عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2011, 07:06 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي ليلة اغتيال السادات

ليلة اغتيال السادات


بقلم الأستاذ منتصر الزيات
تاريخ النشر : 06/10/2006

منذ أعلن السادات قراره بالتحفظ علي 1536 مواطنا مصريا جلهم تقريبا من الجماعات الاسلامية ، كنت قد بدأت رحلة هروب طويلة صاحبني فيها الأخ رفاعي طه أحد القيادات التاريخية للجماعة الاسلامية والذي تولي قيادتها في فترة مهمة من فترات تاريخها ، وبينما نحن في مخبأنا صباح يوم 5 اكتوبر 81 حضر إلينا أحد الشباب الذين يترددون علينا وأبلغنا حضور " شخص غريب " من القاهرة يطلب اللقاء للأهمية ، فأذنا له بإحضاره ، حيث أبلغنا بمخطط لاغتيال السادات سيجري تنفيذه أثناء العرض العسكري وأن هذا المخطط سيعقبه تحرك تنظيمي يرمي إلي السيطرة علي مقاليد الحكم ، ولم يكد الرجل ينهي رسالته حتي انطلق قافلا مرة أخري من حيث أتي ليتركنا في حيرة من أمرنا إذ غلب علينا الدهشة وعدم الثقة في تلك المعلومات ، ولم يكن أمامنا إلا أن نبقي بجوار المذياع لنرقب الحدث نظرا لعدم تمكننا من المتابعة عبر التلفاز نظرا للظروف الأمنية آنذاك ، ولما انقضي وقت علي العرض العسكري دون أن نلحظ شيئا غير عادي دخلنا في حوار حول مجريات الامور حتي استمعنا إلي أصوات جلبة وانفجار انبعث من المذياع وهرج ومرج انقطع علي اثره البث الحي فهتفنا لقد فعلوها إذا ..
ومضينا في طريق رحلة الهروب الكبير نتابع المشاور من مدينة أسوان الضيقة إلي القاهرة الكبري حيث يصعب اقتفاء أثرنا مع ما في الرحلة من مرارة وتعب وعناء وارهاق وصدمات وتخلي أصدقاء عن أصدقائهم ولحظات رعب وخوف تعقبها ساعات أمل ورجاء ، ووسط الرحلة نتلقف الاخبار ، فلم تنفذ أي من المجموعات علي مستوي الجمهورية المهام المسندة إليها اللهم إلا مجموعة أسيوط التي تجمعت أول أيام عيد الأضحي المبارك صبيحة يوم الثامن من اكتوبر وتم تقسيمها إلي ثلاث مجموعات تدهم قسم اول وثاني أسيوط ومديرية الأمن بها في معركة حامية الوطيس أصيب علي إثرها عاصم عبد الماجد وعصام درباله وعلي الشريف اصابات خطيرة استدعت نقلهم في طائرة خاصة إلي مستشفي المعادي بالقاهرة ، وقتل عدد كبير من الضباط والجنود بمبني مديرية الأمن بأسيوط قبل أن تتمكن قوات الأمنمن السيطرة علي الموقع بإشراف وحضور وزير الداخية الأسبق اللواء النبوي اسماعيل ، فالمجموعة المكلفة باقتحام مبني القيادة العامة فشلت في مهمتها لعدم فعالية العقار الطبي المنوم الذي تم دسه لجنود الحراسة آنذاك وكانت مجموعة الشرقية علي ما أذكر هي المكلفة بها ، والمجموعة المكلفة باقتحام مبني الاذاعة والتلفزيون أيضا فشلت في تنفيذ مهمتها نظرا للاستحكامات الأمنية التي جري اتخاذها فور الحادث ، بينما كانت خطة السيطرة علي الاذاعة لم تراع ما يمكن أن يحدث من تطور في عدد القوات والاستحكامات الأمنية ، فكان تقدير الاقتحام قد جري علي عدد لا يتجاوز 15 جنديا يقومون بحراسة البوابة ونصفهم تقريبا في أحد أدوار مبني الاذاعة ، وكانت خطة السيطرة علي الاذاعة تعتمد علي وجود أحد أفراد التنظيم الذي يعمل مذيعا بإذاعة القرآن الكريم ويدعي محمد زهران بلتاجي رحمه الله حيث توفي منذ سنوات والذي سوف يسهل مهمة اصطحاب القوة إلي ستوديو الهواء ، كما أخفقت القوة المكلفة بمهاجمة منزل وزير الداخلية في تنفيذ مهمتها ، وبالتالي فشلت الخطة كما توقع لها ذلك الأخ عبود الزمر الذي تردد اعتراضه علي الخطة في ذلك التوقيت لعدم الاستعداد أو جاهزية المجموعات المختلفة لتنفيذ مهامها.
كانت الفكرة قد اختمرت في ذهن الملازم أول خالد الاسلامبولي منذ أعلن في 22 سبتمبر عن اختياره للمشاركة في العرض العسكري بعد فترة استبعاد طويلة نتيجة تحذيرات استخباراتية لعلاقاته المريبة ببعض المتطرفين كما ذكرت تلك التقارير ، وسارع فور اختياره بالذهاب إلي معلمه وشيخه وصاحب التأثير القوي عليه المهندس محمد عبد السلام فرج بمنزله ببولاق الدكرور حيث أبلغه " بقراره " أنه عازم علي اعتيال السادات " الذي نحي الشريعة الاسلامية وفصل الدين عن السياسة وأنهي حالة الجهاد بقوله حرب اكتوبر آخر الحروب والذي أهان العلماء وسب الشيخ أحمد المحلاوي وقال عنه أنه مرمي في سجنه زي الكلب ، ووصم الحاج حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس أثناء حرب اكتوبر 73 بالجنون والذي اعتقل شقيقه محمد وآخرين من أعضاء الجماعات الاسلامية " وطلب الاسلامبولي من فرج أن يمده بمعاونين وسلاح وذخيرة ، ولم يحتج فرج لمحاولة إثناء الاسلامبولي عما انتواه لعدة أسباب أهمها أنه شخصيا يريد المغامرة لافتضاح أمر تنظيمه وأنه هو شخصيا مطلوب القبض عليه في قرار التحفظ إياه ولأن خالد قد قرر وحسم خياراته ، لذلك أوفد فرج طبيب الاسنان محمد طارق ابراهيم وزميله المهندس صالح جاهين إلي المقدم مهندس ممدوح أبو جبل بمنزله في منطقة وراق العرب بإمبابة وطلب منه تجهيز ثلاث إبر ضرب النار وبعض الذخيرة عيار 7،62 ، وارسل في استدعاء الضابط متقاعد عبد الحميد عبد السلام والضابط احتياط عطا طايل حميده رحيل والمساعد حسين عباس بطل الرماية في القوات المسلحة وقتها وعرض عليهم الاشتراك في العملية فوافقوا علي الفور ، وأرسل صالح جاهين أو طارق ابراهيم إلي علي فراج وأسامة قاسم في الشرقية طالبا منهم توفير عدد من القنابل اليدوية علي وجه السرعة لاستخدامها في عملية اغتيال السادات ، وهكذا يمكن النظر إلي عبد السلام فرج بأنه المدبر والمخطط الرئيسي لعملية اغتيال السادات وإلي دور خالد الاسلامبولي كصاحب قرار التنفيذ.وفي اللقاء الذي جري يوم 28 سبتمبر 81 بمنزل عبد الحميد عبد السلام بمصر الجديدة تم الاتفاق علي كل تفاصيل الخطة التي تخص واقعة الاغتيال ، وكانت محاولات اقناع عبود الزمر بالموافقة علي خطة ما بعد الاغتيال قائمة حتي حصلوا علي موافقته قبيل ساعات من تنفيذ عملية المنصة حيث تأكد هو من أنه لا مناص من تنفيذ عملية الاغتيال مما لا يمكن معه تأخير خطة الانقلاب لعدم جدواها.
وأثناء عملية هروبنا الطويلة ومعي رفاعي طه تم القبض عليه عام 2002 في سوريا وتسلمته مصر ومجدي سالم يقضي عقوبة الاشغال الشاقة 15 سنة في قضية طلائع الفتح وعادل عبد المجيد الموقوف حاليا في لندن علي ذمة طلب تسليمه للولايات المتحدة تمكنا من مراسلة خالد الاسلامبولي ثم عبود الزمر بعد تنفيذ أحكام الاعدام عبر الزيارات العائلية وتمكنا من القيام بمهام تنظيمية لاعادة تشكيل التنظيم حتي تم القبض علينا قبيل بدء محاكمتنا في قضية الانتماء لتنظيم الجهاد . وإذا كنا نقيم الحدث بعد مرور خمسة وعشرين عاما فيجوز أن تختلف التقديرات حوله سياسيا وفقهيا ، لكن ينبغي أن يكون ذلك في ضوء المعلومات والمعطيات المتوفرة بعيدا عن نظريات المؤامرة التي ما زالت تري غموضا يلف الحادث لدرجة يتشكك معها البعض في تنفيذ حكم الاعدام في الاسلامبولي ورفاقه ، بل وصل الأمر إلي التشكيك في قيام الاسلامبولي ورفاقة بتنفيذ عملية اغتيال السادات ، الذي يعلم الله وحده مدي النتائج التي كان يمكن أن تترتب علي نجاح المخطط الذي يرمي للإطاحة بنظام الحكم وقتها ولله في خلقه شؤون.


اعيد نشرها لنتذكر

دور عبود الزمر وطارق
وخالد الاسلامبولى
المخطط الرئيسى

واعتقد هناك خفايا يعلمها الله









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس