عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2010, 10:57 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: علم الفراسة ولغة الجسد

هل لفت انتباهك يوماً لفظ الفراسة؟
هل تدبرت قليلاً في معناه ومقصده؟
إذا كان هذا قد حدث معك بالفعل فلن تجد أي معلومات غريبة عليك في هذا المقال .. الجديد ربما يكون في فكرتي الجديدة لتطبيق علم الفراسة فقط.



الفراسة – تعريفاً – هي علم قراءة ملامح ووجوه البشر الخارجية لاستشفاف طبائعهم وسلوكياتهم الداخلية.
وكما هو واضح من التعريف، فعن طريق علم الفراسة، الشخص الذي أمامك ليس بحاجة إلى أن يتحدث، أو يبدي شيئاً من التعريف، فأنت بكل بساطة ستستطيع أن تعرف طبعه، ومن أين جاء، وما هي صفاته الداخلية، ومميزاته فتستغلها وعيوبه فتتجنبها وتحذرها.
علم الفراسة علم قديم، ولكن غلُب عليه التكتم والسرية، فكان علماً شديد الندرة، وكان العالم في هذا المجال مطلوب لدى الناس شديد الطلب، وقد عرف العرب علم الفراسة وبرعوا فيه، فكان منهم الفراسون المتميزون، بل إن هناك قصة حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم مع أحدهم في صغره.
كان اليوم الذي يأتي فيه عالم الفراسة إلى قريش هو يوماً مشهوداً بما تحمله الكلمة من معان، فكان العرب يجمعون أبناءهم لدى الرجل لينظر في وجوههم ويخبر أباءهم بصفات الولد الباطنة، من ملامحه الظاهرة وماذا سيكون عليه الصبي حينما يكبر، من العلم والفهم، والقوة والشجاعة، والنبل والكرم .. إلى آخر الصفات المحمودة والمذمومة.
كان هذا بعد وفاة عبد المطلب جد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فجاء به عمه أبو طالب إلى الرجل لينظر إليه .. فأمعن الرجل فيه النظر وسكت قليلاً .. ثم قال لعمه: أبقهِ ولا تصرفه. فشعر أبو طالب بالقلق على ابن أخيه، فأمر بصرفه إلى المنزل من المجلس خفية بدون أن يعلم عالم الفراسة.
ثم أخذ الرجل ينظر إلى أبناء الناس، ويخبر كل أب بأخبار ابنه وما سيكون عليه من الخلق في المستقبل، حتى إذا فرغ، نظر حوله وسأل عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قائلاً: أين الغلام الذي كان هنا؟
فلم يرد عليه أبو طالب، وبالتالي لم يرد عليه أحد، فأخذ يصرخ: أين الغلام الذي كان هنا .. والله إن له لشأن عظيم .. أين الغلام الذي كان هنا؟ والله إن له لشأناً.
وأخذ يكررها وهو يطلب النبى – صلى الله عليه وسلم – وأسرع أبو طالب بالانصراف وقد عقد العزم على الحفاظ على شمل الرعاية على ابن أخيه حتى يبلغ أشده.
ولم يقتصر علم الفراسة على عصور الجاهلية، ولكن امتد إلى عصور الإسلام وبرع فيه الكثير من العلماء المتميزين، حيث قضى الإمام الشافعي خمسة أعوام من عمره يدرس علم الفراسة، وكتب ابن القيم فيه كتاباً متميزاً أسماه (الفراسة).
علم الفراسة من العلوم التي ندر التعامل بها هذه الأيام ليس لقلة موارد العلم فحسب، ولكن لقلة المشتغلين به، وقلة المهتمين بمثل هذه العلوم، على الرغم من روعتها وأهميتها.
ويمتد علم الفراسة إلى آفاق بعيدة، فكنت منذ أيام قلائل أقرأ كتاباً عن الفراسة وتشخيص الأمراض، والكتاب الشيق يعطيك الأسس التي عليها تنظر إلى الإنسان فتعرف المرض الذي يعانيه، ويمتد أيضاً إلى نواحي أخرى حين يدخل علم الفراسة في الطعام، وأنواع الطعام، فمثلاً يقول علم الفراسة أن من يأكلون اللحوم بكثرة، غالباً ما يكون سلوكهم عدواني شرس، ومن يأكلون الخضروات بكثرة يكون عادة خجول إنطوائي لا يملك الكثير من الجرأة.
وامتد أيضاً علم الفراسة في الشرق الأقصى، فبرع فيه الصينيون واختصوا بشيء من التركيز في تشخيص الأمراض العارضة والمزمنة من الشكل العام للإنسان.
الحديث عن الفراسة طويل ولن يكفينا مقال واحد في هذا الشأن، وسنتناول الفراسة بشيء من التفصيل في المقالات القادمة. ولكن ما أريد إضافته في هذا المقال هو ربط علم الفراسة القديم، بعلم آخر حديث نسبياً، هو علم (لغة الجسد).
علم (لغة الجسد) يركز على ملامح جسدك الخارجية، أو الحركات الإرادية واللاإرادية التي يقوم بها جسدك لنقل رسالة ما، ودارسي علم (لغة الجسد) يركزون في الأساس على الحركات اللاإرادية للجسد، لمعرفة مكنون النفس، وما يخفيه المرء حينما يتوقف لسانه عن الحديث، ويبدأ جسده في التعبير. وربما يقول اللسان كلمات يخالفها الجسد بصورة سافرة، تفضحه أمام الخبراء.
فحينما تطرق الباب على واحد من الناس أنت تعرفه ويبتسم في وجهك ويهش ويبش وهو فعلياً غير مستعد لمقابلتك في منزله الآن، فلاإرادياً تجده يدعوك إلى الدخول وهو يقف ساداً طريقك في الدخول .. هو بكل بساطة لا يريدك أن تدخل الآن ولكن قواعد الذوق واللياقة تحتم عليه أن يدعوك إلى الدخول حتى ولو كانت الدعوة مجاملة (عزومة مراكبية) وربما أفسح لك الطريق بجسده ولكن فقدت حركات جسده الحماسة لاستقبالك. بل ربما تحرك جسده حماسة وأفسح لك الطريق لاستقبالك، ولكن كلماته المقتضبة وردوده المختصرة أنبأتك أنه لا يرغب في استضافتك الآن .. وغيره الكثير والكثير من الإيماءات والحركات اللاإرادية.
مقصدي هاهنا – باختصار – هو ربط العلمين بصورة ذكية ليصبح لك وجوه الناس مكشوفة كالكتب المفتوحة وتستطيع التعامل معهم بكل بساطة. ولكن الأولوية تكون لعلم الفراسة حيث أنه الأصل، ومن الممكن أن يشتق منه علم لغة الجسد، وليس العكس.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس