في تصريحات لـ"العربية.نت" بعد الإفراج الصحي عنه المعارض المصري أيمن نور يؤكد أنه خرج من السجن "بلا صفقات" [ دبي- فراج إسماعيل، القاهرة - محمد المعتصم ومصطفى سليمان في أول تصريحات له بعد الإفراج الصحي عنه، أكد زعيم حزب الغد المعارض أيمن نور لـ"العربية.نت" أنه خرج من السجن بلا أي صفقات أو مساومات مع الحكومة، مضيفا "لو كانت هناك صفقة لرفضتها. أنا لم أعلم بخروجي إلا قبل حدوثه بساعة واحدة فقط". وأضاف "لم أخرج من السجن لكي أنتقم من أحد. لست أمير الانتقام. لقد كانت مرحلة السجن عنيفة جداً، صعبة على أسرتي وعلى الحزب الذي تأثر بها أكثر". لكنه نفى نيته رفع دعوى قضائية لرد اعتباره، مؤكداً أنه "سيرد اعتباره من خلال حزب الغد بإعادته إلى ما كان عليه قبل دخوله السجن". وقال نور إن رئيس الحزب الحالي إيهاب الخولي سيبقى في منصبه، فهو "الرئيس الشرعي، وسأتعاون معه لإصلاح الحزب وإعادته إلى سابق عهده". وختم بالدعوة إلى المصالحة، قائلا "أطلب من أي شخص كنت معه على خصومة الجلوس معي والتفاوض والتصالح وإغلاق صفحة الماضي". وكان النائب العام المصري أصدر قرارا بالإفراج عنه لأسباب صحية، الأربعاء 18-2-2009، بعد قضائه 3 سنوات في السجن بتهمة التزوير. وكان النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، أمر بالإفراج عن نور مع 8 آخرين، بعد أن تم عرضهم على لجنة الطب الشرعي وفقا للائحة السجون. ورفعت اللجنة تقريراً يفيد بأن "هناك خطرا على حياة هؤلاء مع استمرار حبسهم"، ما أدى إلى صدور قرار بإخلاء سبيلهم. وسُجن نور في ديسمبر/كانون الأول 2005، بعد الحكم عليه بالحبس 5 أعوام، بعد إدانته بتزوير وثائق من أجل الحصول على رخصة لحزبه "الغد". وحصل المعارض المصري على المركز الثاني بعد الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية في سبتمبر/أيلول 2005، التي فاز فيها الرئيس المصري بولاية رئاسية خامسة. زوجته: وجدته أمامي بالمنزل من جهتها، قالت المتحدثة باسم حزب "الغد" جميلة إسماعيل، وهي زوجة نور، لـ"العربية.نت" إنها كانت واثقة من إطلاق سراحه، "رغم كل المؤشرات التي كانت تشير إلي عدم الإفراج عنه واستمرار حبسه، خاصة في الفترة الأخيرة التي تعرض فيها لمتاعب ومضايقات، بهدف إثبات أنه يمارس الشغب داخل السجن لمنع الإفراج عنه بحسن السير والسلوك، لكن إرادة الله فوق كل شيء". وقالت جميلة إسماعيل ظللت فترة "لا أصدق أنهم سيفرجون عن زوجي، لكنني صدقت عندما وجدته أمامي في المنزل". ولم يعلن قرار الإفراج الصحي عن نور، مع 8 أشخاص آخرين، إلا بعد أن وصل المعارض المصري إلى منزله بمنطقة الزمالك، الذي سرعان ما أحاط به مراسلو القنوات الفضائية والصحف ووكالات الأنباء لإجراء لقاءات معه. واضطرت جميلة إسماعيل إلى إغلاق هواتفها الجوالة من كثرة الاتصالات التي وصلتها، إلا أن "العربية.نت" نجحت في الوصول إليها عبر جوال ابنها الأكبر نور، الذي يدرس في الجامعة الأمريكية. وقال الابن، نور أيمن نور، لـ"العربية.نت" إن الخبر وصله عبر أحد أقاربه، فسارع بالعودة إلى المنزل وهو غير مصدق أنه سيعود ليجد والده داخله يتجول فيه ويأخذه بين أحضانه، كما كان يفعل من قبل. وأضاف "والدي ظلم كثيرا، وتعرض لأكبر حملة تشويه لم يتعرض لها شخص غيره، وكانت صحف الدولة تهاجمه كل يوم بشراسة، وتشنع عليه وتسخر من مرضه في السجن، ولكن الله لا ينسى أحدا، وهو أعلم بأنه مظلوم، وأنهم لفقوا له الاتهامات لكي يقضوا على مستقبله السياسي، لكن الحمد لله على كل شيء". رئيس "الغد": بداية عهد جديد وقال رئيس حزب الغد الحالي -جبهة نور، لـ"لعربية.نت"- إن "النائب العام استجاب لمطالبنا بالإفراج عنه، نظرا لتدهور حالته الصحية بسبب مرض السكري ومعاناته من آلام جسدية، وهي خطوة نحسبها جيدة ونرجو أن تكون بداية عهد جديد بين الحكومة والمعارضة في مصر". واستطرد إيهاب الخولي أن "أيمن نور سبق وأن أقام دعوى قضائية للإفراج الصحي عنه، لكن المحكمة رفضت، وأيدتها في هذا الرفض المحكمة الإدارية العليا، وكنا قد فقدنا الأمل بعد هذا الحكم لكن ما حدث اليوم كان مفاجأة للجميع". وأضاف "ما زالت المحكمة تنظر قضية رفعها نور لإلغاء العقوبات التأديبية التي صدرت ضده؛ نظرا لأنه قضى معظم المدة، بينما كان القانون يبيح له إطلاق السراح". وتعقيبا على ما إذا كان قرار الإفراج وقرار المحكمة بعودة الحزب إلى جبهة نور، يشير إلى قرب انفراجة سياسية بين الحكومة والحزب بعد مرحلة عدائية شديدة، قال الخولي "لا شك أن قرار المحكمة في 7 فبراير/شباط الجاري أصابنا باندهاش، ومفاجأة خاصة في الحيثيات التي أكدت أحقيتنا في الحزب". وأضاف "في المجمل نشعر بأن الدولة تريد معارضة حقيقية، وليس مجرد أحزاب على الورق لا صوت لها إلا في صحفها". وقبل أسبوعين حكم القضاء الإداري بعودة حزب الغد-جبهة نور، وأحقية الخولي برئاسته بدلا من موسى مصطفى موسى، الأمر الذي اعتبره عضو الهيئة العليا لحزب الغد-جبهة نور، أحمد فكري، في تصريح لـ"العربية نت" أنه مؤشر قوي على اتجاه الدولة للمصالحة مع حزب الغد". ونفى فكري بدوره "أن تكون هناك صفقة تمت بين الغد والحكومة تتعلق بخفض حدة المعارضة من جانب الحزب، وعدم المساس بشخصية الرئيس، مثلما كان الأمر أثناء سجن نور. وقال "هذا غير صحيح، ولو أن حزب الغد عقد صفقات مع الحكومة لكان قد عقدها منذ الأيام الأولى لسجن نور". واعتبر أن "ما حدث يؤكد أن الحكومة استجابت لفكرة أن نور نال ما يكفيه من عقاب".