(10)
أي بُني:
لا يُحْزِنُكَ أن يفوتك شيءٌ تحسبه نافعاً، ولا يُفْرحك أن يفوتك شيءٌ تحسبه ضاراً، إذ
لستَ تدري أين النفع أو أين الضرُّ في أحدهما، والله سبحانه يقول: {عَسَى أَن تَكْرَهُواْ
شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ والله يعلم وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
واستَبْقِ النافع بالتضرع إلى الله أن يقيمك على شكره، وادَّرِأ الضارَّ بالرضا بقضاءِ الله
فيك، واعلم أن ما أصابك ما كان ليخطئِك، وما أخطأك ما كان ليصيبك، والله يقدِّر
الأشياءَ كلَّها بحكمته وإرادته، والخير كلُّه في التسليم بما أراد الله ، ولا تستعجل ما
أخَّره الله ، ولا تستبطئْ ما أعجله الله ، وارضَ بما قدَّره الله ، وتوكَّل على الحيِّ الذي لا
يموت. وسبِّح بالعشيِّ والإِبكار، واعلم أن ما يكون من ظلام في الليل يعقبه ضوءٌ في
النَّهار.