عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2010, 09:40 PM رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: جولة marmer فى صعيد مصر

الوادي الجديد في مصر.. عبق التاريخ وسحر الطبيعة

يتميز بمائة موقع أثري وأعظم العيون الكبريتية في العالم




تعد منطقة الوادي الجديد أحد أهم المواقع على خريطة مصر السياحية، فهي تشغل أكثر من ثلثي مساحة مصر، ويعتبرها الخبراء من أكثر الأراضي الواعدة في نشر العمران بالصحراء الغربية. كما أن لها أهمية تاريخية في مختلف عصور تاريخ مصر القديم، فكانت واحة الخارجة في العصر الفرعوني تسمى «هيبس»، أي «المحراث»، فيما سميت واحة الداخلة باسم «تا أوحت»، أي واحة البقرة، في دلالة وفرة خيراتها وخصوبة أراضيها.

والمفارقة الغريبة في منطقة الوادي أنها رغم مساحتها الكبيرة في المساحة الكلية لمصر، فإنها الأقل في الكثافة السكانية، حيث يقطنها نحو 150 ألف نسمة. ويرجع المؤرخون ذلك إلى أن تمركز السكان في مناطق محددة بالوادي الجديد وتحديدا في واحتي الداخلة والخارجة، إضافة للفرافرة، هو السبب المباشر وراء قلة عدد سكان الوادي الذي تنتشر فيه الصحارى على امتداد واسع.
تتمتع منطقة الوادي الجديد بموقع فريد من نوعه، إذ تقع في الجزء الجنوبي من مصر وتمتد غرب وادي النيل في الصحراء الغربية، وتحدها من الشرق محافظات المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، ومن الشمال محافظة مطروح، والواحات البحرية، ومن الغرب تصل إلى حدود مصر الدولية مع ليبيا.
ويزخر الوادي بالعديد من المواقع الأثرية التاريخية المتفاوتة التي مرت على واحات الوادي الجديد، لتترك العديد من الآثار حيث تضم الواحات الثلاث (الداخلة والخارجة والفرافرة) أكثر من مائة موقع أثري مهم، ففي «الخارجة» يوجد العديد من المعابد الفرعونية والرومانية، كما أن فيها العديد من بقايا الحصون العسكرية مثل قلعة «اللنجة» و«المنيرة» و«دوش»، إضافة إلى بقايا الدروب وطرق القوافل كدرب التبانة والأربعين والرفوف ودرب أبو سروال وغيرها.
وتعد قرية القصر الإسلامية بالوادي الجديد، واحدة من المواقع الأثرية الفريدة التي يحرص عدد كبير من السائحين على زيارتها. ولأهمية القرية فإن الشركات السياحية تدرجها على خريطة مصر السياحية، وليست القصر وحدها هي التي تشغل الزائرين وتتعلق بها اهتماماتهم وزياراتهم، بل الآثار الأخرى التي تضمها منطقة الوادي الجديد نفسها، إلا أن القرية تتميز عليها جميعا، كونها الوحيدة المسجلة كموقع أثري، لأهميتها الإستراتيجية وآثارها التليدة. ولذلك كان إعلان المسؤولين المصريين للقرية كأثر إسلامي بالكامل، لما تضمه من مبان ترجع إلى العصر المملوكي، بالإضافة إلى بعض الآثار التي تتخذ شكل بوابة معبد الملك الفرعوني «تحوت» مستخدمة كمدخل لأحد المنازل. وسيدعم التسجيل الأثري القرية باعتبارها واحدة من المناطق التي ينبغي العمل على حمايتها من التعديات وفق قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، والذي يفرض على المسؤولين حمايتها ومنع التعدي عليها.
تمتد القرية الأثرية على مساحة 10 أفدنة، وتبعد نحو 32 كم من مدينة «موط» بالواحات الداخلة في محافظة الوادي، وكانت قد استقبلت القبائل الإسلامية الأولى سنة 50 هجرية، بعد الفتح الإسلامي لمصر، وشهدت القرية ازدهارا لاحقا خلال العصر الأيوبي، فانتشرت بها المباني التاريخية. ولا تزال شواهدها باقية، من قصور أثرية ومآذن ومساجد قديمة، كما يوجد بها طاحونة ومبنى محكمة تاريخية.
تتكون بيوت القصر من 3 طوابق بارتفاع 4.2 متر، وظل يسكنها الأهالي على مدى عقود عديدة، ما أدى لتعرضها لمخاطر هائلة، نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي، إليها بالإضافة إلى التعدي عليها والإقامة فيها، وهو ما هدد حرمتها الأثرية، كشاهدة على تطور التاريخ المصري القديم والحديث، فهي تضم بالإضافة إلى الآثار السابقة مصاطب مقابر لحكام الواحات في عصر الملك «بيبي الأول»، تعلوها مقابر رومانية، أما الآثار الإسلامية فهي الغنية بآثارها ذات المشربيات والمباني العتيدة، والتي لا تزال شاهدة على تاريخ معماري فريد. بالإضافة إلى تمتع القرية بفضاء صحراوي، تتناثر فيه عناصر لافتة من الجمال، من تكوينات الرمال البيضاء المنسابة في براح مترام، قرب واحة الفرافرة، والصخور الطبيعية التي تشبه الإنسان والحيوان، ما جعلها من المناطق الملائمة لسياحة المغامرات والسفاري، وهو ما يولد إحساسا ببكارة هذه الطبيعة، وكأنها قد خلقت للتو. لا ينفصل سكان القرية عن هذا المناخ فهم يحتفظون حتى الآن بتقاليد وعادات ذات طابع مميز وفنون شعبية وأزياء وحرف بيئية توارثوها عن الأسلاف، وتعد نتاجا لتزاوج عنصري الإنسان والبيئة، لذلك تنتشر بالقرية العديد من الفنون الشعبية الفطرية التي تعتمد على خامات من البيئة كفنون الفخار والخزف والطفلة المنحوتة وغيرها.
كما انعكست هذه الخصوصية أيضا على المهن والحرف بالقرية، وتأثرت بها القرى القريبة منها والمنتشرة في أنحاء الوادي، حيث تزدهر في المنطقة صناعات السعف والجريد القائمة على منتجات النخيل الذي تنتشر زراعته في الواحات، إضافة إلى صناعة السجاد والكليم اليدوي. ويعد النخيل من أشهر الزراعات في الوادي الجديد، حيث تجود زراعته وتنتشر في مناطق عديدة، وتقوم على كل جزء من أجزائه صناعات عديدة ويتم تصدير جانب كبير من إنتاج التمور في الوادي الجديد إلى الخارج.
ومن أجمل ما يلاحظه الزائر للقرية مئذنة خشبية مكونة من ثلاثة طوابق بارتفاع 21 مترا، وأعتاب خشبية منقوش عليها آيات قرآنية، ومن فرط الآثار التي تضمها القرية التاريخية، فإن بعض السياح يأتون من بلادهم خصيصا لزيارة قرية القصر الإسلامية، حتى إن هناك مقولة يقولها السياح دائما لبعضهم: «إذا زرت مصر ولم تذهب إلى قرية القصر الإسلامية كأنك لم تزر مصر».
لذلك، فإنه لتنشيط الحركة السياحية أضافت المحافظة أنماطا عدة لدعمها، على رأسها السياحة العلاجية، حيث تنتشر في الواحات العيون الكبريتية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيمائي الفريد الذي يضعها في مرتبة أعظم العيون الكبريتية والمعدنية في العالم، علاوة على توافر الطمي في برك هذه العيون بما له من خواص علاجية تشفى العديد من أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وغيرها.
ونظرا لبعد المسافة بين القرية والقاهرة، والتي تزيد على 650 كيلو مترا، فإنه تنتشر بداخل الوادي الجديد العديد من أماكن الإقامة، عبارة عن شاليهات وقرى سياحية وفنادق، ودفع هذا إدارة المحافظة إلى التفكير في إنشاء أسواق تجارية كبيرة، لتنشيط حركة السياحية بعرض «بازارات» القرية والوادي من ناحية، ولجذب رؤوس الأموال السياحية من ناحية أخرى.

ويمكنك الوصول إلى الوادي والقرية عن طريق الرحلات الجوية، أو عن طريق الحافلات المكيفة، عبر طريق الجيزة أو واحة الفرافرة. ويجمع زوار الوادي على أن مدة الإقامة به ينبغي ألا تقل عن ثلاثة أيام، وحبذا لو كانت أسبوعا حتى يتمكن الزائر من الاستمتاع والتجول بالقرية، وخوض مغامرة السفاري في صحراء مصر البيضاء.






آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس