الموضوع: محمود درويش
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2012, 06:03 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: محمود درويش

الشعراء لا يموتون

مرسيل خليقة

»وأعشق عمري
لأني
اذا مت
أخجل من دمع أمي«
ربما هي المرة الوحيدة التي خجل فيها محمود درويش لأنه رحل قبل رحيل أمه، ترك لها الدمع لكي تبكيه ولم يترك لها شعراً لترثيه. أنا الذي حملت شعره وسافرت به بعيداً، أنا الذي حمل ترابه وحنينه الى أمه و»ريتاه« وزيتونه وكرمله، هل تصدقونني إن قلت لكم إن الشعراء لا يموتون لكنهم يتظاهرون بالموت؟


كأن كل شيء قد انتهى

شوقي بغدادي

يخيل لي الآن ان كل شيء قد انتهى، وان كل مساعي القادة والزعماء العرب خطابة وعملاً لن تستطيع ان توقف موجة اليأس الطامية حين تمر الاعوام ولا نسمع شعراً جديداً لمحمود درويش.
في السنوات الاخيرة وقد اتسع هذا المستنقع من الدم والوحل الذي تتخبط فيه الآن الأخوة الأعداء في فلسطين، بدأت أفقد الأمل بقدرة »فتح« او »حماس« او »منظمة التحرير« بأكملها على ان تصون للذبالة للواهية لشعلة الأمل الباقي. كان محمود درويش وحده يصنع المعجزة: أن يحافظ في وجدان قرائه على الشعلة الذابلة هذه حين نقول لأنفسنا بعد قراءته: كيف يمكن لقضية تبدع شاعراً بهذا المستوى ان تكون باطلة. مهددة بالضياع؟ لقد استطاع شعر محمود درويش ان يعوضني عن »أبو عمار« و»أبو جهاد« والشهداء الكثر الآخرين. وأن يعيد لي بعض الثقة بأن خلفاءهم الأحياء سيصنعون المفاجأة المرتقبة منذ اكثر من ستين عاماً ما دام هناك شاعر كبير مثل محمود درويش حليفاً لهم اذ استطاع ان يقنع العالم اجمع ان الجمال الشعري قادر ان يحقق معجزة الأمل على الأقل ان لم نحقق معجزة الانجاز الوطني الأكبر.
الآن سوف تتزاحم القصائد والخطب والمقالات في رثاء الفقيد، ولكنهم حين يصمتون أخيراً ـ وسوف يصمتون بالتأكيد ـ سيتأكد الجميع ان غياب شاعر بهذا المستوى الرفيع لن يعوض، تماماً كما لم يعوض المتنبي وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وأن الشعر بعد محمود درويش لن ينقذه أحد من التفتت والركاكة والتكلف إلا بقدر ما تتلبس للشاعر الجديد روح محمود وعبقريته. ان الخلوة الآن مع شعر محمود درويش صارت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، وهي وحدها التي سوف تحمينا من تسونامي العصر وهي تجرف كل التقاليد الحلوة والخصوصيات الحميمة والقيم الرفيعة كي تروج للفيديو كليب الخاوي الا من الهيجان والتهافت والانصياع العصبي.
بمن استشهد الآن وأن أحاول إقناع أحد المتشككين بالقضية الأم بعد رحيلك يا محمود؟ لن تستطيع كل خطب الزعماء السياسيين ومقالات المفكرين العتاة أن تمدني بالعون الذي كان يمدني به شعر محمود درويش الجميل والمتجدد وجماله باستمرار!
ما أبأسنا بعدك يا محمود!

نفعل ما يفعله الصاعدون إلى الله

روجيه عساف

إلى محمود درويش ـ العنوان: فلسطين
شاعر الحصار الذي يقلـّص الوقت
ونذير المطر الذي لا يصدّه الجدار
لسان حال الشهيد الذي يرتسم على الأرض
ومنشد اليقين المقبل الذي لا ريب فيه.

رحيلك يولـّد في أنفسنا قلقاً عميقاً، جزعاً لا يكبح
من سيخطّ تجاعيدنا على جبين العالم؟
من سيحوّل تفجّعنا إلى قصيدة تتحدّى الانحلال؟
من سيقلب الأحرف بين الألم والأمل وبين الرعش والشعر؟

رحلــت وانتــصرت على الموت، كما قلت
أمّا نحن الأحياء،
فنعاني من الحصار، ويحدّ بصرنا الجدار، ولا نسمع صوت الشهيد، ولا خبر اليقين.

غير أنّه لن يبقى واحدٌ منـّا وحيداً
مع قصائدك
» في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
بين تذكُّرِ أَوَّلها
ونسيانِ آخرِها.
هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،
لا وَقْتَ للوقت.
نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:
ننسى الأَلمْ«.

روجيه عسّاف ـ العنوان: فلسطين






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس