اللمْــــــــسة الحانِـــــيَة أرأيتم كيف تُـقْبِلْ ( قَطَرَاتُ المَطَرَ ) في لهف فتفجع بزجاج النافذة .. وهو وقف سدا منيعا مبددا أمل اللقاء بـ(مثل هذا) .. (اشتقت) لكم و بمثل ( الزجاج ) كان ( المرض ) عن اللمسة الحانية سيكون حديثنا هذا اليوم يظل ( المرض ) فرصة (مغلفة بالألم ) تذكرنا بالحقيقة الخالدة {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} وأحيانا .. يتحول المرض إلى ( نِعمَةٌ مُهْدَاة ) لا تجد أمامها إلا أن تردد برضا {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا } نعم يا أحباب قد نتعلم قليلا في الانتصار غير أننا نتعلم كثيرا في الانكسار و سأظل مدينة لذلك ( العارض الصحي ) الذي دهمني طوال الفترة الماضية حيث أنه و برغم شدة (الألم الجسدي) إلا أنني شعرت للحظة أنني أصبحت ( أكثر إشراقا ) كنت إذا ما ( اشتد التعب ) بدأت أردد أعجوبة ( إيليا أبو ماضي ) : إني إذا نزل البلاء بصاحبي دافعت عنه بناجذي و بمخلبي و شددت ساعِدَهُ الضعيف بساعدي و سترت منكبه العري بمنكبي . وصاحبي هنا هو ( قلبي ) J فقد عودته .. و اعتدت أنا أنه إذا ما تخطفني الألم .. و استبد به النبض .. و جافاني النوم .. وأنهكه التعب .. تحسسته برفق وقلت : { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } ليأتي ذلك الوعد الحق من الإله الحق : {فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } لقد كنت أشعر بحق .. أن قلبي حينها يبتسم J وفي مرحلة ( الضعف البدني ) هذه يزداد يقيني بحاجة الإنسان إلى مصدر قوة ( ثابت ) لا تغيره ظروف .. و لا تحركه ملمات .. و لم أجد أقرب و لا أكبر و لا أقوى من القوي ـ سبحانه ـ { أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً } و برغم ( الانتكاسات الصحية) المتكررة إلا أني لم أكن لأسمح لنفسي بالالتجاء لشخص أياً كان بل و لا مجرد التفكير في ذلك و كنت أ حدِث نفسي : أن ( قلوبنا الصغيرة ) قد أثقلتها (الجراح ) ولا حاجة لها (إلى مزيد) و ( أرواحنا المحلقة ) قد شلَّها ( الوهن ) وهي أيضا .. ليست بحاجة لمزيد و لئن يبقى المرض ( يغتال ) الجسد خيرٌ لنا من أن ينال (الخذلان ) من الروح و يردي ( القلب) قتيلا حسنا .. لست أزعم استغنائي التام عن تلك العلاقات البشرية الفطرية الدافئة .. بل إن عنوان هذا المقال ( اللمسة الحانية ) هو اعتراف مني للأثر المسكن المدهش لتلك الكلمات الحانية بل قل (اللمسات الحااااانية ) التي خففت كثيرا عن القلب المُتعب المكدود فقد كانت كل كلمة كـ ( يد حانية ) تربت على قلبي و تزيده تماسكا غير أن ماأعنيه هو ماحدثنا به جبران خليل جبران حيث يقول: زرعت (أوجاعي ) في (حقل من التجلد ) فأنبتت ( أفراحا) نعم هو ( التجلد ) حسنا هل أطلت J قلنا : أن ( المرض ) نعمة و ها نحن نقول : ( الهمسات الحانية ) نعمة أخرى اقرأ بقلبك {... وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا ...} حسنا سأعيد و أقرأ بقلبك {وَحَنَانًا } هكذا يعدد الله سبحانه نعمه المتوالية على يحيى ـ عليه السلام ـ لتكون {وَحَنَانًا } أحدها يقول ابن كثير : ( أي وجعلناه ذا حنان ) و يسترسل بسحر و عذوبة ( و الحنان : هو المحبة في شفقة و ميل ) يا أحباب .. تلك الهمسات الحانية هي هبه وهبنا الله إياها لنهديها لمن حولنا لا خوف من فقر هنا فلنكن كرماء بها .. دمتم بعفو و مغفرة ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ..أستغفرك و أتوب إليك ما وافق الحق من قولي فخذوه .. و ما جانبه بلا تردد اجتنبوه كتبته: هند عامر