عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2012, 09:58 PM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي

الرحله ( 24 )


إنظر لما تملك حولك وأستمتع به







ما أكثر ما نملك نحن البشر وما أكثر ما ننسى هذا الذي نملكه .


اطفالك ، زوجك أو زوجتك ، بيتك ، علاقاتك ، سيارتك … صحتك ، عافيتك ، مالك ، بلدك ( أو البلد الذي تحمل أوراقه الرسمية أو حق الأقامة فيه ) ، جميع هذا في واقع الحال بعض مما نملك بطريقة أو بأخرى .


هل ترانا نستمتع بهذا الذي نملك ؟


ولو إننا لا نملك شيئا على الإطلاق إلا صحة البدن والعقل والنظر ، هل ترانا نستمتع بهذا الذي نملك ؟


الحقيقة أننا لا نعي ما بأيدينا ولهذا تجدنا غالبا ما نفتقد السكينة والأمان ونشعر بالغضب والأسى لمجرد أن هذا الأمر أو ذاك لا يسير على ما نتمنى .

طيب لماذا لا نعيد النظر بما نملك ولو كان قليلا ؟


لماذا لا تبارك بكلماتك الطيبة هذا الذي بين يديك مهما كان قليلا أو محدودا ؟ من منا يفعل هذا ؟


أعتقد إنك ستفعل إن لم تكن قد فعلت لحد الآن فهذا سينفعك كثيرا في التخفيف من عصبيتك وغضبك .
إنظر إلى ما حولك من جديد بنظرة جديدة ، قل لسريرك أو كرسيك أو سيارتك قبل أن تصعدها أو وأنت تجلس إلى المقود ، قل لها أحبكِ أيتها العزيزة الجميلة التي هي لي وحدي بين كل الناس … !








لا تسخر من نفسك وأنت تقول هذا ، لا تقل ولكنها جماد لا تعقل … لا … بل هي حياة تجري بين يديك …تخلص من هذه الواقعية الشديدة البغيضة غير الصحيحة … إنك تخاطب نفسك حين تخاطب كرسيك أو سريرك أو كتابك أو سيارتك … أنت هنا تخاطب أولا نفسك ذاتها لأن كل ما نملك هو جزء منّا مثل اليد أو اللسان أو القلب ، وما نملك يجب أن يعامل بحب ورضا .

كل ما تملك هو إستطالة أو إضافات للشخصية وكما إنني أنصحك بأن تعامل يدك وقلبك وعقلك وضميرك بالحب والإحترام والرضا وتخاطبه بلغة إيحابية دافئة ، كذلك إفعل ذات الأمر مع أشياءك المادية .

حتى جدران بيتك إنظر لها بحب … أرضية بيتك … أتعرف لماذا … لأن هذا النظر سيعيدك إلى الواقع … إلى اللحظة الحقيقية الوحيدة التي أنت بها الآن … سيحررك من الماضي والمستقبل وهما زمنين غير موجودين الآن …
وكما نعرف كل مشاعر الغضب والكراهية والخوف والإستياء تأتي من هذين الزمنين الذين لا نملكهما باليد ولحسن الحظ ، لأننا لا نحتاج لهما الآن ، بل كل ما نحتاجه هو هذا الذي بين يدينا … زمننا هذا ومكاننا هذا .


الأمر الثاني : حين تشكر وتطري وتمدح وتحب أشياءك فأنت بهذا تشكر الرب أو القوة العظمى التي تدير الكون والتي هي وحدها من يملك كل مفاتيح الحياة ، وأنت حين تكون إيجابيا شكورا ممتنا ، فإنك ترضي الله الخالق المدبر وتمنح نفسك فرصة التماهي والتوحد معه من خلال إثباتك الولاء له بأن تحب أشياءك التي منحتك إياها الله في هذه الحياة الجميلة .







بعكسه … لو إنك إمتعظت مما تملك لأصبح هذا الذي تملكه مضادا لك ومعاكسا ومؤذيا .



من الطريف عزيزي القارئ ان كل ما نملك يناضر هذا الذي نملكه في الجسد ويمكن أن يعبر بالكامل عن نوع مشاعرنا في هذه اللحظة أو تلك .



وتقول المدربة حصه الحشاش ..
إحدى زبوناتي المتعبات نفسيا ، قالت لي يوما وأنا أحاضر عن العلاقة بين الجسد والسيارة أو البيت ، قالت إنها شعرت ذات حقبة من حياتها أنها لا تملك أي وضوح في الرؤية ولا تدري ماذا تفعل … تضيف …
ذات نهار صعدت سيارتي دون أن أعرف ماذا أريد بالضبط وإلى أين .. فجأة نظرت إلى الأمام وأنا أجلس على مقعد القيادة لأكتشف أن الزجاجة الأمامية للسيارة كانت مهشمة …!



هذه الزجاجة تعبير دقيق عن هذا الإضطراب النفسي الذي كان لدى السيدة في هذه الفترة من حياتها .


وآخر ، قال لي أنه غمرته ذات فترة مشاعر حيرة وأضطراب وشعور بأنه متخشبٌ في مسيرته ولا يبدو أمامه أي أفق واعد ، مرة وهو في صميم هذه الحالة من الإنغلاق الحياتي ، إنفجر إطار السيارة وتوقف في النفق الطويل و ورائه العشرات بل المئات من السيارات التي تريد المرور فلا تقدر ، ولم يحسم الموقف إلا بعد ما يفوق النصف ساعة .



تمرين أنصت بعمق إلى شخص آخر






إحدى هبات الحياة التي لا تقدر بثمن هو إنك تكون حاضرا حضورا حقيقيا من أجل شخص آخر، وكم من المرات تجد نفسك في أحدى المحادثات غير منصت لما يقوله الشخص الآخر بسبب فرط انشغالك بصياغة ردك عليه او لمجرد انك مشوش وشارد الذهن ؟

هذا التمرين يدعونا لممارسة الاستماع الواعي في ايه محادثه …

1- قبل المحادثة او اثنائها تنفس بوعي بضعة أنفاس.
2- اعقد النيه بأنك ستكون مستمع جيد، قل ( أرجو ان احسن درجه تواصلي من خلال الإنصات الواعي ).
3- انصت بحرص للطرف الاخر.
4- تخلص من الحكايات التي تطرا على عقلك، ولا تحاول ان تكون لك درة فعل اثناء الحديث، فقط استمع وانصت.
5- اذا شعرت بأنك مشوش تنفس بانتباه وواصل الانصات.
6- كن حليما وصبور وتجنب الحكم.
يمكنك ان تمارس الانصات الواعي في اي محادثه وفي اي وقت ..






غدا الجزء الأخيــر


ومع اخر حلقه في رحلتنا

( عودة إلى المشاعر التي لا نجرؤ على التعبير عنها )


وانتظروني هناك سوف نتعاهد بعدها على الخير : )














آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس