[سعيد القاضي]

ذكرى لازالت عالقة بذهني

في مطلع الشباب كنت مسافرا للعمل مدرسا بالمعهد العلمي ببيشة
بالسعودية حجزت على طائرة جدة وحملت الطائرة حقائبي .
.وانتظرت لأسمع النداء للتوجه للطائرة

كان السفر في شهر رمضان ..قاومت نفسي التي
حدثتني أن استعمل رخصة الإفطار بسبب السفر ..
خاصة أن سفري طويل حيث سأستقل طائرة أخرى
من جدة لمكان عملي ببيشة..ومع شدة الحر استجبت
للنفس وأفطرت..

وفي الكافتيريا دخلت في نقاش صاخب مع الزملاء
حول بعض القضايا الساخنة في ذلك الزمن..
لم أسمع النداء بالتوجه لسلم الطائرة بسبب الجدل المحتدم
ولما هدأ الجدل ..فوجئت بالمكروفون يعلن إقلاع
الطائرة المتجهة لجدة والتي كنت حاجزا عليها.. وعليها
حقائبي ..ذُهلت.. ماذا سأفعل؟؟؟

دارت في ذهني أسئلة..هل ذلك تنبيه لي من الله لأنني
تجرأت وأفطرت في رمضان ؟؟؟ ويرد هاتف داخلي
لا..لالا..أنت نفذت أمر الشرع الذي أباح الإفطار للمسافر

المهم ..فوجئت بعد قليل برجل أمن يستفسر عن سرّ
وجودي.. ولما أخبرته بقصتي طالبا منه العون للخروج
من المأزق.. لم يستمع لي وطلب مني الخروج فورا من
الترانزيت.. وقال :هذه مشكلتك وعليك أنت حلها
خرجت أجر أذيال الندم

عدت للحجز مرة ثانية وذهبت لمقر الشركة التي لم
يكن لها مكتب بالمطار في ذلك الوقت.. وتم الحجز
لي بعد أسبوعين

وكان درسا لي بألا أنشغل بغير الهدف الذي أسعى إليه