عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2008, 06:45 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

عووووووووووودة
فقاطعها قائلا :
" لا بد أنك تفهمين أن حداثة المغامرة قد ولت بالنسبة لها. فالجبال كلها متشابهة... أناس كثيرون يأتون إلي الغرب بأفكار عظيمة , ثم يعودوا عندما يجدون العزلة والمضايقات فوق احتمالهم"
وأنكرت ستاسي كلامه قائلة:
" لا يهمني كل ذالك فأنا أحب هذه البلاد".
ونمد كورد أن يتجاهلها , فوجه كلامه لماري الجالسة عن يمينه:
" أتعلمين يا ماري أن بناء مستقبل في هذه الأرض يحتاج مقدرة كبيرة علي التحمل ؟ إن الرفاهية تصبح في غاية الأهمية عندما يحرم الإنسان منها بعد طول اعتياد عليها ".
وفكرت ستاسي بغضب إنه يقارنني بوالدته.
ثم قالت وهي تطوي فوطة السفرة :
" إنك لا تعلم عم تتحدث."
وأجاب ساخرا:
" بالطبع ... يالغبائي . كان علي أن افهم أن المظاهر تخدع . كان يجب أن أفهم أن وراء الثياب الأنيقة والسيارة السبور الثمينة , والحصان الأصيل , ينبض قلب فتاة ريفية لم تفسدها حياة التدليل".
امتلأ جو الغرفة بالتوتر, بينما تفرس كورد وستاسي كل منهما في الآخر .
تمنت ستاسي أن تهاجمه غير أنها كانت تعلم أنه سيستغل هذا لصالحه. وشعرت بانزعاج الزوجين فاغتصبت ضحكة ضعيفة وقالت:
" يبدو أنك قد فهمتني . إنني مجرد فتاة ريفية بسيطة."
مر علي وجه الأسمر تعبير إعجاب سرعان ما استبدله بنظرة تهكم وأجاب:
" إن كلمة بسيطة مناسبة للغاية , إذ أنها تشير إلي قلة العقل . لقد أظهرت قلة عقلك عندما جئت إلي هما وحدك حيث لا يوجد لك معارف , وعشت وحدك في كوخ منعزل بدون أية حماية , ثم ركبت حصانا لا تستطعين السيطرة عليه وذهبت إلي أماكن لا تعرفينها. إنها ضربة حظ كونك لم تصبحي جثة هامدة".
أجابت ستاسي وهي تدفع كرسيها بعيدا عن المائدة :
" لا أظن أن رائك في شخصي وفي تصرفاتي يهم ضيوفك."
ولحقت بها ماري في غرفة الطعام وسألتها :
" ما الذي يجري بينكما ؟"
أجابت ستاسي ويداها معقودتان :
"إننا لا نتفق , هذا كل ما في الأمر."
ونظرت خلفها بعصبية إلي الغرفة الآخري . واستمرت ماري في الحديث :
" لقد بدا لي إنكما صديقان عندما جئنا, حتى إنني وللحق تمنيت أن تتزوجا ."
صاحت ستاسي بغضب واشمئزاز :
"هذا مستحيل . اننا نستطيع ان نتحدث حديثا مهذبا بين حين وآخر, ولكننا ننتهي دائما وكل منا يمسك بخناق الآخر . ليس هناك أية فائدة في أن تدعي أن كلا منا يتحمل الآخر . إنه ساخر وأناني , إلي درجة يعتقد أن علي الجميع أن يركعوا عند قدميه , وهو لا يجدني خاضعة كما يريد."
ما أن نطقت ستاسي بهذه الكلمات حتى شعرت بوجود كورد في الغرفة , استدارت في تحد لتواجه نظرته الغاضبة . وبدا كما لو كان يملأ الغرفة بطوله الفارع وكتفيه العريضتين مصغرا كل ما عداه
تكلم كورد أخيرا قائلا
" إن ضيفينا سيرحلان ... هل توصلينهما للباب؟"
لم تجبه ستاسي بل استدارت لتمشي مع ماري التي أخذت حقيبتها واتجهت للباب الخارجي. شعرت ستاسي بظهرها يوخذها إنذارا بالشر لعلمها أن المزارع يمشي خلفها مباشرة . واعتذرت ستاسي لماري قبل أن تصل إلي ساحة الدار:
" إني آسفة لإقحامك في معركتنا يا ماري . لكم استمتعت بمجيئك هنا."
ونصحتها ماري :
" لا تدعي هذا يقلقك . انه يحدث لأحسن الناس . وما عليك إلا أن تسرعي بالشفاء."
أضاف بيل ويده علي كتف ستاسي :
" إنني أؤيد هذا الكلام , وكطبيب أنصحك بالراحة يومين آخرين علي أن تحدي من نشاطك , وبعد ذالك تستطيعين فعل كل ما تريدين ."
نظرت ستاسي إلي وجه الطبيب اللطيف بابتسامة وجلة . لقد طغي وجود الرجل الأسمر إلي جانبها علي كل إحساسها بالسعادة لطيبة أصدقائها الجدد . ومشي الزوجان إلي سيارتهما وهما يهتفان بعبارات الوداع المرحة , وأخذت ستاسي تنظر الي السيارة وهي تختفي في ثنية الطريق وقد أحست بالبؤس . واستدارت وهي عازمة علي مواجهة كورد وعينيه الساخرتين فوجدته قد ذهب . ونظرت حولها بسرعة فرات قوامه المألوف يخطو نحو الإصطبلات . وشعرت بالحيرة والارتياح في نفس الوقت ثم مشت إلي البيت.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس