عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2008, 12:27 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: على بوابة الوحي

( هُوَ الْأَبْتَرُ)


أي مقطوع البركة والنفع والأثر ، فكل من عاداك لا خير فيه ولا منفعة من وراءه، أما أنت فأنت المبارك أينما كنت، اليمن معك، السعادة موكبك ، الرضا راحلتك، البركة تحفك، السكينة تغشاك، الرحمة تتنزل عليك، الهدي حيثما كنت، النور أينما يممت، وأعداؤه صلي الله عليه وسلم قالوا: إنه أبتر لا نسل له ولا ولد، فجاء الجواب مرغماً لتلك الأنوف ، واضعاً لتلك الرؤوس، محبطاً لتلك النفوس، فكأنه يقول لهم: كيف يكون أبتر وقد أصلح الله علي يديه الأمم، وهدي بنوره الشعوب، وأخرج برسالته الناس من الظلمات إلي النور؟
كيف يكون أبتر والعالم أشرق علي أنواره، والكون استيقظ علي دعوته، والدنيا استبشرت بقدومه؟
كيف يكون أبتر والمساجد تردد بالوحي الذي جاء به، والحديث الذي تكلم به، والمآذن تعلن مبادئه، والمنابر تذيع تعاليمه، والجامعات تدرس وثيقته الربانية؟
كيف يكون ابتر والخلفاء الراشدون نهلوا من علمه، والشهداء اقتبسوا من شجاعته، والعلماء شربوا من معين نبوته، والأولياء استضاؤا بنور ولايته؟
كيف يكون أبتر وقد طبق ميراثه المعمورة، وهزت دعوته الأرض، ودخلت كلمته كل بيت، فذكره مرفوع، وفضله غير مدفوع، ووزره موضوع.
كيف يكون أبتر وكلما قرأ قارئ كتاب الله فلمحمد صلي الله عليه وسلم مثل أجره ؛ لأنه هو الذي دل علي علي الخير ن وكلما صليلا مصل فله مثل اجر صلاته؛ لأنه هو الذي علمنا الصلاة؛ (( صلوا كما رأيتموني اصلي)) وكلما حج حاج فله صلي الله عليه وسلم مثل حجه: لأنه عرفنا تلك المناسك: خذو عني مناسككم)).
بل الأبتر الذي عاداه وحاربه وهجر سنته وأعرض عن هداه.
فهذا الذي ثقطع الله من الأرض بركته، وعطل نفعه، واطفا نوره وطبع علي قلبه، وشتت شمله، وهتك ستره، فكلامه لغو من القول ، وزور من الحديث وعمله رجس مردود عليه، واثره فاسد، وسعيه في تباب.
وانظر لكل من ناصب هذا الرسول الأكرم صلي الله عليه وسلم العداء، أو أعرض عن شرعه أو شيء مما بعث به كيف يصيبه من الخذلان والمقت والسخط والهوان بقدر إعراضه ومحاربته وعدائه.
فالملحد مقلوب الإرادة ، مطموس البصيرة، مخذول تائه منبوذ، والمبتدع زائغ ضال منحرف، والفاسق مظلم القلب في حجب المعصية، وفي أقبية الانحراف.
ولك أن تري سموه صلي الله عليه وسلم وعلو قدره ومن تبعه يوم تري الناس وحملة حديثه وآثاره وهم في مجد خالد من الآثر الطيب، والذكر الحسن، والثناء العاطر من حسن المصير، وجميل المنقلب، وطيب الإقامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ثم انظر للفلاسفة المعرضين عن السنة مع ما هم فيه من الشبه والقلق والحيرة والاضطراب والندم والأسف علي تصرم العمر في الضياع وذهاب الزمن في اللغو وشتات القلب في أودية الأوهام.
فهذا الإمام المعصوم صلي الله عليه وسلم معه النجاة ، وسنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلكن وهو الذي يدور معه الحق حيثما دار، وكلامه حجة علي كل متكلم من البشر من بعده، وليس لأحد من الناس حجة علي كلامه، وكلنا راد ومردود عليه إلا هو صلي الله عليه وسلم : لأنه لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحي. زكي الله سمعه وبصره وقلبه، ونفي عنه الضلال وحصنه من الغي، وسلمه من الهوي، وحماه من الزيغ ، وصانه من الانحراف وعصمة من الفتنة، فكل قلب لم يبصر نوره فهو قلب مغضوب عليه، وكل أرض لم تشرق عليها شمسه فهي أرض مشؤومة، وكل نفس لم ترحب بهداه فهي نفس ملعونة ، فهو المعصوم من الخطأ ، المبرأ من العيب ، السليم من الحيف ، النقي من الدنس ، المنزه عن موارد التهم . على قوله توزن الأقوال ، وعلى فعله تقاس الأفعال ، وعلى حاله تعرض الأحوال .
وقد قصد الكفار بقولهم : إنه أبتر ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه لا ولد له ، فإذا مات انقطع عقبه ، والأبتر عند العرب هو من لا نسل له ولا عقب ، فرد الله عليهم وأخبر أن من عاداه هو الابتر حقيقة .
وفي هذه السورة ثلاثة آيات : فالأولى عن الله عز وجل وعطائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والثانية للرسول صلى الله عليه وسلم ، والواجب عليه في مقابلة هذا العطاء وهي الصلاة والنحر ، والثالثة لأعدائه صلى الله عليه وسلم وهو البتر والقطع من الخير والبركة والنفع .
فالأولى عطية والثانية واجب عليه ، والثالثة دفاع عنه .
وفي السورة تكريم الله لرسول صلى الله عليه وسلم ، وإثبات الكوثر له كما صحت به الأحاديث أيضا ، والدفاع عنه وجواز سب الكفار وشتمه وزجره ليرتدع .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس