عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2015, 07:27 PM رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن



﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (40)


للشكر مستويات ثلاثة:


الآن كيف نشكر ؟ قال العلماء : للشكر مستوياتٌ ثلاثة.


1ـ أن تعزو النعمة إلى الله و هذا أحد أنواع شكره:



المستوى الأول لمجرد أن تعزو النعمة إلى الله فهذا أحد أنواع شكره،
إذا قلت: الله وفَّقني، الله أعطاني هذا البيت، والله هيَّأ لي هذه الزوجة، الله رزقني هؤلاء الأولاد، والله أعانني على نيل هذه الشهادة العليا، والله أعانني على طلب العلم، والله يَسَّر لي المجيء إلى المسجد، والله أعانني على تطبيق الإسلام في بيتي، والله أكرمني بزوجة مؤمنة، والله أكرمني بأولاد أطهار صالحين أبرار،
حينما تقول هذا فهذا أحد أنواع الشكر،
حينما تعزو النعمة إلى الله فهذا نوعٌ من شكرها.


2ـ أن يمتلئ قلبك امتناناً لله عزَّ وجل:


المستوى الثاني: حينما يمتلئ قلبك امتناناً لله عزَّ وجل فهذا مستوى أعلى.


3ـ أن تتحرك لخدمة الخلق معرفةً بهذه النعمة:


المستوى الثالث حينما تتحرك لخدمة الخلق معرفةً بهذه النعمة فهذا أعلى المستويات،

قال تعالى:
﴿ اعْمَلُوا آلَ داو ود شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ(30)

(سورة سبأ)


يحبك الله عزَّ وجل أن تكون شاكراً.


علينا أن نسجد شكراً لله عند كل نعمة يمنحنا الله إياها:


عود نفسك إذا منحك الله عزَّ وجل نعمة أن تقابلها بالسجود لله عزَّ وجل،
كان عليه الصلاة والسلام يسجد سجود الشكر لله عزَّ وجل،

تلقيت نبأً ساراً، رزقك الله مولوداً كاملاً بدون أي مشكلة،

فلو لم ينفلق ثقب بوتان لاحتجت إلى مئتين وخمسين ألف ليرة عملية قلب مفتوح لإغلاق ثقب بوتان، وهو كما قال الأطباء: ثقب مفتوح بين الأذينين، ولكن عند الولادة ـ هكذا قالوا ـ تأتي جلطة فتغلق هذا الثقب،
بيد من ؟ أية يدٍ تصل لداخل قلب الطفل لإغلاق هذا الثقب بين الأذينين ؟ الله جلَّ جلاله،
فأي غلطة بالجسم تحتاج إلى ملايين الملايين.

اجمع الأجهزة التي تنعم بها ثمنها ألف مليون،

عملية زرع الكبد بفرنسا تكلف سبعة ملايين ـ لو تشمع الكبد ـ ونجاحها ثلاثون بالمئة، فالكبد سبعة ملايين،

والكلية أصبح ثمنها الآن مليونين،

وتبديل صمام، قال لي واحد: والله بدلت صماماً، لكن لا أنام الليل، لماذا ؟ قال لي: اسمع طول الليل طرقاً،
أنت عندك صمام لا يوجد له صوت، أليست هذه نعمة ؟ صمام له صوت لا تنام الليل،
قال لي: لا أحس بالنهار لوجود الضجيج، ولا أنام بالليل من صوت الصمَّام،
توفي رحمه الله،
هذه نعمة الصمام، صمام عدم رجوع، هل هذه نعمة قليلة ؟

نعمة الأوردة،
لها وريقات، دسَّامات،
نعمة أن الشريان داخلي والوريد خارجي لو الآية بالعكس،
إذا جرح إنسان يموت على الفور، لأن القلب مع الشريان،

قال لي طبيب جراح: إذا أطلقت شرياناً ـ فنبض القلب للدم بالشريان يحرِّك الدم اثني عشرة متراً ـ يصل الدم أحياناً إلى السقف من نبضة قلب واحدة،
جعل الله الشرايين داخلية، والأوردة خارجية،
الحركة بطيئة بالوريد وغير خطرة، أما الشرايين كلها داخلية، في حرز حريز، هذه نعمٌ كبرى،

فلذلك أخواننا الكرام المؤمن مع المُنْعِم، والكافر مع النعمة.


للنعمة مهمتان كبيرتان ؛


أن تشكر الله عليها في الدنيا وأن تعرف الله من خلالها:


أية نعمةٍ لله عزَّ وجل في الإنسان لها وظيفتان كبيرتان
لها وظيفة تعريفية إرشادية، ولها وظيفة نفعية في الدنيا،

الغرب بأكمله انتبه للوظيفة النفعية أما الوظيفة الإرشادية فهي أخطر وظيفة للنعمة،
أن تعرف الله من خلالها،

هناك نعمة سوف أقولها لكم وقد لا تصدق أنه لولاها لما وجدت على وجه الأرض إنساناً واحداً،

هذه النعمة اسمها آلية المَص، يولد الطفل الآن لتوه يضع فمه على ثدي أمه ويحكم الإغلاق ويسحب،

هذه عملية معقدة، لو أن هذه الآلية غير موجودة،

تفضل علمه إياها، هل يستطيع أب مهما كان ذكياً، لو كان معه دكتوراه بعلم التربية أن يعلم ابنه الذي وُلِد لتوه: يا بابا الله يرضى عليك، ضع فمك على ثدي أمك، وإيَّاك أن تنفس الهواء، وإلا لن يخرج لك الحليب، لا يفهم عليك شيئاً، انتهى كل شيء،

فلولا نعمة آلية المص لما كان على وجه الأرض إنسان،
هذه نعمة أيضاً.

أيها الأخوة، النعمة لها مهمتان كبيرتان ؛ أن تشكر الله عليها في الدنيا، وأن تعرف الله من خلالها،

فمن لم يحقق معرفة الله من خلال النعمة عَطَّل أكبر مهمةٍ للنعمة،

وكنت أضرب مثلاً دقيقاً
عند أحدهم كتاب عن النحل والعسل، قرأه فتأثر تأثراً بالغاً، وفاضت عيناه بالدموع تعظيماً لله عزَّ وجل على هذه الإبداع في الخلق،
لكن دخله بسيط جداً لا يسمح له بشراء العسل أبداً، ما ذاقه، لكنه عرف الله من خلاله،
فهذا الإنسان الذي لم يذق طعم العسل، لكنه عرف الله من خلاله

هذا الإنسان حقق الأكبر من خلق النحل والعسل،

أما الذي جعل العسل غذاءه وهدفه الأساسي، ولم يفكر في خالق العسل هذا عطل الهدف الأكبر من خلق العسل،

لذلك النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حينما رأى الهلال قال:
(( هِلالٌ خَيْرٍ وَرُشْدٍ ))

[ رواه أبو داود عن قتادة ]


ينفعنا في الدنيا ويرشدنا إلى ربنا فالمؤمن مع المنعم ؛ والكافر مع النعمة:


﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (40)


----------


والى لقاء آخر إن شاء الله






آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس