عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2011, 11:10 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
المصرى عاشق القدس

الصورة الرمزية المصرى عاشق القدس

إحصائية العضو








المصرى عاشق القدس غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سلسلة هيا بنا نتغير / قصص مواقف كلمات

دخلت علي في العيادة عجوز في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني..

.لاحظت حرصه الزائد عليها حتى فهو يمسك يدها و يصلح لها عباءتها ويمد لها الأكل والماء..

بعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصات ..
سألته عن حالتها العقلية لان تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي..

فقال إنها متخلفة عقليا منذ الولادة....تملكني الفضول فسألته.. فمن يرعاها ؟ قال أنا..

قلت ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها قال أنا ادخلها الحمام واحضر ملابسها وانتظرها إلى أن تنتهي واصفف ملابسها في الدولاب واضع المتسخ في الغسيل واشتري لها الناقص من الملابس

قلت ولم لا تحضر لها خادمة ! قال لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة .....

اندهشت من كلامه ومقدار بره وقلت وهل أنت متزوج قال نعم الحمد لله ولدي أطفال ..

قلت إذن زوجتك ترعى أمك؟..قال هي ما تقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لها وقد أحضرت لزوجتي خادمه حتى تعينها
..ولكن أنا احرص أن أكل معها حتى أطمئن علي السكر !....

.زاد إعجابي ومسكت دمعتي ! واختلست نظره إلى
أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة ...
قلت أظافرها؟؟قال قلت لك يا دكتورة هي مسكينة ..طبعا أنا...

.نظرت الأم له وقالت متى تشتري لي بطاطس ؟؟ قال ابشري الحين اوديك البقاله !طارت الأم من الفرح وقامت تناقز الحين الحين . التفت الإبن وقال : والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار..

سويت نفسي اكتب في الملف حتى ما يبين أني متأثرة !وسألت ما عندها غيرك ؟قال أنا وحيدها لان الوالد طلقها بعد شهر .قلت اجل رباك أبوك قال لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفيت الله يرحمها وعمري عشر سنوات .قلت هل رعتك أمك في مرضك أو تذكر أنها اهتمت فيك؟أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك ؟؟؟؟؟؟ قال دكتووووورة أمي مسكييييييييينة طول عمري من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها.

كتبت الوصفة وشرحت له الدواء......
مسك يد أمه وقال يله الحين البقاله...قالت لا نروح مكة ...استغربت قلت لها ليه تبين مكة ؟ قالت بركب الطيارة !!! قلت له هي ما عليها حرج لو لم تعتمر ليه توديها وتضيق على نفسك؟قال يمكن الفرحة اللي تفرحها لو وديتها أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها.


خرجوا من العيادة وأقفلت بابها وقلت للممرضة : أحتاج للراحة ، بكيت من كل قلبي وقلت في نفسي هذا وهي لم تكن له أما ..فقط حملت وولدت لم تربي لم تسهر الليالي لم تمرض لم تدرس لم تتألم لألمه لم تبكي لبكائه لم يجافيها النوم خوفا عليه...لم ولم ولم....ومع كل ذلك كل هذا البر!!


تذكرت أمي وقارنت حالي بحاله ....فكرت بأبنائي ....هل سأجد ربع هذا البر؟؟

مسحت دموعي وأكملت عيادتي وفي القلب غصة...
عدت لبيتي وأحببت أن تشاركوني يومي


اللهم ارحم امى وادخلها الجنه دون حساب وامهات المسلمين اجمعين يارب
هذه القصة لا تحتاج منى الى الى حروف او كلمات
هل فكرة ما هو حالك مع امك
هل فكرتى ما هو حالك مع ام زوجك
هل مازلت مصمم منع زوجتك من زيارة اهلها
هل تترك كل شئ وتبداء من الان وتذهب لامك فتقبل الارض التى تحت قدميها
وترى منك ما يدخل السعادة الى قلبها
انتظر
لا تتكبر على امك
لا يمنعك سنك عملك
لا يمنعك الكبر الموجود داخلك من ان تدخل السعادة الى امك
امك تحتاج اليك وان لم تطلب منك ذلك







آخر مواضيعي 0 أنا أستجابة دعــــــواتك / بقلمى المصرى عاشق القدس
0 كل يوم قصة
0 فى عالم الحروف والكلمات /بقلم المصرى عاشق القدس
0 قصة فى سطور / بقلم المصــ عاشق القدس ـــرى
0 الصدق /بقلم المصرى عاشق القدس
رد مع اقتباس