عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2015, 08:58 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم

بعثة الرسول عامة:
*::**::*::*:::*:*::*::*::*:*:*::*

الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعث إلى الناس كافة، بعث إلى الثقلين الجن والإنس، لا يسع أحداً الخروج عن شريعته -عليه الصلاة والسلام- ولو تعبد بعبادة منـزلة من الله جل وعلا.
فمن النواقض المعروفة عند أهل العلم من زعم أن يسعه الخروج عن ملة محمد -صلى الله عليه وسلم- كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، فهذا لا شك في كفره، وأنه من أهل النار، نسأل الله السلامة والعافية، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((لن يَسمَعَ بي أحدٌ مِن هذه الأمةِ ، ولا يهوديٌّ ، ولا نصرانيٌّ ، ثم لا يؤمِنُ بي ، إلا كان مِن أصحابِ النارِ))اسناده صحيح،

وذالكم لعموم رسالته -عليه الصلاة والسلام- إلى الثقلين، بخلاف غيرهم من الأنبياء، فقد كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- بعث إلى الناس عامة، كما في حديث الخصائص المشهور, وفي الحديث الصحيح: "لو أنَّ موسَى كان حيًّا ما وسِعَهُ إلَّا اتِّباعي"حسنه الألباني
وجاء ما يدل على أن عيسى -عليه السلام- إذا نزل في آخر الزمان إنما يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

يقول الله -جل وعلا-: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ} [(81) سورة آل عمران]


يقول ابن الجوزي: "فجعل الأنبياء كالأتباع له -عليه الصلاة والسلام- وألهمهم الانقياد، فلو أدركوه وجب عليهم إتباعه.

الله -جل وعلا-، خاطب كل نبي باسمه، فقال: {يَا آدَمُ اسْكُنْ} [(35) سورة البقرة]، و{يَا نُوحُ} [(32) سورة هود]، و {يَا إِبْرَاهِيم} [(76) سورة هود]، و {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ} [(144) سورة الأعراف]، و{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ} [(26) سورة ص]، و {يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ} [(110) سورة المائدة]، و {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ} [(7) سورة مريم]، و{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} [(12) سورة مريم]، نادى الأنبياء بأسمائهم، ولم يخاطب النبي -عليه الصلاة والسلام- بالاسم، تعظيماً له،

بل قال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} [(64) سورة الأنفال]، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ} [(41) سورة المائدة]، فلما ذكر اسمه للتعريف قرنه بذكر الرسالة، فقال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [(144) سورة آل عمران]، {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} [(29) سورة الفتح]، فإذا ذكر باسمه المجرد قرن بما يدل على منـزلته من الرسالة والنبوة، وقرن الله -جل وعلا- اسمه باسمه -
عليه الصلاة والسلام-، فقال: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} [(92) سورة المائدة]،

وقال: {وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ} [(71) سورة التوبة]، وقال: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} [(59) سورة النساء]، وقال: {وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ} [(74) سورة التوبة]، {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [(57) سورة الأحزاب]، وقال: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ} [(63) سورة التوبة]، قال: {وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ} [(29) سورة التوبة]،
ولذا جاء في الحديث من حديث أبي سعيد الخدري في تفسير قول الله -جل وعلا-: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [(4) سورة الشرح]،


جاء في التفسير عن مجاهد أنه قال: "لا أذكر إلا ذكرت معي، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وعن قتادة: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [(4) سورة الشرح]، رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة لا ينادي، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، ذكر ذلك ابن جرير في تفسيره بأسانيده، ثم ذكر حديث أبي سعيد مرفوعاً،
قال: (أتاني جبريل إن ربي وربك يقول: كيف رفعت لك ذكرك؟ قال: الله أعلم، قال: إذا ذكرتُ ذكرت معي)

وهذا الحديث لا يسلم من مقال؛ لأن في إسناده عند ابن جرير دراجاً أبا السمح عن أبي الهيثم، يقول ابن حجر في التقريب، دراج أبا السمح الثقفي مولاهم المصري صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف، وقال ابن كثير: ورواه أبو يعلى من طريق ابن لهيعة عن دراج, وعلى كل حال الآية تشهد له، لا أذكر إلا تذكر معي، إذا ذكرتُ ذكرتَ معي، هذا من رفع الله -جل وعلا- لذكره -عليه الصلاة والسلام- لكن هل يعني هذا، أننا نكتفي، أو نذكر اسم النبي -عليه الصلاة والسلام- مقروناً باسمه -جل وعلا- في محاريب مساجدنا،
أو ضمن زخارف بيوتنا، هل هذا العمل مشروع ويدخل في قوله: "لا أذكر إلا وتذكر معي" هل هذا مبرر لأن يذكر لفظ الجلالة "الله" ويجعل بإزائه لفظ النبي -عليه الصلاة والسلام-، استناداً إلى هذا الحديث؟

بعضهم يبرر هذا الصنيع بهذا الحديث، وأن هذا من رفع ذكره -عليه الصلاة والسلام- يرفع فوق المحاريب ويذكر أيضاً ضمن زخارف ما يزخرف من بيوت وغيرها، هل هذا مبرر لمثل هذا الصنيع، أو نقول أن هذا جمع بين الله -جل وعلا- وبين نبيه فيما لا يسوغ فيه الجمع، ويكون مستند الجمع، ومن يعصهما فقد غوى،



وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((بئس خطيب القوم أنت)) فهل يستدل بالحديث عن شرعية مثل هذا العمل؟ أو نقول: إنه ممنوع، لأن هذا موجود بكثرة مع الأسف في مساجد المسلمين، وفي بيوتهم وفي منتدياتهم العامة والخاصة، فضلاً عن كونه يذكر من المخلوقين، غير النبي -عليه الصلاة والسلام- مع الله -جل وعلا- أنا أقول مثل هذا، ومثل هذه الكتابات، ومثل هذه التعاليق على الستور وعلى الجدران، سواء كانت بهذه الصفة بالأسماء، بأسماء الله -جل وعلا- أو بأسماء نبيه -عليه الصلاة والسلام-

وأعظم من ذلك القرآن الكريم، كون مثل هذا الأمور، تذكر وتزخرف بها البيوت والمساجد، لا شك أن هذا ليس عليه سلف هذه الأمة، وهو من الامتهان لآيات الله -جل وعلا- وقد صدرت الفتوى بمنع مثل هذا، قد يقول قائل أنا أجعل في المجلس عندي آية الكرسي، ودعاء القيام من المجلس -الكفارة كفارة المجلس- ليتذكر بها الغافل،
قد يكون بعض الناس ما حفظ آية الكرسي، فإذا علقناها وكثر تردادها لهم حفظوها، وأيضاً كفارة المجلس، قد يغفل عنها بعض الناس فنعلقها، فهل يكفي هذا، لتسويغ مثل هذا العمل؟ نقول: كل عمل -لا سيما ما يتقرب به إلى الله -جل وعلا- يحتاج إلى دليل، يحتاج إلى دليل، يستند إليه في تشريع هذا الأمر.


حكى البغوي عن ابن عباس ومجاهد أن المراد بذلك الأذان، يعني ذكره -عليه الصلاة والسلام- فيه، وأورد من شعر حسان بن ثابت:
أغر عليه للنبوة خاتم *** من الله مشهود يلوح ويشهدُ
وضم الإله اسم النبي لإلي اسمه *** إذا قال في الخمس الؤذن أشهدُ
وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمدُ

في تفسير الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- وقال آخرون: بعد أن ذكر ما تقدم، مما ذكر ابن جرير والبغوي وقال آخرون: رفع الله ذكره في الأولين والآخرين، ونوه به حين أخذ الميثاق على جميع النبيين أن يؤمنوا به، وأن يأمروا أممهم بالإيمان به ثم شهر ذكره في أمته فلا يذكر الله -جل وعلا- إلا ذكر معه.






آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس