الموضوع: اكليل الذبول
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2009, 07:39 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي اكليل الذبول





و ماذا بعد يا وردة ذابلة على سطح تربة محترقة الأحشاء ؟؟!!


و إلى متى تبقى قطرات الندى متجمدة على زندك المخضب بالأسى ؟؟


و إلى أين الرحيل إن كانت جذورك عميقة في أرض قاحلة ..


و ما السبيل إلى الخلاص من قدر لا يهدي من الرفاق إلا القحط .. ؟؟!!


هنا .. في بستان شاحب لا يزال معلقا بصقيع الشتاء .. و برد الأعاصير ..


لا يرى الربيع فيه إلا من خلال أحلام النباتات الطفيلية .. تلك التي يدعونها ضارة !!


في ليل يسود فيه الغسق أرجاء السكون .. و يخرس همسات النجوم ..


حيث تصبح الحياة في ساعات العتمة حملا ثقيلا ..


و جلمود صخر عتيق جاثم على الصدور ..


هنا .. على مسيرة سبعين وهما من الزمن ..


و ملايين السنين الضوئية من كوكب الحقيقة ..


و رحلة عمر نحو كهوف التاريخ و مغارات الدهر ..


هنا .. يغلي الحنين في بوتقة متصلبة الأحاسيس ..


صامدة أمام سيلان الحمم الثورية على أطلال القيم ..


و يحتضر الأمل بين أشواك الغياب محجوبا عن أشعة الروح بوجه البؤس المقيت ..


و يرقد الدمار قرير العين بين رماد الطمأنينة، بقايا الأحلام .. و أشلاء الوفاء ..


هنا .. يا وردتي .. يجلد الحب بسياط من نيران الجحيم ..


و يقيد بسلاسل من مقاليد العذاب ..


و يدفن في بئر غائر بعمق الخديعة .. لا قعر له و لا نهاية ..


لعمر متمادٍ في الخلود .. متطاول في البطء .. متسكع في التأني ..


حتى يتنشق الظلمات .. و يرضع رطوبة العدم ..


و يعيش بكفاف النسيان ..


أو يموت بعوز الذكرى ..


هنا .. تداعبنا الأقدار بنعيق السخرية .. و تمازحنا بزفير الجحود ..


و نقضي نحبنا بالمرارة فندرك أن أصلنا الضياع و واقعنا الفراق و فطرتنا الرحيل ..


و نصحو على بضع رشقات من حجارة الضمير


ثم نركب سفن الحلم علنا ننجو من الغرق في وحل الوهن ..


و نحن أدرى بأن لا جدوى من الفرار ..


هنا يا وردتي ..


لكل بشري جانب مظلم معتم .. قاتم مستتر .. في محل إعدام سراب ..


لكل إنسي نصيب من الفتات .. و بقية من غوامض الآفات ..


و دفقة من سنين المعاناة .. فتُطَوَّق كل جمجمة بإكليل الذبول !!


هنا يا وردتي ..


لا فرق بيني و بينك سوى شيء من السذاجة ..


و حبة خردل من عجــز .. و انكسار ..


و ما يجول في نفوس البشر من أحقاد .. و ضغائن .. و ذكريات تسطرها الفداحة !!


لكن المصير .. لا يختلف كثيرا ..


بين اقتلاع من جذور الأمل .. أو انسحاق بدوس الأقدام المهملة ..


أو احتراق بنيران الهجر .. و قهر الوحشة ..


هنا .. أستأذنك النياحة .. و مشاركتك النحيب و الحسرة ..


علنا نغفو على دماء شمس الغروب ..


و نصحو على بريق الفجر الباسم ..


إن كان سيبتســم يوماً !!


\
\


مما راق لي
ودي






آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس