احتباس الماء في الجسم والبدانة :
يقال ان هناك بعض الاشخاص يمكنهم النظر الى كوب ماء فيزيد وزنهم نصف رطل فورا وهذه مبالغة طبعا ولكن هناك عددا لا بأس به من الناس يميلون الى احتجاز الماءفي انسجتهم مما يمثل مشكلة بالنسبة لهم
ويقول الدكتور في . جي . روسين ان مثل هؤلاء الناس ينقسمون الى انواع ميالة الى الماء وانواع ليمفاوية
ويألف العديد من النساء نزعتهم الى انتفاخ الامعاء الذي يأتي عادة قبل الحيض كل شهر
وفي مثل هذه الحالات فان تغيرات هرمونات الغدد الصماء هو الذي يسبب احتجاز الماء
وقد وجد ايضا ان عدم التوازن في هرمونات الغدد الصماء يمكن ان يكون مشكلة مستمرة عند بعض السيدات اللاتي يحتجزن ماءً زائداً في الجسم بغض النظر عن الدورة الشهرية
ويوجد سبب آخر لإحتباس الماء هو عدم التوازن بين نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم فتناول كميات متزايدة من ملح الطعام يمكن ان يسبب عدم التوازن هذا والحل ببساطة هو الاقلال من تناول ملح الطعام ونزيد من تناول كميات اكثر من الطعام الغني بالبوتاسيوم
وتعتمد اساليب انقاص الوزن التي ينزل الوزن سريعا على فقدان الماء من الجسم ولكنها لاتحرق ما يكفي من الدهون ليكون لها فائدة وهي لذلك غير مجدية
ويتناول ما يقدر بحوالي 25 مليون امريكي اقراص مدرة للبول للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم ومدرات البول تعمل عن طريق اخراج المزيد من الماء وقد اكتشف بعض هؤلاء ان بامكانهم ان يفقدوا من 6 الى 8 ارطال من اوزانهم في يومين وهذا امر غاية في الخطورة فالبوتاسيوم الذي يعتبر ضروري جدا للجسم يتم اخراجه ايضا في هذه العملية وقد اضطر بعض المرضى الذين استنفدت اجسامهم ما بها من البوتاسيوم لعمل غسيل كلوي بسبب تلف الكليتين والبوتاسيوم تحتاج اليه العضلات وخاصة عضلة القلب وعليه فإن فقدان هذا العنصر يمكن ان يؤدي الى ضعف العضلات وفي النهاية الى تلف في القلب
ان الاستخدام المفرط لمدرات البول يمكن ان يسبب الوفاة
وهناك وسائل اكثر امنا للتخلص من الماء الزائد فالاقلال من تناول ملح الطعام يمكن ان يساعد كثيرا كما ان مدرات البول من الاعشاب تعد اكثر امنا من الاقراص المدرة للبول .
*************
النظم الغذائية ليست هي الحل :
يقوم ملايين من الامريكيين كل عام بطقوس تجويع ابدانهم حتى يصلوا الى الوزن المثالي ولكنهم ما يلبثوا ان يستعيدوا مافقدوه من اوزانهم مرة اخرى في اشهر قليلة
فهم يتناولوا اقراصا غذائية خاصة وكثير من الاغذية المطحونة ويأكلون فواكه معينة ويبتعدون عن الاغذية التي تسبب البدانة لفترة قصيرة ثم يعودون الى عاداتهم الحياتية القديمة مرة اخرى بمجرد انخفاض اوزانهم
وقد سمع معظمنا عن حمية الجريب فروت ثم ظهرت حمية اللحم المشوي والطماطم وحمية النباتيين واخيرا حمية حساء الكرنب
وفي السبعينات توفي 17 شخصا عندما حاولوا ان يعيشوا على نظام غذائي مكون من شراب واحد فقط من المشروبات الشائعة لانقاص الوزن
وهناك على الاقل 29 نظاما غذائيا تقوم على المساحيق التي تخلط مع سوائل متاحة في الاسواق كبدائل للوجبات
ويكمن خطر هذه النظم الغذائية في ان الكثير منها يوفر 330 الى 500 سعر حراري فقط يوميا وبذلك تكون هذه النظم قائمة على التجويع اوالصيام
ان اتباع مثل هذه النظم قد يؤدي الى هزال في العضلات وفقد الماء وعدم التوازن الغذائي واختلال الغدد الصماء واعياء ومشاكل اخرى خطيرة
لذا فلا يجب اتباع اي نظام غذائي يوفر اقل من 1000 سعر حراري في اليوم للنساء و1500 سعر حراري في اليوم للرجال بدون اشراف الطبيب
اذا كانت النظم الغذائية المبتدعة والمساحيق الغذائية وكريمات واقراص التخسيس هي الحل لمشكلة البدانة لأمكن حلها منذ زمن بعيد
ان طقوس النظم الغذائية الدورية المتكررة الهادفة الى التغلب على مشكلة تكرار استعادة الوزن ما هي الا عرض لمشكلة اساسية اشد خطورة قابعة تحت السطح ولا اعتقد ان المشكلة واحدة بالنسبة لكل شخص فنحن جميعا اشخاص متفردون ومختلفون في طرق تفكيرنا ومشاعرنا وطريقة استجابة اجسامنا للغذاء ومختلفون ايضا في طريقة التعامل مع الضغوط وخبرات الحياة كما اننا لانملك نفس حجم القوة بالنسبة للقدرة الوظيفية لاعضائنا
وهناك حل للوزن الزائد غير المرغوب يمكن الوصول اليه فقط بالبحث عن الطريقة المناسبة للحياة والالتزام بها