الموضوع: أيه وتفسير
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2009, 11:03 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أيه وتفسير

{وما ربك بغافل عما تعملون "123"}
(سورة هود)


وكان من المفترض أن نقف عليها فننطق كلمة "تعلمون" ساكنة النون، لكنها موصولة بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"؛ لذلك جاءت النون مفتوحة. وأيضاً مادامت الآيات مبنية على الوصل، كان من المفروض أن ننطق بدء سورة يوسف "ألف لام راء" لكن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقرأها "ألف لام راء" وننطقها ساكنة.
وهذا دليل على أنها كلمة مبنية على الوقف، ودليل على أن لله ـ سبحانه ـ حكمة في هذا وفي ذاك. ونحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يراجع القرآن مرة كل رمضان مع جبريل ـ عليه السلام ـ وراجعه مرتين في رمضان الذي سبق وفاته صلى الله عليه وسلم. وهكذا وصلنا القرآن كما أنزله الحق ـ سبحانه ـ على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. وهنا يقول الحق:

{الر تلك آيات الكتاب المبين "1"}
(سورة يوسف)


و"تلك" إشارة لما بعد (الر)، وهي آيات الكتاب. أي: خذوا منها أن آيات القرآن مكونة من مثل هذه الحروف وهذا فهم البعض لمعنى :

{الر .. "1"}
(سورة يوسف)


لكنه ليس كل الفهم. مثل: صانع الثياب الذي يضع في واجهة المحل بعضاً من الخيوط التي تم نسج القماش منها؛ ليدلنا على دقة الصنعة. فكأن الله ـ سبحانه ـ يبين لنا أن:

{الر .. "1"}
(سورة يوسف)


أسماء لحروف هي من أسماء الحروف التي نتكلم بها، والقرآن تكونت ألفاظه من مثل تلك الحروف، ولكن آيات القرآن معجزة، لا يستطيع البشر ـ ولو عاونهم الجن ـ أن يأتوا بمثله. إذن: فالسمو ليس من ناحية الخامة التي تكون الكلام، ولكن المعجزة أن المتكلم هو الحق ـ سبحانه ـ فلابد أن يكون كلامه معجزاً؛ وإن كان مكوناً من نفس الحروف التي نستخدمها نحن البشر.
وهناك معنى آخر: فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطق أسماء الحروف "ألف لام راء"، وهو صلى الله عليه وسلم الأمي بشهادة المعاصرين له بما فيهم خصومه، رغم أن القادر على نطق أسماء الحروف لابد أن يكون متعلماً، ذلك أن الأمي ينطق مسميات الحروف ولا يعرفه أسماءها، وفي هذا النطق شهادة بأن من علمه ذلك هو ربه الأعلى. ويقول الحق ـ سبحانه:

{الر تلك آيات الكتاب المبين "1"}
(سورة يوسف)


كلمة "الكتاب" عندما تطلق فمعناها ينصرف إلى القرآن الكريم. ونجد كلمة "المبين"، أي: الذي يبين كل شيء تحتاجه حركة الإنسان الخليفة في الأرض، فإن بان لك شيء وظننت أن القرآن لم يتعرض له، فلابد أن تبحث عن مادة أو آية تلفتك إلى ما يبين لك ما غاب عنك. ويروي عن الإمام محمد عبده أنه قابل أحد المستشرقين في باريس؛ ووجه المستشرق سؤالا إلى الإمام فقال: مادامت هناك آية في القرآن تقول:

{ما فرطنا في الكتاب من شيء .."38"}
(سورة الأنعام)


فدعني أسألك: كم رغيفاً ينتجه أردب القمح؟
فقال الإمام للمستشرق: انتظر. واستدعى الإمام خبازاً، وسأله: كم رغيفا يمكن أن نصنعه من أردب القمح؟ فأجاب الخباز على السؤال. هنا قال المستشرق: لقد طلبت منك إجابة من القرآن، لا من الخباز. فرد الإمام: إذا كان القرآن قد قال:

{ما فرطنا في الكتاب من شيء .."38"}
(سورة الأنعام)


فالقرآن قال أيضاً:

{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "43"}
(سورة النحل)


لقد فطن الإمام محمد عبده إلى أن العقل البشري أضيق من أن يسع كل المعلومات التي تتطلبها الحياة؛ لذلك شاء الحق ـ سبحانه ـ أن يوزع المواهب بين البشر؛ ليصبح كل متفوق في مجال ما، هو من أهل الذكر في مجاله. ونحن ـ على سبيل المثال ـ عندما نتعرض لمسألة ميراث؛ فنحن نلجأ إلى من تخصص في المواريث، ليدلنا على دقة توزيع أنصبة هذا الميراث.
وحين يؤدي المسلم من العامة فريضة الحج، فيكفيه أن يعلم أن الحج فريضة؛ ويبحث عند بدء الحج عمن يعلمه خطوات الحج كما أداها صلى الله عليه وسلم. وهذا سؤال لأهل الذكر، مثلما نستدعي مهندساً ليصمم لنا بيتا حين نشرع في بناء بيت، بعد أن نمتلك الإمكانات اللازمة لذلك. وهكذا نرى أن علوم الحياة وحركتها أوسع من أن يتسع لها رأس؛ ولذلك وزع الله أسباب فضله على عباده، ليتكاملوا تكامل الاحتياج، لا تكامل التفاضل، ويصير كل منهم ملتحماً بالآخرين غصباً عنه.








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس