابعي . ولا أقوم بتدليك أصابعي بعد طي الورقة عندما يؤلمني انتفاخها لكثرة ما كتبت . لا أحب عنونة الكلام الذي أكتبه لأفكر من خلاله و أتداوى . ولا ذلك الذي أكتبه لأنسى و أتجلَّد ضد الصفح . أحب أن يكون كل ما أقوله هامش على صفحة الكلام الجميل الذي أخرج به للطيبين . عادةً أقابلهم و كأنني لا شيء .. سوى أنَّ بحوزتي كل شيء .
شيء يتشبث بي الأخيار عندما يستمعون إليه . و شيء يتركهم يتجولون في سوق الحياة دون أن يتذكروا فتاة تنتظر هداياهم في البيت الحميم .
م0ن






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس