عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2008, 12:15 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

دور المنافقين في غزوة بني المصطلق


فى هذه الغزوة وجدوا متنفسين للتنفس بالشر، فأثاروا الارتباك الشديد في صفوف المسلمين، والدعايةالشنيعة ضد النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏

الاول : قول المنافقين‏:‏ ‏[‏لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منهاالأذل‏]‏

بعد الفراغ من الغزوة و الاقامهً علىالمُرَيْسِيع، ووردت واردة الناس، ومع عمر بن الخطاب أجير ، فازدحم هواخر من الانصار على الماء فاقتتلا، فصرخ الانصارى‏:‏ يامعشر الأنصار، وصرخ اخير عمر‏:‏ يا معشر المهاجرين، فقال رسول الله صلى الله عليهوسلم‏:‏ ‏(‏أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم‏؟‏ دعوها فإنها مُنْتِنَة‏)‏، وبلغ ذلكعبد الله بن أبي بن سلول فغضب ـ وعنده رهط من قومه، فيهم زيد بن أرقم غلام حدث ـوقال‏:‏ أو قد فعلوها، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما نحن وهم إلا كماقال الأول‏:‏ سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأكُلْكَ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنالأعز منها الأذل، ثم أقبل على من حضره فقال لهم‏:‏ هذا ما فعلتم بأنفسكم،أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكملتحولوا إلى غير داركم‏.‏

فأخبر زيد بن أرقم عمه بالخبر، فأخبر عمه رسول الله صلى الله عليهوسلم وعنده عمر، فقال عمر‏:‏ مُرْ عَبَّاد بن بشر فليقتله‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏فكيف ياعمر إذا تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه‏؟‏ لا ولكن أَذِّنْ بالرحيل‏)‏، وذلك فيساعة لم يكن يرتحل فيها، فارتحل الناس، فلقيه أسيد بن حضير فحياه، وقال‏:‏ لقد رحتفي ساعة منكرة‏؟‏ فقال له‏:‏ ‏(‏أو ما بلغك ما قال صاحبكم‏؟‏‏)‏ يريد ابن أبي،فقال‏:‏ وما قال‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منهاالأذل‏)‏، قال‏:‏ فأنت يا رسول الله، تخرجه منها إن شئت، هو والله الذليل وأنتالعزيز، ثم قال‏:‏ يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإن قومهلينظمون له الخَرَز ليتوجوه، فإنه يري أنك استلبته ملكاً‏.‏

ثم مشي بالناس يومهم ذلك حتى أمسي، وليلتهم حتى أصبح، وصَدْر يومهمذلك حتى آذتهم الشمس، ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مَـسَّ الأرض فوقعوانياماً‏.‏ فعل ذلك ليشغل الناس عن الحديث‏.‏

أما ابن أبي فلما علم أن زيد بن أرقم بلغ الخبر جاء إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم، وحلف بالله ما قلت ما قال، ولا تكلمت به، فقال من حضر منالأنصار‏:‏ يا رسول الله عسي أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه، ولم يحفظ ما قالالرجل‏.‏ فصدقه، قال زيد‏:‏ فأصابني هَمٌّ لم يصبني مثله قط، فجلست في بيتي، فأنزل الله‏:‏ ‏إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ إلى قوله‏:‏ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (1- 8) المنافقون فأرسل إلىرسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها علي‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏(‏إن الله قد صدقك‏)‏‏.‏



وكان ابن هذا المنافق ـ وهو عبد الله ـ رجلاً صالحاً من الصحابةالأخيار، فتبرأ من أبيه، ووقف له على باب المدينة، واستل سيفه، فلما جاء ابن أبيقال له‏:‏ والله لا تجوز من هاهنا حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهالعزيز وأنت الذليل، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أذن له فخلي سبيله، وكان قدقال عبد الله ابن عبد الله بن أبي‏:‏ يا رسول الله، إن أردت قتله فمرني بذلك، فأناوالله أحمل إليك رأسه‏.‏



الثانى: حديث الإفك



وفي هذه الغزوة كانت قصة الإفك، وملخصها‏:‏ أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خرج بهارسول الله صلى الله عليه وسلم معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها، فلما رجعوا من الغزوة نزلوا في بعض المنازل، فخرجت عائشة لحاجتها، ففقدت عقداً فرجعت تلتمسه فجاء النفر الذين كانوا يرحلون هَوْدَجَها فظنوها فيه فحملوا الهودج، فرجعت عائشة إلى منازلهم، فإذا ليس به داع ولا مجيب، فقعدت في المنزل، وظنت أنهم سيفقدونها فيرجعون في طلبها،والله غالب على أمره، فغلبتها عيناها، فنامت، فلم تستيقظ إلا بقول صفوان بن المُعَطَّل‏:‏ إنا لله وإناإليه راجعون،وكان صفوان قد عَرَس في أخريات الجيش ؛ لأنه كان كثير النوم، فلما رآها عرفها، وكانيراها قبل نزول الحجاب، فاسترجع وأناخ راحلته فركبتها، وما كلمهاكلمة واحدة، ولم تسمع منه إلا استرجاعه، ثم سار بها يقودها، حتى قدم بها، وقد نزلالجيش في نحر الظهيرة، فلما رأي ذلك الناس تكلم كل منهم بشاكلته، ووجد عدو الله ابن أبي متنفساً، فجعل يستحكي الإفك ويشيعه، ويذيعه،، وكان أصحابه يتقربونبه إليه، فلما قدموا المدينة أفاض أهل الإفك في الحديث، ورسول الله صلى الله عليهوسلم لايتكلم، ثم استشار أصحابه في فراقها، فمنهم من اشار أن يفارقها ، ، وأشار غيره بإمساكها ‏.‏ فقام على المنبر يستعذر من عبد الله ابن أبي، فاشارت الأوس بقتله فأخذت الخزرج، وهي قبيلةابن أبي ـ الحمية القبلية، فجري بينهما كلام تثاور له الحيان، فخفضهم رسول الله صلىالله عليه وسلم حتى سكتوا وسكت.

أما عائشة فلما رجعت مرضت ، وهي لاتعلم شيئاً، الا أنها كانت تستغرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم معاملته لها ، فلمانَقِهَتْ خرجت مع أم مِسْطَح إلى البَرَاز ليلاً، فعثرت أم مسطح ، فدعتعلى ابنها، فاستنكرت ذلك عائشة منها، فأخبرتها الخبر، فرجعت عائشة واستأذنت رسولالله صلى الله عليه وسلم ؛ لتأتي أبويها ، ثم أتتهما بعد الإذن حتىعرفت جلية الأمر، فجعلت تبكي، حتى ظنت أن البكاء فالق كبدها، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فتشهد وقال‏:‏ ‏(‏أما بعد يا عائشة،فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنبفاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه، ثم تاب إلى الله تاب اللهعليه‏)‏‏.‏

وحينئذ قَلَص دمعها فقالت‏:‏ والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم،وصدقتم به، فلئن قلت لكم‏:‏ إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تصدقونني بذلك،ولئن اعترفت لكم بأمر ـ والله يعلم أني منه بريئة ـ لتُصَدِّقنِّي، والله ما أجد ليولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف، قال‏:‏ ‏فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) يوسف.

ثم تحولت واضطجعت، ونزل الوحي ساعته، فَسُرِّي عن رسول الله صلىالله عليه وسلم وهو يضحك‏.‏ فكانت أول كلمة تكلم بها‏:‏ ‏(‏يا عائشة، أما الله فقدبرأك‏)‏، فقالت لها أمها‏:‏ قومي إليه‏.‏‏.‏ فقالت عائشة ـ إدلالاً ببراءة ساحتها،وثقة بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلاالله‏.‏

و اقيم الحد على اهل الافك ولم يُحَدّ الخبيث عبد الله بن أبي إما لأن الحدود تخفيف لأهلها، وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة، وإماللمصلحة التي ترك لأجلها قتله والذي أنزله الله بشأن الإفك هو قوله تعالي‏:‏ ‏إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ..(11)العشر الايات من سورة النور



البعوث والسرايا بعد غزوة المُرَيْسِيع



سرية عبد الرحمن بن عوف إلى ديار بني كلب ، في شعبان سنة 6 هـ‏.‏

أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه وعممه بيده، وأوصاه بأحسن الأمور فيالحرب، وقال له‏:‏ ‏(‏إن أطاعوك فتزوج ابنة ملكهم‏)‏، فمكث عبد الرحمن بن عوف ثلاثةأيام يدعوهم إلى الإسلام، فأسلم القوم.

سرية على بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفَدَك، في شعبان سنة 6 هـ‏.‏

بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بها جمعاً يريدون أن يمدوا اليهود‏.‏ فبعثإليهم علياً في مائتي رجل، وكان يسير الليل ويكمن النهار، فأصاب عيناً لهم، فأقرأنهم بعثوه إلى خيبر ودل العينعلى موضع تجمع بني سعد، فأغار عليهم علي، فأخذ خمسمائة بعير وألفي شاة، وهربت بنوسعد بالظُّعنُ، وكان رئيسهم وَبَر بن عُلَيْم‏.‏

سرية أبي بكر الصديق أو زيد بن حارثة إلى وادي القري، في رمضان سنة 6هـ‏.‏

كان بطنمن فَزَارة يريد اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث اليهم أبا بكر الصديق ‏:‏ وخرجوا حتى إذا صلوا الصبح فشنوا الغارة، و وردوا الماء، فقتل أبو بكر من قتل، و اسروا طائفة وفيهم امرأة هي أم قِرْفَة، معها ابنتهامن أحسن العرب فبعث بها إلى مكة،وفدي بها أسري من المسلمين هناك‏.‏

سرية كُرْز بن جابر الفهري إلى العُرَنِيِّين، في شوال سنة 6 هـ، وذلك أن رهطاً منعُكَل وعُرَينَة أظهروا الإسلام، وأقاموا بالمدينة فاستوخموها، فبعثهم رسول اللهصلى الله عليه وسلم في ذود في المراعي، وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها، فلماصحوا قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الإبل، وكفروا بعدإسلامهم، فبعث في طلبهم كرزاً الفهري في عشرين من الصحابة، ودعا على العرنيين‏:‏‏(‏اللّهم أعم عليهم الطريق، واجعلها عليهم أضيق من مَسَك‏)‏، فعمي الله عليهمالسبيل فأدركوا، فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسَمُلَتْ أعينهم، جزاء وقصاصاً بما فعلوا،ثم تركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا.

ويذكر أهل السير بعد ذلك سرية عمرو بن أمية الضَّمْرِي مع سلمة بنأبي سلمة، في شوال سنة 6 هـ‏.أنه ذهب إلى مكة لاغتيال أبي سفيان ؛ لأن أبا سفيانكان أرسل أعرابياً لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، بيد أن المبعوثين لم ينجحا فيالاغتيال لاهذا ، ولا ذاك‏.



هذه هي السرايا والغزوات بعد الأحزاب، وبني قريظة، و هى لم تكن الا مصادمات خفيفة، فليست هذه البعوث إلا دورياتاستطلاعية، أو تحركات تأديبية ؛ لإرهاب الأعراب والأعداء الذين لم يستكينوا بعد‏.‏وتظهر مجري الأيام ان الامر قد أخذ في التطور بعد غزوة الأحزاب،وأن أعداء الإسلام كانت معنوياتهم في انهيار متواصل، و يئسوا منكسر الدعوة الإسلامية وخَضْد شوكتها، إلا أن هذا التطور ظهر جلياً بصلح الحديبية،فلم يكن الصلح إلا الاعتراف بقوة الإسلام.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس