عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2008, 06:37 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

أجابت ستاسي وعلي وجهها نظرة إصرار:
" وأنا أنوي هذا أيضا , إنني لا أعلم شيئا عن المزارع أو البقر , ولكني أستطيع أن أتعلم . علي الأقل أستطيع أركب الجياد كما أن صحتي علي ما يرام "
" حسنا آنستي , أعتقد أنك تستطيعين ركوب الجياد فعلا . ولكن عليك أن ترخي عضلاتك قليلا . إنك لست في معرض للفروسية لذا يجب ألا تهتمي بمظهرك , ولو كنت مكانك لما قلت بقرا . عليك أن تقولي ماشية , هذا أكثر أمنا هنا".
ضحكت ستاسي قائلة:
" لقد صححت معلوماتي . قل لي يا هانك , ما الذي سنفعله اليوم بالضبط ؟"
" غالبا سنبحث وسط الأشجار عن الماشية الهاربة من القطيع , ثم نعد القطيع للانتقال للمراعي الصيفية . نقل معظم الرجال جيادهم في الشاحنات للطرف البعيد للمرعي , وسيصلون في اتجاهنا ومعهم القطيع الأساسي".
" نقلو جيادهم في الشاحنات ؟"
" نعم هذا هو الغرب الحديث الذي ستجدينه . إنهم يفضلون شحن جيادهم في عربات النقل أو المقطورات بدلا من أن يضيعوا وقتا طويلا في الوصول إلي مكان القطيع "
صاحت ستاسي كما لو كانت تكلم نفسها :
"هذه معجزة , إنهم لا يستملون سيارات الجيب في تطويق القطيع "
"منذ بضع سنوات عندما كنا نحاول جمع الثيران والماشية الشاردة أمر السيد بإحضار طائرة هليكوبتر للبحث عنها . لقد تغيرت الأمور . أعتقد أن علينا أن نلحق بجيم "
وسري الدفء في هواء الصباح البارد مع شروق الشمس . واختفي ندى الصباح سريعا من فوق النباتات حينما اخترقت أشعة الشمس الظلال . ولم يكسر حدة الصمت سوي وقع خطوات الحياد . سار الثلاثة عدة أميال قبل أن يصلوا لأول سور محاط بالأسلاك الشائكة , ثم قطعوا السور حتى وصلوا للبوابة . مكثت ستاسي وهانك فوق جواد يهما بينما ناور جيم بحصانه حتى صار في وضع يسمح له بفتح البوابة لزميليه . وبعد أن مرا خلال البوابة تبعهما جيم ثم أقفل البوابة خلفه . قال هانك وهو يشير للأرض المتسعة أمامهم :
" هذا هو المكان الذي سنبدأ فيه عملنا يا آنسة".
نظرت ستاسي للمرعي الخالي قائلة:
" ولكني لا أري أية ماشية؟"
" هكذا يبدو لك . لو كانت الماشية ظاهرة لنا لما توجب علينا كل هذا العمل . ولكن الأبقار تعرف كل شجيرة وكل مخبأ في المنطقة وهي تنوي البقاء مختفية".
تساءلت في حيرة واضحة:
" ولكني كنت أظن أنكم تربون ماشية أليفة , نوعا من سلالات هيرفورد".
" نعم . ولكننا نتركها وحدها , وقد أصبحت تهاب الآدميين تماما مثل الأبقار البرية ذات القرون الطوال التي كانت ترعي قديما في هذه الأرض.إن الفرق الوحيد بين النوعين هو أن النوع الحالي لا يبلغ نصف قبح النوع القديم".
ثم أضاف وهو يمر بعينيه عبر الأرض الممتدة:
" عادة نفترق في هذه المنطقة ولكن ابقي قريبة مني لفترة يا آنسة".
ركض الفرسان الثلاثة وكل واحد يبعد عن زميليه خمسين ياردة لليسار , وبدأوا جميعا في مسح الشجيرات . كان العمل في هذا الجو الحار المغبر شاقا علي الحصان والراعي , ولم تمر فترة طويلة حتى خلعت ستاسي سترتها وربطتها بسرجها . وبدأ حصان ستاسي أيضا يعرق بسبب حرارة الشمس والحركة الدائمة . وجدا رأسين من الماشية وهما في طريقهما . وعندما انتصف الصباح كان أمامهم خمسة عشر رأسا من الماشية يسوقونها . طلب هانك من ستاسي قيادتها . بينما ذهب هو وجيم وراء عدد آخر من الماشية الشاردة.
في البداية ظنت أن هانك عهد أليها بالعمل السهل , حتى بدأت تتنفس الغبار الذي أثارته الماشية بأقدامها, لم تستطع حتى أن ترتاح على صهوة الحصان . ففي كل مرة سمحت لانتباهها أن يتحول عن القطيع كانت هذه اللحظة التي يقفز فيها احد الحيوانات الهرب مرة أخري من القطيع.وكان الحصان بغريزته يجري خلفه ويعيده إلى المجموعة . وفي عدة مرات كانت ستاسي واثقة من أن الحصان سيدور بسرعة قاذفا بها لتطير في الاتجاه الأخر. كانت ساقاها متعبتين من طول أمساكهما بجانبي الحصان , وجسدها مغطي بالغبار والقذارة والعرق الي درجة احست بانها لن تستطيع العمل بقية النهار عل هذا المنوال. وفي كل مرة كان هانك يضيف رأسا جديدا للقطيع , كانت ستاسي تمنع تنهيدتها بصعوبة لأنها تعلمت إن كل رأس من القطيع يستلزم أن يقطع حصانها ضعف المسافة التي كان يقطعها من قبل.
كان حلقها جافا وبه طعم الحصى , و خشيت أن تأخذ رشفة من الماء فيقرر رأس من القطيع الهرب, كانت ستاسي سعيدة لرؤية هانك يركب بجانبها ولكن ابتسامة الترحيب كانت مجهدة. لم ينظر أليها مباشرة ولكنها رأت شبح ابتسامة علي وجهه.
تمتم في الهواء النقي:
"انه حقا عمل شاق أن يركب المرء حصانه كل هذه المدة وسط الشجيرات الكثيفة . سنصل إلي صهريج الماء حيث نلتقي بالعربة المطبخ لتناول الغداء. اعتقد انك تحتاجين لقسط من الراحة؟"
أجابت ستاسي وهي تشعر بشفتيها تشققان بينما تتكلم :
"لا مانع من الاعتراف بهذا يهنك"
ثم أضافت وهي تربت بحنان علي رقبة الحصان:
" اعتقد انه يحتاج أيضا للراحة "
"كاد عمله اليوم أن ينتهي"
هتفت ستاسي وقد استرعي انتباهها شيء ما إلي اليسار:
"أوه. انظر. أليس هذا جيم قادم , ويبدو أن معه عجلا رضيعا يحمله علي سرجه"
التقي بهما جيم ومعه عجلا ابيض الوجه يرقد بالعرض على سرجه وأمه تـتبعه وهي تخور مهدئة صغيرها , هتفت ستاسي :
ط لإنه لطيف . كم عمره ؟"
أجاب جيم وخجله باد عليه وبدون أن ينظر مباشرة إلي ستاسي برغم فخره باهتمامها لما وجد :
" وجدتهما وسط الأشجار . لم يكن في استطاعة العجل اللحاق بنا , ففكرت أن أخذه معي حتى عربة العجول".
سألت ستاسي وقد تحول انتباهها عن الوجه الأبيض:
" عربة العجول؟ ما هي؟"
أجاب هانك وقد سره اهتمام ستاسي بالعجل:
" هناك عادة بعض الصغار التي لا تستطيع اللحاق بالقطيع , ولذا نضعها في مقطورة حتى نصل إلي مكان المبيت حيث تنظم لأمهاتها , خذ العجل الصغير يا جيم . سنصل بعد قليل ".
سألت ستاسي وهي ترقب جيم الذي يسبقها علي حصانه :
"أهذا ما يدعي دوغي أي عجل رضيع؟"
أجاب هانك :
" لا . أن الدوغي هو عجل بدون أم , ولكن الكثير من الناس يطلقون اسم دوغي علي العجول ".
علقت ستاسي وهي مستمتعة بحديث راعي البقر الخبير:
" لقد استقرت الماشية كثيرا . لابد أن السبب هو وجودك هنا . قبل ذلك كانت تتجه أحدي الأبقار كل خمس دقائق في اتجاه مختلف"
" لا . لست أنا السبب . أنها تشم رائحة الماء . فنحن نسير بالصدفة في الاتجاه الذي تريده"
بلغت الماشية والراكبان قمة مطلع في الأرض ثم وصلا إلي هضبة مرتفعة مغطاة بحشائش طويلة وشجيرات , واستطاعت ستاسي أن تري أمامها صهريج الماء وطاحونة الهواء وخلفهما سيارة ستيشن وبعض سيارات البيك أب والمقطورات .عبرت وجهها نظرة دهشة وهي تقول:
" أهذه سيارة المطبخ ؟"






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس