الأزياء التي يتم ارتداؤها اليوم في الكويت هي نموذج واضح للتغير الذي حدث فالتباين بين الماضي والحاضر يتضح من التطور المحلي للثوب العربي المعروف ليناسب الأحوال البيئية والثقافية ، والممارسات في هذا التطوير المستمر أصبحت أكثر تنوعا ، فالأزياء الأوروبية ما عادت حكرا على الأجانب الذين يعملون في الكويت بل صار يرتديها الكويتيون أنفسهم
ورغم ذلك فإن الكويتيين من النساء والرجال ما زالوا على وعي شعوري أو فطري بأهمية المحافظة على الزي التقليدي كرمز للهوية الوطنية
ويفضل الرجال الكويتيون ارتداء الملابس التقليدية لأنها توفر الراحة والانتعاش أكثر من البنطلونات والمعاطف الأوروبية
ويمكن أن نلحظ اليوم بوضوح الأزياء النسائية بعد أن قل ارتداء العباءة وغطاء الوجه فنجد أن المرأة الكويتية صارت ترتدي ثيابا أكثر تنوعا من حيث اللون والشكل ، فنجد المرأة التي ترتدي الأزياء الأوروبية الحديثة إلى جانب المرأة التي ما زالت تحافظ على العادات والتقاليد بارتداء الثياب الطويلة والحجاب والعباءة
هذا التعدد في الأزياء ليس مطلقا حيث يعود في النهاية إلى ذوق المرأة الخاص والعادات المحافظة وتقاليد الأسرة ذاتها
فالمرأة التي ترتدي الأزياء الأوروبية حين تذهب للعمل كثيرا ما تغير ثيابها بعد عودتها من العمل لترتدي الثوب التقليدي في أثناء زيارتها للجيران والأقارب ، وفي بعض الحالات تعود المرأة لارتداء الزي التقليدي الكامل مع تقدمها في العمر
تقاليد الجنازة والتعزية العادات المتعلقة بالجنازة في الكويت كانت دائما بسيطة ، وحيث أن الموت كان يعتبر من أمر الله وإرادته فإن المبالغة في إظهار الحزن كانت تعد شرا ومعارضة لمشيئة الله سبحانه وتعالى ، وكذلك احتفالات التأبين والنصب التذكارية كلها تعد غير ضرورية
بعد الوفاة يغسل الميت في بيته ويقوم بذلك بعض الأقارب وهم يرتدون القفازات ويستخدم مسحوق السدر كصابون ، ثم يجفف الجسد بالمناشف ، ثم يعطر بزيت الورد والعود والكافور ، ثم يكسى ثوبا أبيض من القطن ويلف بغطاء من القطن
يتم الدفن بحسب الشريعة الإسلامية قبل غروب الشمس في يوم الوفاة ، فيحمل الجسد أولا إلى المسجد ليصلى عليه صلاة الميت ، ينضم المارة إلى الجنازة في طريقها إلى المسجد ، ثم يحمل الجسد إلى المقبرة حيث يدفن في حفرة جانبية داخل القبر ووجهه جهة القبلة (مكة) ثم يردم القبر حتى يرتفع عليه التراب بضعة سنتيمترات فوق مستوى سطح الأرض ، ثم يوضع شاهدان على القبر عبارة عن لبنتين من الطين دون اسم ، وإنما هما للإشارة إلى وجود قبر للاحتراز من وطئه
تستقبل عائلة الفقيد المعزين في البيت لمدة ثلاثة أيام بعد الدفن ، وتبعا للقواعد الإسلامية فإن المرأة التي تفقد زوجها تعتد لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام للتأكد من الحمل أو عدمه ، وتسمى هذه الفترة "العدة" تمنع المرأة خلالها من النظر أو الالـتـقـاء أو التحدث إلى غير المحارم من الذكور البالغين ، وكذلك من التزين ، وعند انتهاء فترة العدة تغتسل الـمـــرأة فـــي البـحـر وتكون بعدها حرة في الزواج مرة أخرى
استمرت العادات والتقاليد السريعة والبسيطة كما في الماضي ، والاختلاف يكمن في أن غسيل الميت والصلاة عليه تتم في المقبرة ، ويبقى الأقارب في البيت لمدة ثلاثة أيام لتقبل التعازي ، وتعتد المرأة التي فقدت زوجها كما في الماضي لمدة أربعة أشهر وعشرة ايام للتأكد من الحمل أو عدمه
الموسيقى
الأغاني والرقص والاحتفالات كانت جانبا مهما في المجتمع الكويتي القديم ، وكثير من الأغنيات والرقصات المختلفة كانت تؤديها النساء فقط في خصوصية تامة ، يشارك الرجال في بعض منها في العزف فقط وفي أكثر الأحيان كان يستعان بفرق نسائية مختصة في إحياء الحفلات حيث ما كان يسمح للمرأة بالغناء والرقص في الاحتفالات العامة
الطبول والتصفيق كانت هي أدوات العزف المرافقة لمعظم الأغنيات وهذه مجموعة من أهم الأغنيات والرقصات الشعبية التي كانت تؤديها النساء في الماضي
الفن
ويؤدى عادة في حفلات الزفاف ، تقف المغنيات وعازفات الطبول معا في صف واحد وهن يتمايلن بهدوء إلى اليمين وإلى الشمال أو ينحنين بشدة إلى الأمام حتى لتلامس الطبول الأرض وتسمى الرقصة المصاحبة لهذا النوع من الغناء "الخماري" وتؤديها راقصة واحدة ترتدي عباءة تغطي جانبا من وجهها وتحني في أثناء الرقص بهدوء قامتها وترفعها بهدوء ثم تقوم بعدة خطوات إلى الوراء وهي تهز كتفيها
السامري
هذه الأغنية والرقصة المصاحبة تؤديان أيضا عادة في حفلات الزفاف وينقسم فيها الفريق إلى قسمين أحدهما للعزف على الطبول والدفوف والآخر للغناء وترتدي من تؤدي الرقص " الثوب " لتغطي به نصف وجهها ثم تتحرك بخطوات إلى الأمام وإلي الخلف وهي تهز وسطها ثم تدور دورة ترفع بعدها الثوب عن رأسها ووجهها لتلوح بشعرها على أنغام الأغنية
الفريسة
وتؤدى هذه الرقصة في الأعياد الوطنية والدينية ، حيث تقوم فرقة محترفة مختصة بتقديمها فتتنكر امرأة بزي الرجال فترتدي الزبون والغترة والعقال والبشت ثم تدخل في صندوق تم تحضيره على شكل حصان وقد زين بالأقمشة الملونة والخرز والحلي الذهبية ، يثبت الصندوق على كتفي المرأة بواسطة حمالات كما تتنكر امرأتان أخريان بزي الرجال أيضا تحمل إحداهما مغزلا والأخرى سيفا لتصاحبانها في الرقص
يتحرك الحصان إلى اليمين والشمال وإلي الأمام والخلف ، كما لو أنه يتجنب هجوم الرجلين الآخرين ، فالرجل حامل السيف يحاول قتل الفارس ، أما العجوز الذي يحمل مغزلا فهو ينتظر أن يموت الفارس وحامل السيف ليستولي على السيف وعلى الحصان ، وتشجع المغنيات الفارس على النجاة بالعزف بقوة على الطبول والدفوف وهن يغنين
العرضة البحرية
كان للبحارة الكويتيين أغنياتهم الخاصة ذات الألحان المميزة الجميلة ومن أهمها العرضة البحرية فحين تقترب السفينة من شاطئ آمن بعد أسابيع من إبحارها في عرض البحر يحمل البحارة الطبول والدفوف ليحتفلوا بسلامة الوصول
العرضة البرية
هذه أغنية ورقصة حرب وسلام يدور فيها الرجال في حلقة وهم يحملون السيوف بينما تقوم فرقة مختصة بالغناء والعزف على الطبول
النهمة
أغنية تؤدى على ظهر السفينة يؤديها مغن واحد يطلق عليه "نهام" ، وهناك عدة أنواع من النهمة لمصاحبة كل نشاط يقوم به البحارة
الصوت
ويؤدى بالعزف على العود وطبل صغير يطلق عليه "مرواس" ويقوم رجلان بالرقصة المصاحبة ويطلق عليها " زفان " ويؤدى الصوت في التجمعات والأمسيات المخصصة للرجال فقط وتسمى سمرة
المالد
ويؤدى في المناسبات الدينية كمولد النبي الشريف (صلي الله عليه وسلم) وليلة الإسراء والمعراج تقدمه سيدة متدينة مختصة ، أو رجل مختص ينشد نصوصا مــــــن السيرة النبوية الشريفة والمدائح ويرد عليه الحاضرون منشدين "حي الله"
وفي نهاية كل بيت حيث ينحنون إلى الأمام مع كلمة "حي" ويعتدلون مع ترديد الله تؤدى هذه الأناشيد دون أدوات موسيقية وتكون عادة باللغة العربية الفصحى الغناء والموسيقى في الكويت ما عادتا مقصورين على الأغاني والموسيقى الشعبية رغم أنها ما زالت مستمرة ، وتتطور بثبات بين الجيل الجديد في الكويت الحديثة
الإبداع في الموسيقى الكويتية التقليدية سواء من حيث الكلمات والآلات توقف بكل تأكيد في نهاية ما يمكن أن نطلق عليه الزمن التقليدي أو الشعبي والذي يمكن تحديده بشكل عشوائي مع اكتشاف النفط في الكويت
كلمات جديدة ما زالت تكتب للألحان التقليدية الشعبية القديمة والألحان التي ألفت في فترة لاحقة لتجد لنفسها موقعا في الموسيقى الكويتية الوطنية
الألعاب
(قبل اكتشاف النفط)
كان أطفال الكويت في الماضي يستغلون المواد البسيطة من المهملات والمتروكات التي يعثرون عليها في الطرقات وعلى الشواطئ لصنع ألعابهم الخاصة وبسبب قصر ساعات الدراسة كانوا يجدون الوقت الكافي لإبداعاتهم ، والساعات التي يقضونها في مراقبة آبائهم أو أمهاتهم في أثناء العمل أمدتهم بكثير من الخبرات التي مكنتهم من إجادة مصنوعاتهم ، ولنا في ذلك الأمثلة التالية :
اتساع حجم الاهتمامات اليومية صاحبه اتساع وتنوع أساليب
ومراكز الراحة والترفيه حيث ساعد نظام الحياة الجديد الذي ينقسم إلى ساعات عمل ودراسة تتبعها عطل أسبوعية وإجازات سنوية في توضيح الخط الفاصل والمحدد بين العمل ووقت الفراغ
فأنشطة الأطفال في الماضي التي كانت تقتصر على اللعب مع أطفال الجيران أو الذهاب إلى مدارس تعليم القرآن صارت أيضا أكثر تنوعا ، فالأطفال اليوم يلتحقون بالمدارس النـظـامـيــة في ســـن مبـكرة كل بحسب مستواه ، ابتداء من المراحل الابتدائية حتى الجامعة والمعاهد والكليات المهنية والتي يتم التدريس فيها في أثناء النهار فقط
قبل اكتشاف النفط في الكويت كان الأطفال يستخدمون المواد البسيطة التي يعثرون عليها ضمن المتروكات في البيت أو في الشوارع لصنع ألعابهم الخاصة ، أما الآن ومع التلفزيون والألعاب الإلكترونية والكمبيوتر والكم الهائل من الألعاب الجاهزة في الأسواق ومع وقت فراغ أقل ، فالأطفال لا يجدون الوقت الكافي لممارسة هواياتهم الإبداعية
وبالإضافة إلى وسائل الترفيه داخل البيت ، فإن هناك اهتماماً متزايداً بالأنشطة المتوافرة خارج المنزل ، حيث تختار كثير من الأسر والأصدقاء الالتقاء في مقاهي ومطاعم الفنادق الضخمة التي أصبحت تشكل مراكز اجتماعية وثقافية حيث صارت تنظم المعارض الفنية للوحات والمجوهرات والأطعمة
أما البرامج الثقافية لمدينة الكويت ، فتضم العروض التي تقام في المتاحف وسلسلة المحاضرات والعروض المسرحية وعروض الفرق الموسيقية الشعبية والأفلام التي تعرضها دور السينما التي تتنافس مع برامج التلفزيون والفيديو لجذب اهتمام الجماهير
أما بالنسبة للرياضة ، فقد استمرت بعض الأنشطة التقليدية كالصيد بالصقور التي تتباين مع الألعاب الحديثة مثل كرة القدم والتزحلق على الماء وصالة التزحلق على الجليد التي وفرت مكانا منعشا وخاصة في فصل الصيف
وقد لعبت حكومة دولة الكويت دورا جادا في تطور وسائل ومراكز الترفيه من خلال شركة المشروعات السياحية التي تدير مجمع أبراج الكويت وعددا من النوادي البحرية الممتدة على طول الساحل إلى جانب منتزه فيلكا السياحي
ويشارك الكويتيون في هذا الاختيار الواسع لقضاء وقت الفراغ ، ويلجأ كثير منهم إلى الشاليهات البحرية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ، أما العطل الأخرى فيشترك فيها القديم مع الجديد حيث يقضي بعض الكويتيين عطلة الربيع في رحلات خلوية إلى الصحراء ، أما عطلة الصيف فيقضيها الكثير من الكويتيين خارج البلاد