الموضوع: لمن مصر اليوم ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2013, 10:34 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
توتى العمدة

الصورة الرمزية توتى العمدة

إحصائية العضو








توتى العمدة غير متواجد حالياً

 

Question لمن مصر اليوم ؟




الوضع فى مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير- التى فجرها الشباب– يسير من سيئ إلى أسوأ، لا نلبث أن نحل بعض مشاكلنا لنلتقط أنفاسنا حتى تهب علينا المشاكل والأزمات والمصائب من كل حدب وصوب.

الوضع الذى نحن فيه الآن هو وضع معقد جدا، خصوصاً بعد أن بدأت أثيوبيا فى بناء سد النهضة وذلك الكابوس الذى يؤرق كل إنسان مصرى، سد النهضة الذى سيقلص نصيب مصر من الكهرباء بنسبة 40% ما بالك أخى المصرى ونحن الآن نستغل كامل طاقتنا من الكهرباء المتولدة عن السد العالى، ومع ذلك الظلام يخيم على منازلنا كل يوم، كل شىء عندنا يتوقف، المصانع التى تعمل بالكهرباء تتوقف وتتعطل ونتخلف اقتصادياً، المستشفيات تتعطل ويموت الرضع والمرضى، المصالح الحكومية تتعطل وتتأخر مصالح الناس والعباد، فما بالك عندما تتقلص هذه الطاقة بنسبة 40% ، حتما سنعيش فى ظلام، ربما يكون هو الظلام الذى وصفنا به التيارات الإسلامية "ظلاما فكرياً".

كما أن هذا السد سيقلص نصيب مصر من المياه بنسبة 20% ، المياه التى هى مصدر الحياة ومصدر الانتعاش لنا جميعا، المياه التى تروى حقولنا وتحول الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء، لو تقلصت هذه النسبة ستموت الحقول ويتم القحط ويسود التخلف فى كل مكان، ولو انهار السد فسيغرق مصر وسيغرق معها أحلام 80 مليون مصرى يأملون فى مستقبل أفضل.

للأسف المشاكل تحوط بنا، والكوارث تحل بنا كل يوم، والمصائب تتوالى علينا، فسيناء ترضخ تحت حكم الإرهاب. وسكان النوبة يريدون موطن واستقرار بعد تهجيرهم من دورهم ومنازلهم، والصعيد يحتاج إلى تنمية شاملة، ونظام تعليمى يجب أن يقلب رأسا على عقب، وأزمات مرورية طاحنة، وانفلات أمنى، ومحاكمات غير عادلة، حالات السرقة تكثر كل يوم، معدلات الجريمة تتزايد، وحالات تحرش متعدة كل يوم، أخلاق تنحل، ومطالب فئوية تتزايد، وحكومة تتراجع، دول تتقدم ونحن نتخلف.

أنهكنا أنفسنا فى حملات تشويه عكرت وجه مصر الجميل، تقاسمنا الوطن بين "متمرد ومتجرد" وأحرقنا مؤسساتنا بأيدينا، كسرنا الأمن، وأهنا الجيش، وحاصرنا العدل، وقذفنا الفن والإعلام، وعرقلنا الرياضة، وشككننا فى وطنيتنا لبعضنا البعض، وتراشقنا باتهامات العمالة والموالاة لدول خارجية وفصائل داخلية.

شغلنا أنفسنا بمؤتمرات القوى الثورية، والمظاهرات الفئوية، وجبهات الإنقاذ، وشتتنا البلاد وقسمناها إلى إخوان وسلف وجهاديين وليبراليين وثوار، ونسينا أن هناك وطن يسرق، ويضيع من بين أيدينا، وطن تمتهن كرامته، ويداس بالأقدام على تاريخه، فانشغل الجميع بجمع الغنائم، ونسوا أن لمصر عليهم حق.

وفى مصر الآن وكما يقول هيكل: زحام من ساسة بغير سياسة تحركهم أوهام قديمة وأحلام مستجدة.

الوضع الآن فى مصر أشبه بحسبة برمة، وأصبحنا داخل مثلث مغلق لا نستطيع الخروج من بين جنباته، فكل ضلع منه مغلق بالضبة والمفتاح، مشاكل داخلية كما ذكرنا من جانب، وأزمات خارجية من جانب آخر، ومستوى اقتصادى فى الحضيض.

يجب الآن أن نتوحد وأن نتكاتف حتى نعبر بسلام إلى بر الأمان، المشاكل تحوط بنا من كل جانب، والكل يتربص بنا ويريد لمصر أن تسقط ولا تقوم مرة أخرى، كل منا يجب أن ينظر للآخر بعين الاعتبار، يجب أن نرتقى إلى مستوى الحوار بعد أن غابت أو غيبت قيمة الحوار فى مصر.

فنحن أمام مهمة شاقة، فى لحظة دقيقة، على ساحة مزدحمة فى مناخ ساخن، ومشاعر جامحة، وأجيال تنتظر مستقبل أفضل، لأنه مابين متمرد ومتجرد، ومؤيد ومعارض، وسلفى وجهادى، وإخوانى وليبرالى، ومسلم ومسيحى، وبين متربص ومقتنص.

هناك وطن يسرق، وحضارة تضيع من بين أيدينا، ونيل يسلب منا، ونحن فى سبات عميق، ذلك النيل الذى على ضفافه شيُدت أعظم حضارة فى العالم، لقد علمنا العالم كيف تكون الحضارة، وكيف يبنى المجد، وها نحن الآن نتخلف ونترنح، والكل علينا يمزح، نتجادل ونحاور، نلعن ونسب، نؤُمن ونكفر.. ووطن يسرق، مظاهرات ومطالبات، مصالح وتصالح، تخاصم وتصالح، مباحثات ومفاوضات، واتصالات ومعاهدات، ووطن ينزف، وجنود تُخطف، وإرهاب يرتع، وفلول تمرح، ونخبة تسرح، ووطن يصرخ، سلطة تحكم، ونخبة تربض، ونيل يسرق، وعدو يتربص، ووطن يسلب، وأمهات تدعو، ورب ينظر، وعالم يرى، واتصالات تجرى، وشباب يأمل، ووطن غائب، ومصائب تتوالى، وكوارث تحُل، ومحاصيل تشكو تطلب ماء، ووطن يدمع.

وما بين وطن ينزف، ووطن يصرخ، ووطن يدفع، ووطن يسلب، ووطن غائب، ووطن يدمع... لك الله يا مصر.






آخر مواضيعي 0 فن الغياب
0 راحو الطيبين
0 دمـــوع حبيســـة .. وقلـــوب ذليلـــة ..
0 سهم الايمان فى رمضان
0 قبعات ومعاطف فرنسية للشتاء2016
رد مع اقتباس