[ساجده]

في ظلمة الليل جلس في زاوية بعيدة

سارحا مع هواجسه وأفكاره

يكاد الهم يفتك به والحسرة تمزق قلبه

منكس الرأس غائر العينين شاحب الوجه

فإذا به يسمع صوتا يناديه فيلتفت

مذعورا وينادي

بأعلى صوته من ؟من يناديني؟

فيجيبه ألا تعرفني أتراك قد نسيتني؟

أنا نفسك التي ضيعتها وأبحرت بها
نحو مصير مجهول

أنا نفسك التي أغرقتها في أوحال المعصية

أنا نفسك التي حرمتها لذة القرب من خالقها

ما بك ؟

ألا تعقل؟

ألا تفهم؟

ألا تدرك؟

أنظر من حولك وتفكر في نفسك

واستيقظ من غفلتك

لقد أهلكتني وأتعبتني بالركض وراء شهواتك الفانية

لقد أطفأت نورا لطالما كان مضيئا بطاعتك لربك

أتراك غرك الأمل أم غرك ستر الله المرخي عليك

إن الموت يطلبك ولا مفر منه فكيف ستقابل خالقك

وماذا ستقول له؟

انظر من حولك الجميع يفتقدك ويشتاق اليك

هذه سجادتك تناديك وتطلبك

يا من باتت جبهته لله ساجدة ودموعه من خشية الله جاريه

إنها تناديك قد أضناها الشوق إليك



يا من بات ليله لله قائما وخاشعا

ولآيات الرحمن تاليا باكيا

القيام يناديك00




يا من كان لسانه بذكر الله رطبا

وعن فحش الكلام والسوء مهاجرا

الذكر يناديك00



يا من قضى أيامه صائما

يجاهد الظمأ والجوع من أجل رضا الرحمن

الصيام يناديك 00



انظر هناك00

إنه مصحفك لطالما سهرت معه الليالي

وترنمت بأحلى الآيات بصوتك العذب الشجي

انظر كيف أصبح لقد علاه الغبار

من طول هجرك له0

أنت يا من أنار الله قلبك ووجهك بنور الإيمان

يا من كانت تهفو له النفوس

وتشتاق لمجالسته القلوب

لا تطفئ نور وجهك بظلمة المعاصي

لا تخف عد الآن لم يفت الأوان بعد

أنا اعلم أن قلبك لا يزال ينبض بحب الرحمن

وانك ضعفت أمام المغريات والشيطان

فما دام في القلب حياة

فالأمل موجود

عد الآن إلى مولاك

وارفع يدك إلى السماوات

ونادي بالأسحار

(لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

عد إلى من خلقك و رزقك و أعطاك أحسن ما يعطي العالمين

أخشى عليك أن ينتهي عمرك
وأنت مازلت في غفلتك وعلى معاصيك؟؟!!

عد وكن نجمة من نجوم السماء تضيء ليل الحيارى والتائهين


وفقنا الله وسدد خطانا وغفر لنا ذنوبنا كلها
أولها وآخرها دقها وجلها علانيتها وسرها
ما علمنا منها وما لم نعلم وما هو أعلم بها منا
اللهم آمين