عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2011, 10:40 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

New1 الحقوق الإنسانية من خلال القرآن الكريم




هذا الموضوع في حقيقته مداخلة قُدِّمت للمؤتمر الدولي عن الدعـــــوة الإسلامية الذي نظمته جامعة جاكرتا الحكومية بأندونيسيا بالتعاون مع الجامعة الوطنية بماليزيا تحت عنوان " الدعوة الإسلامية بين التحديات و التوقعات " و ذلك في الفترة ما بين 08 و 10 يوليو 2011 برحاب جامعة جاكرتا بأندونيسيا . وتعميما للفائدة أقدمه للإخوة الأفاضل .

مرتكزات هامة
قد جاءت جميع قيم الإسلام و مبادئه من أجل تحرير الإنسان و حمايتــــــــــه وتكريمه والسمو به في مدارج الكمال والرقي المعنوي و المادي . و حقوق الإنسان في التصور الإسلامي حقوق كونية لأن الإسلام رسالة عالمية ، و من ثم فهذه الحقوق في الإسلام لها مميزات خاصة :
ـــ فهي لصيقة بشخص الإنسان و كينونته الإنسانية .
ـــ وهي ضرورات فطرية لا يحق للفرد أو الجماعة التنازل عنها أو عن بعضها ، و لا تقوم الحياة بدونها.
ـــ كما أنها حقوق ثابتة و دائمة قررها الخالق سبحانه ـ ، فالشريعة في الوقت نفسه هي التي تفرض الحقوق، وهي التي توجب الحفاظ عليها قَبْل الدولة والجماعة والفرد. بل إن الدولة إذا قصرت في ذلك وجب على الأمة أفرادا وجماعات حفظ هذه الحقوق.
ويعتبر الإسلام عقيدة تَقَدُم يعمل على تقدم الإنسان ماديا و فكريا : فهو أول من حرر الإنسان من كافة مظاهر العبودية ، و أعلن مبدأ المساواة و بناء المجتمع العادل ،والإنسان العدل الصالح المصلح ، مُحَقق إرادة الله تعالى في الأرض بناء و تعميرا ، وخيرا و نماء . ويمتاز الإسلام بطابعه المتفرد في بناء الإنسان ، و بنظريته المتكاملة المتجددة ، و بالدعوة إلى التوحيد الخالص الذي يشمل كافة مظاهر الحياة ، و الإيمان الصادق ، و الأخلاق الحميدة . كما يتميز بنظريته العلمية الواقعية و الموضوعية في تفسير الكون و الحياة ، ومن ثم رَفَضَ الإسلام السحر و الأسطورة و الجهل .
وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان يجب أن تكون علاقة تعاون و تعاضد ونصيحة سعيا لأن تكون القيادة و الريادة لكلمة الحق و العدل حتى تُعَبَّد كل الحياة ــــ على المستوى الفكري و السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ـــ لله رب العالمين. فذلك هو هدف الوجود و تلكم هي العبادة الحق التي أُمرنا بها : و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون الذاريات /56 . و إذا تأملنا تاريخ البشرية يتبين لنا أن مصدر الشر يتمثل في إهدار إنسانية الإنسان ، وامتهان كرامته عن طريق تسلط الإنسان على أخيه الإنسان.
إن هدف الإسلام هو إقرار رسالة التوحيد الخالص ، و إقامة صروح العدل ، وتعميم الخير ، قال عز و جل : هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق التوبة /33 ، و قال سبحانه و تعالى : يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط المائدة /8 .
وجوهر رسالة النبي هو الرحمة : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين الأنبياء/107، فالرحمة مرحلة فوق مرحلة العدل وتقرير الحقوق وتحديدالواجبات . فهي لون من الإحسان لا يقتصر على إعطاء كل ذي حق حقه ، بل يتجاوز ذلك إلى التنازل عن بعض الحقوق رحمة بالغير .إن مهمة و وظيفة الأنبياء على مر التاريخ كانت هي إنقاذ الإنسان من تسلط أخيه الإنسان وتقرير إنسانيته وكرامته وحقوقه ، و إيقاف عملية اتخاذ الأرباب من دون الله ، والعودة بالبشرية إلى خالقها الواحد ، و إقرار المساواة الإنسانية ، و تخليص الإنسان بالإيمان من أسباب الذل و المهانة و العبودية عندما كفل له الخالق تعالى الرزق و حدد له الأجل ، قال جل جلاله : وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مـؤجلا آل عمران /145 ،وقال أيضا : وفي السماء رزقكم و ما توعدون فورب السماء إنه لَحَقٌ مثل ما أنكم تنطقون الذاريات / 23، فإذا استقرت هذه العقيدة في قلب المؤمن حقيقة استحال إذلاله ، و لكن للأسف الناسُ اليوم خوفا من الذل هم في ذلٍّ، و خوفا من الموت هم في موت .
إن النبوة في حقيقتها دعوة رحمة، و ميثاق خلاص. إن النبوة ميلاد جديد للإنسان تحرره من كل أشكال العبودية بأن يصبح عبدا خالصا لله، و يصبح متساويا مع غيره من بني البشر ، فلا فضل لإنسان على آخر إلا بالعمل الصالح .
إن تحرير الإنسان و مساواتُه التي جاءت من أجلها النبوات هي روح و لبُّ الدعوة إلى حقوق الإنسان. ومن مرتكزات التصور الإسلامي لحقوق الإنسان مبدأ الوحدة الإنسانية وهو ما جاء أساسه في القرآن واضحا، قال عز و جل : يا أيها الناس إناخلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا الحجرات / 13 ، ويُظهر هذا سلامة القاعدة و صحتها و أن الشريعة أساس الحق و مصدره ، و هي شرع الله لبني الإنسان في كل زمان و مكان .
لقد انطلق الإسلام في إقرار حقوق الإنسان منطلقا مختلفا تماما عن المنطلقات الغربية، وسنبرز هنا أهم هذه القواعد التي تفرَّد بها الإسلام :
1. اعتماد الإسلام الكتاب و السنة و الإجماع و القياس الصحيح أسسا لحقوق الإنسان .
2. إن العقوبات الحدية على الجرائم الخطيرة وضعت لحفظ أمن الناس ،وهي سياسة جنائية حكيمة لا تتنافى مع حقوق الإنسان ، بل ترسخها و تدعمها : قال سبحانه : ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب البقرة / 179 .
3. إن عدم التفرقة بين بني البشر في الحقوق لا يقوم على أساس عرقي أو لوني ، قال سبحانه و تعالى : ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحقالأنعام /151 .
4. الإسلام يكفل الحق التضامني ، أي التضامن الاجتماعي بين الناس ، مثل وجوب الزكاة ، و مشروعية الصدقات ، و مساعدة المحتاجين ، وهذا ما تتميز به الشريعة الإسلامية عن الإعلان الدولي لحقوق الإنسان الذي لا يُلزم الآخرين بدعم المحتاجين إلا من قبيل التطوع .
5. القضاء على الطبقية الاجتماعية و هذا يجعل الناس متساوين ، فالتفاوت في الكرامة يعتمد على درجة التقوى قال عز و جل : إن أكرمكم عند الله أتقاكم الحجرات /13 .
6. تسخير ما في الكون لخدمة الإنسان بالعدل ، فيجوز للإنسان استغلال البيئة بجماداتها و نباتاتها و حيواناتها بما لا يؤدي إلى الضرر قال عز و جل : وسخر لكم ما في السماوات و ما في الأرض جميعا منه الجاثية/






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس