عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2011, 11:35 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي طاقة حب لكل معاق


طاقة الحب..
Energy of Love

سيدي المتعامل مع المعاق: -ولقد اتفقنا من قبل انه لا يوجد أي إنسان غير معاق- لا تتعجب من العنوان، أنا لا أسخر أو أتفلسف وإنما بالحق أكتب إليك أهم همسة في سبيل التغيير والتطوير والارتقاء بأي إنسان، نعم أي إنسان وليس المعاق فقط، وبالتالي فعنوان المقال هنا عام وليس خاص بالمعاقين، فكلنا معاقين ولكن بنسب مختلفة وفي أماكن متباينة من أجسادنا ونفوسنا والأهم من ذلك أرواحنا...!
داخلنا طاقة يمكن أن تتحدى الكون، وتقهر كل حروب الدنيا والأحزان.. إنها الحب، حب الذات ليس جريمة، ولكن عليك أن تتحرر منه قليلاً لتوجهه لآخر يحتاج أن ينمو ويرتقي بجوانب من جسده وسلوكه وشخصيته.. إنه المعاق.











البداية...
في البداية سوف أقص عليك تجربة أسمح لي أن أصفها بأنها "صبورة للغاية"، صحيح لم تصل لصبر أيوب ولكنها صعبة جداً فعلاً"، قام بها واحد من أصحاب التيار الإنساني في علم النفس والعلاج النفسي (1)انه كارل روجرز (2)Carl Rogers في علاج حالة فصام كتاتوني Catatonic schizophrenia(3). لقد أصر روجرز على علاج أو بمعنى آخر تغيير حالة إنسان إن استسلم لها أي معالج نفسي وفشل في علاجها ليس عليه لوم نهائياً فالفصام الكتاتوني من الحالات التي يصعب جداً إجراء تفاعل معها، فما بالنا بعلاجها نفسياً..!
المهم روجرز أصر على النجاح، وبإنسانية فريدة رتب من حياته ساعة في يوم من كل أسبوع يذهب فيها إلى مستشفى الأمراض العقلية ويجلس فيها مع مريض بالفصام الكتاتوني يلمسه بهدوء ويبدأ في التحدث إليه ويخاطبه، وطبعاً الحالة لا تستجيب نهائياً ( تخيل انك تتحدث إلى شجرة، هكذا كان روجرز مع هذا المريض)....!
وظل روجرز على هذا الحال لمدة سنتين كاملتين يذهب كل أسبوع بإصرار فريد للحالة غير الشاعرة به نهائياً... إلا أن هذه الحالة بعد فترة نظرت له، وبعد فترة لاحقة ابتسمت.. وهذه التغيرات تكاد تكون مستحيلة لحالات الفصام الكتاتوني إلا أن
طاقة الحب قد اشتعلت فلقد شعر مريض من المفترض أنه لا يشعر متبلد الإحساس بأن هناك من يشعر به ويحبه فتحرك الحجر وذاب جليد من الصعب ذوبانه.
هكذا بالحب يتغير كل شيء ويصير المستحيل ممكن، وعلى ذلك يمكن أن نسمي الحب فن الممكن، نعم بالحب كل شيء ممكن، ولا نكون مغالين إن قلنا أن كل مشكلات الحياة التي تحدث لنا أو منا سببها الأول هو عدم الحب أو نقصانه.
وأي حب أعظم من هذا أن يضع احد ذاته لأجل أحباؤه، وأود أن أضيف أيضاً أن من عظمة الحب أن يضع الإنسان ذاته لأجل أعدائه، نعم أحبوا أعدائكم، فبدون حب لا شيء ممكن.


وهنا يوجد سؤال غاية في الأهمية، وهو كيف يمكن تفعيل
طاقة الحب عندي وتوجيهها من أجل الارتقاء بالمعاق بوجه خاص أو بأي إنسان بوجه عام؟
سوف أقص قبل إجابة هذا السؤال المهم موقف طريف تعرضت له وأنا في بداية خدمتي مع المعاقين عقلياً:
ذهبت ذات يوم إلى خدمة المعاقين في كنيستي وجلست بجانب أحد المعاقين، لم اهتم بهذا الولد المعاق، فقط جلست لأستمع مع المعاقين لأحد الموضوعات الدينية والتي كان يعرضها أحد الخدام بأسلوب مبسط لهم، وإذ بي أجد هذا الولد يضغط بقدمه على حذائي ونحن جالسين، ابتسمت ثم أبعدت قدمي عنه فعاد للضغط من جديد، بدأت في توبيخه –لم أكن اعرف كيف يمكن أن أتعامل معه؟ فلم أكن قد اكتسبت خبرات عملية بعد...!– لم يهدأ أيضاً، فانسحبت بهدوء من الفصل وعدت إلى منزلي متحيراً، بدأت في قراءة بعض المراجع
الخاصة بالعلاج النفسي، وقلت لابد أن يتم عمل تفريغ انفعالي لما لهذا الولد من عدوان –على اعتبار أن ما قام به هذا الولد المعاق عقلياً سلوكاً عدوانياً- ، وفي الأسبوع التالي ذهبت الخدمة ويملأني بعض الثقة أو قل الغرور بأنني معالج نفسي رغم إني كنت لا أزال طالباً...!– ولا زلت أطلب العلم كما كنت طالباً بل وبدرجات مضاعفة- قمت بمصافحة هذا الولد وضغطت على يديه بشدة ثم طلبت منه أن يبادلني نفس القسوة ونفس الشدة على اعتبار أنني بهذا أتعامل مع هذا الإنسان على أن يتم عمل تفريغ انفعالي له.. وطبعاً ما كنت أقوم به لا يمت للعلاج النفسي بصلة وأنا معترف بذلك.
ومرت فترة عرفت فيها أن العدوان لا يُزال بالعدوان بل بالحب؛ فهذا الولد المعاق ليس عدوانياً بل هو إنساناً يطلب مني اهتماماً أو قل يطلب حباً، جلست بجواره في المرة الأولى ولكن كأنه مجرد جماد أو غير موجود، والآن وبعد زمناً من هذه المقابلة عليَ أن أعترف بأمانة إنني كنت أنا العدواني من البداية وأنني أنا الذي كنت محتاجاً لتعديل سلوكي فهل يصح أن يجلس إنسان بجانب إنسان آخر دونما حتى أن يلقي عليه السلام، لست ادري كيف وقعت في هذا الخطأ الفادح، ولكني ألتمس لنفسي العذر فأنني كنت في بداية خدمتي وفي بداية طلبي للعلم.
المهم أن الولد قد تحسن بالحب وليس بالتفريغ الانفعالي المزعوم...! فلقد بدأت في حبه كإنسان، تقبلته دون قيد أو شرط، أعطيته من وقتي وجهدي، أصررت أن أغيره بحبي فتغير، شعر أن هناك إنسان يريد منه أن يكون أفضل فكان.








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس