عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2008, 06:50 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة لدولة الكويت

المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
بدأت جهود المجلس المتعددة بإصداراته العلمية الجادة ومساهماته في الأنشطة الثقافية ، وتلك الإصدارات هي ( مجلة عالم المعرفة ، الثقافة العالمية ، سلسلة الإبداعات العالمية ، عالم الفكر ) ، وفيما يلي نبذة عن كل منها

مجلة عالم المعرفة
صدر منها حتى الآن ودون انقطاع – عدا شهور الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت– ثلاثمائة عدد حتى أكتوبر 1999م دارت عناوينها على امتداد اكثر من أربع عشرة سنة حول موضوعات وفنون شتى من الأدب إلى الفلسفة إلى العلوم ، بأقلام أعلام الفكر والعلم في الوطن العربي وفي العالم ، ويطبع من كل عدد اكثر من أربعين ألف نسخة توزع على نطاق يشمل الدول العربية دون استثناء
الثقافة العالمية
وهي مجلة تصدر كل شهرين ، فاتحة للمثقف العربي نافذة رحبة يطل منها على ثقافة وعلوم الشعوب الأخرى ، لتيسر للقارئ الوقوف على إبداعاتها من خلال ترجمة أعمالها الثقافية الفكرية في شتى المجالات
سلسلة الإبداعات العالمية
تندرج تحت هذا المنهج ، بأسلوب أكثر تخصصا سلسلة ( من المسرح العالمي ) ، وهي ترجمات للأعمال المسرحية من لغاتها المختلفة ( الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية ، الروسية ، الإسبانية ) وتشفع كل مسرحية مترجمة بدراسة فنية عن المسرحية وزمنها وكاتبها ثم خصائصها الفنية ، وبقيت هذه السلسلة العلمية منذ عام 1969م إلى 1990م تقدم زادا ثقافيا ثريا للفكر العربي ، ولم تزل هذه السلسلة تواصل رسالتها المهمة على الرغم من توقفها خلال شهور الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت وفي محاولة لتطوير هذه السلسلة تم تحويلها إلى سلسلة الأبداعات العالمية حتى يتسنى مجالها ليشمل مختلف أجناس الآداب العالمية
عالم الفكر
ربع سنوية كانت تصدر عن وزارة الإعلام ، ثم أضيفت إلى إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون ، وهي مجلة ثقافية فكرية محكمة تخاطب خاصة المثقفين وتهتم بنشر الدراسات والبحوث الثقافية والعلمية ذات المستوي الرفيع ، في مجالات الآداب والفنون والعلوم التنظيرية والتطبيقية
النشاط الأدبي في الكويت
لما كان للكويت هذا السبق في مجال الثقافة فإنه من الطبيعي أن تحظى بسبقاً مماثلاُ على صعيد الأدب، فنتج عن إحتكاك الكويتيين بثقافات الدول العربية والأجنبية الأخرى تمازجاً ثقافياً هاماً إنعكس على إبداعات الأدب لدى أبناء الكويت فعرفت الكويت منذ نشأتها الأولى كتاباً مميزين في مجال القصة كما عرفت روائيين كبار وشعراء خرجوا عن طوق التقليدية ليمثلوا تياراً جديداً من الحداثة، هذا فضلاً عن الأدب النسائي الذي تعتبر الكويت أحد أهم رواده


وإلى اليوم والكويت تزخر بأسماء مميزة تخطت شهرتها حدود الإقليمية إلى العالمية وأسست لها
مكاناً بارزاً على ساحة الأدب والفكر



النشاط المسرحي في الكويت

تعد الحركة المسرحية في الكويت من النشاطات الثقافية البارزة ، التي صاحبت المتغيرات الاجتماعية الحديثة ، وقد توافقت إيقاعاتها هبوطا وصعودا انسجاما مع واقع تلك المتغيرات فلا نجافي الحقيقة إذا جعلنا النشاط المسرحي في الكويت من ابرز أنواع النشاط الفني فيها وأكثرها امتيازا وان كانت المسرحية المحلية قد اقترنت بالكلمة المحلية شكلا ومضمونا خلال ما عرض على خشبة المسرح في الكويت عبر ثلاثين عاما – أي من عصر الارتجال إلى عصر التجريب فالتميز والانتشار – فإن النص المسرحي الأدبي يعد من ابرز عطاءات البحث عن الذات
كانت معرفة الكويت بالمسرح قد بدأت حقيقة منذ عام 1938م على يد أساتذة أفاضل من بعثة المدرسين العرب ، تلك التي جاءت – إلى الكويت في ديسمبر 1936م – ويذكر أن أول مسرحية من نشاطات المسرح المدرسي كانت من تقديم طلاب مدرسة المباركية التي أقيمت على ساحتها في العام 1938-1939م ، حيث عرضت مسرحية " إسلام عمر " أو " عمر بن الخطاب في الجاهلية والإسلام" وفي العام الدراسي نفسه ( 1938-1939م) قدمت " مسرحية مصر " أو كما يطلق عليها " عمرو بن العاص" ، وإستمرت المحاولات المسرحية مرتبطة بالمدارس ، إذ تشكلت في عام 1939م فرقة بمدرسة الأحمدية ، وفي عام 1940م ظهرت فرقة مدرسة الشرقية ثم فرقة مدرسة القبلية ، فتأسست بذلك أربع فرق مسرحية في المدارس الأربع ثم توسع المسرح المدرسي بعد بعثة الطلاب إلى مصر فكانت لهم تجارب أثرت في الحركة المسرحية ومن نتائجها مسرحية " المروءة المقنعة " في نوفمبر 1947م ، وبعد ذلك مثلت فرقة التمثيل رواية هزلية اسمها " مهزلة في مهزلة " التي تعتبر أول نص مسرحي كتب في الكويت من تأليف الشاعر أحمد العدواني ثم أخذت الحركة المسرحية الطابع الرسمي وذلك بعد استدعاء دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل الأستاذ زكي طليمات للتباحث معه في شؤون المسرح ، بحيث تنمي إنتاجها وتعمقه وقد عمل بجهد صادق لإبراز النواحي المسرحية في الكويت ووضع تقريرا مفصلا ، محاولا ترسيخ المفاهيم الجديدة في البيئة لتقبل الفن المسرحي مع الإقناع بأنه ليس خرقا للتقاليد والعادات ، وقد رفع بعدها تقريره إلى الدائرة ، وهو عبارة عن بحث مستفيض يمكن أن يحدد الكثير من طبائع الحركة المسرحية ويرسم خط المستقبل المسرحي كما تصوره
وقد ربط التقرير بين ألوان النشاط الفني ( المسرح – الموسيقى – السينما ) ووصف واقع الحركة المسرحية في الكويت كما تحدث طليمات في تقريره عن النشاط التمثيلي
كانت مهمة طليمات تتمركز في إنشاء فرقة للتمثيل العربي ، لذا قام في 10 /10/ 1961م بالتعاون مع ( الشؤون ) بتكوين ( فرقة المسرح العربي ) كنواة للمسرح الكويتي الحديث ، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ المسرح في الكويت تحت إشراف زكي طليمات وتوجيهاته وقد تكونت فرقة المسرح العربي نتيجة لإختبار عملي وليست بتلقائية الزمالة في المدرسة أو فريق الكشافة ، إذ أعلنت الوزارة بيانا من الإذاعة وبواسطة الصحافة تطلب مشاركة من يرى في نفسه القدرة والرغبة ، فتقدم 250 رجلا تم اختيار أربعين كويتيا من بينهم ، يعتبرون نواة المسرح وأنضمت لأول مرة فتاتان كويتيتان وقد ضمت الفرقة إلى هذا العدد من الكويتيين والكويتيات خمسة عشر عضوا من أبناء الأقطار العربية وممثلتين مصريتين ، وقد تم الاختيار بمعرفة طليمات والنشمي معا ومن أبرز منجزات زكي طليمات المسرحية بروز الفنان حسين الصالح مخرجا موهوبا من بين تلاميذ مدرسة زكي طليمات الدرامية
الفرق المسرحية في الكويت
1.المسرح العربي

ذكرنا فيما سبق مراحل إنشاء " المسرح العربي " لكن يعنينا هنا دور "المسرح العربي" في إرساء المفاهيم المسرحية ، حيث قدم أكثر من نص في هذه المرحلة من إنشائه ، اتضحت بعدها جدارته بالبقاء وقدرته على تنمية الحس المسرحي في المجتمع
2.المسرح الشعبي

من جراء تحمس "النشمي" واستهوائه لفكرة تكوين مسرح ترفيهي يقلد فيه "مسرح الريحاني" أنشأ فرقة الكشاف الوطني وهذه تطورت فيما بعد إلى "فرقة المسرح الشعبي" أقامها بمساعدة بعض المخلصين له وللحركة المسرحية ومن أبرز مسرحيات ( المسرح الشعبي ) مسرحية "مدير فاشل" التي قدمت عام 1955م
3.المسرح الوطني

بعد نجاح مسرحية "تقاليد" التي كتبها صقر الرشود للمسرح الشعبي ، أقدم على تأليف مسرحيته الثانية " فتحنا" وقدمتها فرقة "المسرح الوطني" الجديدة التي كونها صقر الرشود مع بعض الزملاء والهواة ، وقد حاولت فرقة هذا المسرح وضع لائحة للمسرح إلا أنها سرعان ما تشتت شملها
4.مسرح الخليج العربي

عندما سمحت الدولة بتكوين الجمعيات الثقافية والأدبية في عام 1963م ، تقدمت مجموعة المسرح الوطني نفسها بطلب تكوين مسرح جديد ، فتأسست الفرقة المسرحية التي عرفت ، باسم (جمعية مسرح الخليج العربي ) وذلك في يوم 13/5/ 1963م ويعد مسرح الخليج العربي أحد التجمعات المسرحية الأربعة التي سارعت إلى تشكيل أول مجلس إدارة للمسرح ولجنة ثقافية إيمانا بدور الثقافة في خلق شخصية الفنان المسرحي ، وقامت تلك اللجنة بإصدار ( مجلة الكلمة الثقافية)، كما عقدت عدة ندوات ومحاضرات تعرضت للمسرح محليا وعربيا وعالميا ، وكشفت عن تطلعات حرصت الفرقة على تأكيدها في الساحة المسرحية الكويتية
5.المسرح الكويتي

بعد أن استقال محمد النشمي من "المسرح الشعبي" وبعد ظهور "مسرح الخليج العربي"وبعد أن تخلت وزارة الشؤون الاجتماعية عن الإشراف الكامل على المسارح ، شرع النشمي في تأليف فرقة مسرحية جديدة من بين الذين عملوا معه في فرقة المسرح الشعبي ومن الهواة الشبان كذلك ، ولم يأت عام 1964م حتى ظهرت فرقة "المسرح الكويتي" برئاسته
السينما في الكويت
بدأت الدول النامية في الاهتمام بهذا الفن وإعطائه دورا في العمليات التنموية التي حرصت على القيام بها والكويت كانت واحدة من هذه الدول التي حاولت الإفادة من هذا الفن
دور العرض السنيمائية
كان الكويتيون على معرفة بالسينما من خلال أسفارهم التجارية إلى الدول التي كانت تتوافر فيها دور العرض ، مثل الهند وزنجبار وغيرها وكان إرتياد السينما يعتبر من الوسائل التي يطلع الناس من خلالها على أساليب الحياة المختلفة التي كانت سائدة في حياة الشعوب الأجنبية الأخرى ، حتى تلك التي لم تصلها سفنهم كأمريكا وأوروبا مثلا وكان ارتياد السينما يعتبر إحدى وسائل التسلية والاستمتاع للبحارة والتجار عندما تحط سفنهم في موانئ الهند والمواني الأفريقية بعد عناء أسفارهم البحرية المضينة ، وكانت فرصة لمشاهدة تقنية لم تكن موجودة حينذاك في الكويت
أما في داخل الكويت فقد كان الناس وبخاصة الميسورون يقومون بعرض أفلام روائية طويلة عربية وأجنبية في منازلهم على آلات عرض خاصة بهم ويذكر عبد الله الحاتم أن أول آلة عرض سينمائي دخلت الكويت عام 1936م ، وكانت للمغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح، وكذلك محمد حسين قبازرد باعتباره من أوائل الذين اقتنوا آلة عرض سينمائي في بداية الثلاثينيات وقد استمرت هذه العادة لدى الكثيرين حتى بعد أن أقيمت دور العرض في الكويت ومن أشهر الجهات التي كانت تؤجر هذه الأفلام ، والتي استمرت حتى منتصف السبعينيات أحمد شهاب الوهيب وأفلام الشميس وأفلام شريدة وبدر الطخيم وأفلام السراج وأفلام الأحلام وأفلام ساغر
وكانت هذه الأفلام تعرض كنوع من التسلية يجتمع للاستماع بها أهالي الحي وأحيانا كانت تعرض بعد حفلات الزفاف وفي أثنائها وفي المناسبات السعيدة واستمر عرض هذه الأفلام في المنازل حتى بعد تأسيس دور العرض
أما بالنسبة لإنشاء دور العرض ، فلقد أنشأت شركة سينما الكويت " سينما الشرقية" كأول دار للسينما في الكويت في عام 1954م ثم أنشأت بعد ذلك العديد من دور العرض ويبلغ عددها 16 دار عرض كما في إحصاء سنة 1999م ، جميعها ملك لشركة السي نما الكويتية الوطنية
الأفلام السينمائية في الكويت
في كتابه "تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي – الجزء الثاني " يذكر المؤرخ "سيف مرزوق الشملان" أن أول من اهتم بتصوير سفن الغوص على اللؤلؤ في الكويت هي السيدة "أم سعود " زوجة الكولونيل "ديسكون" – أحد المعتمدين البريطانيين في الكويت ، وأم سعود هي الوحيدة التي صورت "البتيل" سفينة المرحوم راشد بن احمد الرومي ، كذلك صور " فليبر" وهو سائح إسترالي الفيلم التسجيلي الوثائقي " أبناء السندباد" وكان فيلما سينمائيا مدته ساعتان عن جميع أعمال البحر من عدن حتى الوصول إلى الكويت ، عندما سافر مع النوخذة " على بن ناصر النجدي " بسفينة إلى سواحل إفريقيا الشرقية ومر بميناء عدن ، ويسجل أيضا لمحمد حسين قبازرد أنه أول مخرج فيلم وثائقي كويتي طويل مع استعانته ببعض اللقطات الأرشيفية من شركة نفط الكويت، ولا نغفل هنا الأفلام التسجيلية التي ساهمت شركة نفط الكويت في إنتاجها منذ عام 1946م ، عندما سجلت تحميل أول شاحنة نفط ، ثم مساهمتها بعد ذلك في تسجيل الأحداث المهمة سواء في حقل عملها ، أو في الكويت بشكل عام بناء الجزيرة الاصطناعية ، محطات تكرير البترول ، بناء الخزانات ، إنشاء مشروع الغاز … وغيرها
وفي مطلع عام 1950م أنشأت وزارة التربية "دائرة المعارف آنذاك" قسما للسينما ، وخلال السنوات اللاحقة ، أنجز هذا القسم ما يقرب من 60 فيلما تعليميا بين عامي 1959-1961م كما قامت دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل بإنتاج بعض الأفلام الثقافية عن تقاليد الزواج والغوص ولحقت وزارة الإعلام بهاتين الهيئتين بعد انتقال مسؤولية الإنتاج السينمائي إليها ، وكان أبرز إنتاج لها عام 1962م ، هو فيلم "اليوم المشهود" عن يوم عيد الاستقلال الأول
الأفلام الروائية الطويلة الكويتية
الأفلام الوثائقية القصيرة الكويتية
الأعمال السينمائية الكويتية القصيرة المميزة من الستينات وحتى الآن
النشاط التطوعي في مجال الثقافة
إن جمعيات النفع العام تلعب دورا مهما في مجالي النشاط الثقافي والأدبي ، وكذلك أنشطة متعددة ومتنوعة تصب في النتاج الفكري ، وقد وصل عدد هذه الجمعيات إلى أكثر من أربعين جمعية عام 1999 م ، أقدمها جمعية المهندسين الكويتية التي أنشئت في عام 1962م وقد شمل نشاط الجمعيات كل المجالات ولا سيما المجالين الثقافي والأدبي من خلال المحاضرات والندوات والكتب والدوريات وإقامة معارض الكتب والرسوم والصور ، وتعمل الدولة على تشجيع تلك الجمعيات بدعمها ماديا ومعنويا ، حيث وصل دعمها السنوي إلى اكثر من 125 مليون دينار ( أكثر من 40 ملايين دولار )
وعلى صعيد شخصي
هناك عدد من الأفراد الذين اهتموا بهذا الجانب من الحياة الفكرية ورصدوا لها المبالغ الكبيرة على شكل جوائز سنوية ، من هؤلاء ، رجل الأعمال الكويتي عبد العزيز سعود البابطين الذي أنشأ ( مؤسسة جائزة سعود البابطين للإبداع الشعري ) وجعل مقرها القاهرة ، إيمانا بدور ارض الكنانة الريادي في ميدان الفن والأدب ، واختار لأمانتها مجموعة من جلة العلماء وأهل الفكر في ذلك البلد العزيز ، تشجيعيا للأدباء والمثقفين العرب في كل مكان ، وإثراء لحركة الشعر العربي ، وتحفيزاً للتواصل بين الشعراء العرب والمهتمين بالشعر العربي وتوثيقا للروابط فيما بينهم
وهناك أيضا جوائز الدكتورة سعاد الصباح للإبداع الفكري والإبداع الفلسطيني ، وجوائز الشيخ عبد الله المبارك الصباح للإبداع العلمي للشباب، وقد تم رصد مبلغ 50 ألف دولار لإبداع الشباب العربي بصفة عامة و 50 ألف دولار للإبداع العلمي للشباب العربي وقد تم ذلك إحساسا بالالتزام القومي والوطني تجاه قضايا الوطن الكبير وخدمة لمسيرته نحو التطور والتنوير وقد فاز بتلك الجوائز شباب من أقطار عربية مختلفة
أثر العدوان والاحتلال العراقي على الثقافة في الكويت
شهدت الكويت في صبيحة 2/8/1990م ، مأساة العصر حيث كانت حراب النظام العراقي تنال كل شيء ، والتعليمات الصادرة من قيادة الغزاة في بغداد بضرورة الإسراع في نقل كل ما يتعلق بالأنشطة الثقافية والتعليمية والبحثية إلى محافظات العراق الأخرى ، مما أدى إلى تدمير تلك المواد وسرقتها
ونتيجة لذلك العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت ، افتقد المثقف العربي الإصدارات المتميزة التي كان هدفها تنمية العقل العربي وتطوير معرفته بما حوله ، حيث إن حركة الفكر والثقافة تمثل زادا يوميا لمن هم في الكويت ، وشريانا حيا يضخ بصفة منتظمة أنواعا متعددة من المعارف والثقافات لمن هم خارج الكويت
كما نتج عن ذلك أن امتلأت أضابير منظمة اليونسكو بتقارير متنوعة ومتعددة من علماء وباحثين ومتخصصين دوليين ومحايدين تصف بكل أسى وحزن أحوال المؤسسات الثقافية والعلمية والبحثية الرسمية والشعبية بعد أن دمرها الغزاة ونهبوها فقد ذكر ( ج بيون) عضو لجنة الأمم المتحدة لحصر الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التربوية والعلمية والثقافية ومؤسسات البحث والاتصال في الكويت من جراء العدوان والاحتلال العراقي فقال "من الصعب فهم السبب الذي كان يكمن وراء الدمار الهائل الذي أصاب المواد والكتب والمطبوعات وأوعية المعلومات التابعة للمنظمات الإقليمية والدولية ونقلها إلى بغداد ، ولابد أن ذلك كان جزءا من مخطط يهدف إلى تدهور مركز الكويت من دولة مستقلة ذات سيادة لتصبح مجرد محافظة عراقية"
والمؤكد أن الذين سرقوا تلك المطبوعات والكتب ليسوا من المؤمنين بما تجسده تلك الأعمال الفكرية التي سرقوها ، حيث إن كل الخسائر المادية تتضاءل مقارنة بالخسائر في المواد الثقافية
فالكتب استخدمت من قبل الجنود العراقيين كوسادات للنوم أو ركائز للتحميل عليها أو لإشعال النار للطبخ وإعداد الوجبات أو للتدفئة في الليل كما استخدمت المدارس كثكنات للجيش هذا كان أحوال أوعية الثقافة وبعض مؤسساتها في الكويت بشهادة أحد المراقبين الدوليين المحايدين أما عن دور النشر والمكتبات ومراكز الصحف والمطابع فقد نهبت محتوياتها وسرقت كل المراجع والدوريات القيمة والمخطوطات النادرة ، بالإضافة إلى سرقة الأجهزة والآلات
وبعد التحرير مباشرة بدأت العقول في ممارسة نشاطها مرة أخرى ، وعكف الجميع على جمع ما تناثر من أجزاء ذلك البناء الثقافي العريق ، وظل المتخصصون يرممون مؤسساتها ويعيدون إليها روحها لتواصل العطاء ، وانطلاقا من ذلك الإيمان الذي لا يخبو أبدا في نفس الإنسان الكويتي وعقله بوحدة الثقافة العربية توجه الاهتمام الرسمي والشعبي أول ما توجه إلى ما يمثل ذلك التيار الفكري العربي
ثم عادت باقي المؤسسات الثقافية بعد إصلاح مرافقها إلى مواصلة إصداراتها المتميزة ، وأنشئت بعض المؤسسات والمراكز البحثية الجديدة التي يأتي في مقدمتها مركز البحوث والدراسات الكويتية ، وهو معني بالبحث في كل ما يتمثل بالكويت من الناحية التاريخية والجغرافية والثقافية ، كما يدرس ويحلل الظروف التي أحاطت بالعدوان العراقي على دولة الكويت ويتناول بالتوثيق والبحث كل ما خلفه ذلك العدوان من وثائق عراقية ، ويتصدى المركز كذلك للرد على الافتراءات حول الكويت ووجودها
وقد وصل عدد إصداراته حتى الآن ( سبتمبر 1999) إلى 105 إصدارات بلغات مختلفة العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والبلغارية والصينية
ومن بين المؤسسات الثقافية الجديدة أيضا الصندوق الوقفي للثقافة والفكر التابع للأمانة العامة للأوقاف التي بدأت نهجا جديدا في استخدام الأساليب الحديثة للاستفادة من أموال الوقف ، ومن أبرز أهداف هذا الصندوق نشر الثقافة الإسلامية وتأصيل الفكر الإسلامي المستنير ، وتشجيع البحث العلمي ودعم طلاب العلم وذوي المواهب الثقافية ، ودعم وتنمية ثقافة الطفل وغرس الاهتمام بالثقافة في نفوس النشء ، وخلال فترة وجيزة من إنشاء هذا الصندوق بدأ في إنتاج برامجه وإصداراته فنظم مهرجان اقرأ للناشئة ، ونادي الفتيان ، وأقام مهرجان كاظمة الثقافي ، وأنشأ نادي أنيس لتشجيع الأطفال على القراءة






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس