عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2008, 06:47 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

6- العقاب الجميل
666666666666666666666666
عملت ستاسي في اليومين التاليين على أن تتجنب لقاء كورد هاريس. ونجحت في هذا بمعاونة المزارع نفسه، الذي بدا انه أيضا لا يرغب في صحبتها. حفرت بحذائها في الأرض الرملية , وأخذت تنظر حولها في تردد. جاء أوان الحديث معه ولم تكن تتطلع إلى هذا أبدا. فقد استعادت قواها تماما وأرادت أن ترتب لعودتها للكوخ.كانت قد أتمت حزم حقائبها بعد الغداء، وكان أمامها أن تبحث عن كورد وهي مهمة غير مستساغة لها بالمرة . مشي كلبها الكبير إلى جوارها وهي تخطو أمام باب المكتب المفتوح . وبنظرة إلى الداخل تحققت من شعورها الداخلي بأنه غير موجود. وتنهدت في أسي ومشت إلى الاصطبلات. نظرت عبر المباني وفكرت بتجهم ؛ ربما كان في مكان ما علي الجبال. لمحت حصانا وراكبه يركضان عند الحظائر . ولم تعرف ستاسي الرجل فانتظرته وقد أثارت سرعته فضولها.وسمعت اصواتا تصيح قرب الاصطبلات فاستدارت لترى سبب الضجة.ولكن المباني حجبت عنها الرؤية. وتوقف الراكب عند باب الحظيرة ونزل عن الحصان .
" ما الخبر؟"
قال راعي البقر بصوت خافت:
"معذرة يا آنستي ولكني ذاهب لاستدعاء الطبيب"
وبدأ يسرع في طريقه .
هتفت ستاسي وفي ذهنها صورة مخيفة لكورد يرقد على الأرض مغشيا عليه :
" ماذا حدث ؟ من الذي أصيب ؟"
أجاب الرجل وهو يسرع نحو باب المكتب وستاسي تتبعه :
" هذا الشيطان الأحمر الذي يسمونه حصانا هرب من الحظيرة عندما دخلها كريس , وحاول الشاب المغفل أن يمسك به وهو يركب حصانه . فجن جنون الحصان وهاجمه . لحين الحظ كان السيد ونحن معه عائدين من الجبال , فرأينا ما حدث . لا اعلم مدى إصابة الشاب فانا ل لا استطيع الاقتراب منه".
تأملت الرجل وهو يمد يده للهاتف في غرفة المكتب وشهقت :
" ديابلو!"
قال الرجل في الهاتف بدون أن يوجه كلامه لستاسي:
" إن السيد بلغ به الغضب حد يجعله يقتل ذلك الحصان".
وجرت ستاسي خارج المكتب إلى الحصان الواقف بالخارج فقفزت علي ظهره ووجهته إلى حيث سمعت الأصوات . لم تكن أفكارها واضحة وهي تنادي على كلبها أن يتبعها وركضت بالحصان . كانت تعلم فقط أن عليها أن تكون هناك . يقتل ديابلو!
رنت الكلمات في إذنيها كجرس الموت . وضربت الحصان بلجام . من فرط اضطرابها وقفزت به حول المباني , ثم توجهت إلى راكبي الجياد. وعندما اقتربت منهم رأت راكبا محشورا تحت حصانه الساقط بينما وقف حصانها الأحمر بينه وبين الراكبين الآخرين. كان هناك حبل مفكوك يتدلى من رقبة ديابلو وهو يفلت من حبال الرجلين. كانت رقبته بيضاء من الزبد وهو مستمر في الهجوم بحوافره الشريرة .
صاح كورد عندما رأى ستاسي تترجل عن الحصان :
" ماذا تفعلين هنا ؟"
والتوى وجهه غضبا وهو يدور بحصانه الكبير ليواجهها قائلا :
" عودي إلى المنزل حيث مكانك "
وصاحت ستاسي وهي تستدير إلي حصانها الذي اندفع مهاجما الراكب الآخر باسنانه العارية :
"انه حصاني "
وزار المزارع وهو يقف بحصانه إلى جانبها :
" أيتها الأنثى المجنونة . ألا ترين أن هذا الحصان الملعون قد جن ؟"
في هذه اللحظة لمحت ستاسي وجود السوط في يد الرجل الغاضب وطرفه في الغبار الذي اثارتة حوافر الحصان 0تطاير الشرر من عينيها وهي ترفعهما لتلتقيا
بعينيه الداكنتين .
" ماذا تنوي أن تفعل ؟ أن تضربه حتى يستسلم ؟ "
" نعم إذا اضطررت إلى ذلك فهذا الفتي قد أصيب!"
وأمرته ستاسي
" ابتعد عن طريقي "
ودفعت حصانه بعيدا عنها ثم مشت لتواجه الحصان الأحمر. صفر ديابلو وهو يخدش الأرض بحوافره ويهز عرفه الأصفر لها . وشب الحصان وحافراه في الهواء وأذناه للخلف.و حاولت ستاسي أن تخترق ذهن الحصان المتهيج فأمرته :
" ديابلو, ديابلو إهداء! "
وظلت أذناه ملامستين لرأسه بينما اخذ يرفس الكلب من خلفه برجليه, ورأت ستاسي الحصان الساقط يحاول النهوض, إلا انه سقط على جنبه. وحاول حصانها مهاجمتها فنادته وصوتها يعلو بلهجة الأمر . اعتقدت ستاسي أنها رأت أذنيه ترتفعان وهو يقترب منها. عندما كاد أن يصل إليها خطت جانبا فاندفع بجانبها ، ثم استدار وواجها وهو يهز رأسه المحمومة . لمحت ستاسي من طرف عينها الراكبين . احدهما اتجه نحو المصاب بينما اتجه كورد نحو حصانها والسوط على سرجه وفي يده حبل يهزه استعدادا .
وتغير صوتها إلى همسة حانية :
"ديابلو... إهداء يافتى. إهداء...إن كل شيء علي مايرام ياطفلي . تعال هنا تعال"
ولكنه كان ثائرا وقد تذكر الجرح الذي أصابه في عنقه . ولم يستطع الحصان الأحمر أن يكبح جماح الغضب في داخله.واخذ رأسه الرقيق يعلو ويهبط والزبد يسيل على عنقه . لقد عرف الفتاة الواقفة أمامه ولكنه كان يمتلئ بالكراهية والقوة. لمح بطرف عينه الحصان وراكبه يصلان خلفه ، ورقص وهو يستدير لمواجهتهما . ونادته ستاسي وهي تخطو للأمام . ولكنه في هذه المرة استدار بسرعة وجري إليها مكشرا عن أسنانه ورأسه منخفض، وعندما حاولت ستاسي القفز بعيدا عن طريقه انحرف إليها راميا بها إلى الأرض بكتفه الكبيرة .
ووقفت مقطوعة النفس ولكنها لم تصب بسوء، ورأت كورد يسرع كالبرق خلف الحصان. زعق في الراكب الأخر فأحاط الحبلان في نفس الوقت برقبة الحصان الأحمر. وصرخ الحصان غاضبا وحاول أن يهاجم الراكب البعيد فأوقفه كورد بحبله .

تابعونااااااا







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس