عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2008, 08:55 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

لن أطلب الرحمة
ظنت ستاسي أن الصباح طويل ومرهق , ولكن عندما بلغت الساعة السادسة مساء عرفت تماما معني أن يكون الإنسان مرهق حتى العظام . وتاقت نفسها للصياح فرحا عندما رأت طاحونة الهواء التي تشير إلي ارض مبيت الماشية تلك الليلة .
نالت ستاسي احترام هانك وجيم لامتناعها عن إلقاء أعباء عملها عليهما . وحاولا أن يعملا بدل منها عدت مرات إلا أنها لم تسمح بذلك . كان من السهل عليها استغلال كونها امرأة , وكانا سيسمحان بذلك علي الرغم من أوامر صاحب العمل.
واقترح عليها هانك أن تسبقهما وتحضر قدحا من القهوة لكل منهما , ولكنها رفضت محاولة الضحك بالرغم من شعورها بالإرهاق قائلة أنها سوف تحتاج للمساعدة حتى تنزل عن ظهر حصانها . في تلك اللحظة شعرت أنها فعلا لن تقدر علي ذلك ولم تعتبر ما قالته مزاحا . وبعد ذلك بفترة قصيرة انضم القطيع الصغير الذي جلبوه إلي القطيع الأساسي للمبيت علي بعد حوال مائة ياردة من المعسكر .
شعر الفرسان بالسلام م وهم في طريق عودتهم إلي المعسكر الغربي الحديث المكون من شاحنات ذات محركات , حيث امتزجت رائحة البترول والزيت برائحة عرق الجياد والماشية والآدميين . وقبلت ستاسي بلطف معاونة جيم لها للترجل عن الحصان . ولم تشعر بأي حرج وهي تعرج في طريقها إلي سيارة الست يشن حيث انبعثت رائحة القهوة الموعودة. وصل هانك قبلهما وأخذ يتحدث إلي الفرسان الذين تجمعوا حول البوابة الخلفية . نظرت ستاسي إلي عيني راعي البقر الكهل وعلي وجهها ابتسامة ألم ساخر , وقالت وهي تئن :
"هانك . أعتقد أنك تنظر إلي أول سيدة مقوسة الساقين تعمل راعية بقر . لن أستطيع المشي بساقين مستقيمين طوال عمري , وبالطبع لن أستطيع الجلوس!"
أثار هذا الحديث قدرا كبيرا من التعاطف والضحك من المجموعة , وأهم من ذلك أكسبها تقبلهم لها . ثم قدموا لستاسي قدحا ساخنا من القهوة وسط الدعابات والنكات . وبعد أن استنشقت البخار المتصاعد من القدح أفلتت منها تنهيدة إعجاب مسموعة . وصاحت :
" أيها الطاهي . إنك حقا طاه ماهر , ولكن قل لي أين ماء الحمام ؟"
قابلتها عاصفة أخري من الضحك , فأضافت :
" هل تتعرضون لهذا كل يوم ؟"
أجابها أحدهم :
" مرتين يوم الأحد ".
ثم ضحك من تعبير عدم التصديق الذي تصنعته ستاسي :
" لا تقصوا علي التفاصيل وساعدوني في الجلوس!"
خطا عدد من الفرسان إلي الأمام بينهم جيم كونورز , وبالغوا في الاهتمام بها وهم يساعدونها للجلوس علي الأرض . بدأت ستاسي تستمتع بوجودها معهم بالرغم من ألأمها وأوجاعها . وابتهج الرجال أيضا لوجودها معهم , فمن النادر أن توجد بينهم امرأة , وبالطبع لم توجد بينهم امرأة تضحك علي نفسها وعلي وضعها.
ولمعت عيناها وهي تبدأ في تعليق ساخر جديد فلاحظت أن الرجال قد هدءوا ونظروا خلفها . احتفظت بمرحها واستدارت بابتسامتها المتألقة لتشمل القادم بمرحها . ولكن ظل كورد هاريس كان يسقط علي الجمع . كان تعبير وجهه يدل علي الاهتمام الساخر بالفتاة والرجال المحيطين بها . ولم تستطع ستاسي معرفة كيف ولماذا أتتها قوة الأعصاب لتقول ما قالت :
"أوه ... سيدي! أرجو أن تسمح لهذا العامل المتواضع بالجلوس في حضرتكم العظيمة لأنني أقسم أنني لن أستطيع النهوض إذا أمرتني بذلك".
أطبق صمت بارد علي الرجال وهم ينتظرون رد رئيسهم , وروعت ستاسي بالكلمات التي نطقتها ولكن فات أوان سحبها . وأمسكت أنفاسها هي والرجال, وجاءت الضحكة الخافتة أخيرا فأراحت الجميع , خصوصا ستاسي .
فأمر كورد الطباخ وهو يبتسم قائلا :
"تشارلي ... أعطني قدحا من هذا الذي تطبخه بينما أجلس إلي جانب هذه الآنسة".
وأعل أحد الرجال نار للمعسكر, وركزت ستاسي انتباها علي النار بدلا من الرجل الجالس بجانبها , وحاولت أن تتجاهل اضطرابها عند سماعها لضحكته اللطيفة . بدأت الشمس في الغروب ملقية بظلالها الملونة علي المناظر الريفية . بينما أخذا يرشفان قهوتهما في صمت . أحضر لها الطاهي طبقا من شرائح اللحم والفول وأعاد ملء أقداح القهوة.
سألها كورد عندما شرعا في تناول الطعام:
"حسنا . مار أيك في قيادة الماشية ؟ هل هي كما كنت تتوقعين؟"
أجابت ستاسي بابتسامة:
"لا . أنا لا أقصد أن أشكو ولكن العمل أكثر كشقة مما ظننت".
" لقد أحرزت نصرا مؤكدا حتى الآن".
" هل تعني أنني لن أستطيع الاستمرار؟"
" لا أعني إلا أنك قد أحسنت العمل جدا"
لمعت عيناه وهو يضيف:
"يجب أن تعالجي عصبيتك هذه .إنك تشعرين بالاهانة بسرعة أكثر من اللازم".
أجابت ستاسي ونظرها ما زال مشغولا بوهج النار:
"ربما يكون لدي سبب لذلك".
ابتسم كورد وعيناه ترمقان وجهها الساكن:
"أصبت في قولك. أتصور أن تكوني في غاية الإرهاق بعد عمل اليوم. سيعود الرجال لبيت المزرعة بعد قليل. تستطيعين أن تركبي معهم أو تنتظري قليلا لأوصلك".
دهشت ستاسي وقالت:
"هل سيعود الجميع ؟ أتعني أنكم تتركون الماشية بدون رعاية لتشرد ؟"
ضحك كورد قائلا:
" لا سيبقي معظم الرجال ويأخذون ورديات لقيادة القطيع . لقد أحضروا فراشهم الذي يطوى".
وأشار إلي حيث كان الرجال يشرعون في إعداد فراشهم.
" إذا لماذا أعود أنا لبيت المزرعة ؟"
أجاب كورد باقتضاب :
" لأنك لست مستعدة للمبيت . وغير مسموح لامرأة بالمبيت هنا , ثم انك قد قمت من فراش المرض منذ أيام قليلة . ومن الحماقة أن تبالغي في إرهاق صحتك"
" ولكنني مجرد عاملة في مزرعتك . ألا تذكر؟"
قالت ستاسي قولها بسخرية وعيناها تشعان في وهج النار . قال بلهجته الحادة :
" أثناء النهار".
جاء صوت ستاسي منخفضا ومصمما :
"سأقضي الليلة هنا"
" ستعودين معي ".
" إذا ستضطر إلي حملي بالقوة من هنا , وهذا سينتج عنه منظر مثير . ولكنك لا تمانع من حدوث مثل هذه المناظر . أليس كذلك ؟"
وقال كورد :
"تنسين أنه لا يوجد لك مكان للنوم . ألم تتعلمي من تجربتك الأخيرة ما الذي يمكن حدوثه من برودة الليل ؟"
" أنا واثقة من أنني أستطيع اقتراض بطانية أو أي غطاء من أحد الرجال".






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس