عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2009, 09:16 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ام معاذ

الصورة الرمزية ام معاذ

إحصائية العضو







ام معاذ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سلسلة اعلام الصعيد طه حسين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طه حسين في ميزان الإسلام

المنشأ والمولد:-


ولد طه حسين في قرية الكيلو بإقليم المنيا عام 1889م وكان والده يعمل بفارويقة الدائرة السنية ثم انتقل إلى مغاغة بوظيفة قباني واستقر بعزبة الكيلو 1881م وظل يعمل بشركة كوم أمبو حتى عام 1932م وتوفي عام 1942م.


التحق طه حسين بكتاب القرية كما هو المعهود عند أقرانه من أهل القرية وحفظ القرآن الكريم ولقد أمضى طه حسين في القرية ثلاثة عشر عاماً كانت لهذه الفترة من حياته بالغ الأثر ومن أهم العوامل التي كان لها الأثر في حياته في تلك الفترة:


1- الأسرة الفقيرة ذات العدد الكبير من الأبناء مع قلة الزاد.

2- كف البصر الذي أصيب به في الطفولة وقد كان في العام الخامس على إثر مرض لم يعالج منه علاجاً حاسماً وأثره على حياته في محيط الأسرة.

3- علاقته بأهل القرية, وبالكتاب, وبالقاضي, وبأصدقاء والده, وكان لهذه الخلفيات أثرها البعيد في حياته كلها ومواقفه كلها: حدة الطبع, والتحدي, وتأكيد ألذات, وكان له من طبائع المكفوفين قدرتهم على المناورة, وكسب القلوب, والانسحاب السريع في حالات الخطر, وقد ظلت عوامل الريف والصعيد والبيئة الأولى قائمة في حياة طه حسين بعد أن سافر إلى أوربا وصقلته الأساليب العصرية في الحديث والحياة والحركة, ظلت قائمة في أعماق النفس ومن وراء الوعي, وكانت تظهر في الأزمات, وفي بعض المواقف كاشفة عن هذه الطبيعة العتيدة, الخائفة في نفس الوقت, المندفعة
إذا خلا الجو, المتراجعة إزاء الخطر.


ثم كان انتقاله إلى بيئة الأزهر قاهرة المعز حي الربعمايه هذه المنطقة الحافلة بصورة مصر القديمة من حول الجامع الأزهر العتيق.

مرحلة الأزهر:-

ولقد كانت فترة إقامته في الأزهر فترة دقيقة, كان موزعاً فيها بين الحلقات يختار منها,ويعرض, ولا يستقر في أيها, إلا حلقة الأدب والشعر ولذلك فقد كانت ثقافته في العلوم الإسلامية قاصرة بحيث لم يتمكن من تكوين فكرة كاملة عن الإسلام ولقد عرف طه حسين في الأزهر دروس الأدب ولم يقبل علي دروس الفقه والعقائد وقد اتصل بدروس الفقه والمنطق والتوحيد والنحو ولكنه ألم بذلك إلماماً سريعاً حتى توقف عن درس الأدب وسرعان ما ضاق صدره بالأساتذة لأنه لم يصبر على فهم دقائق المسائل وظل الخلاف يتسع بينه وبين مشايخه حتى أغلق الباب بينه وبينهم واحداً واحداً ولقد ساء ظنه بالأزهر وشيوخه, الذين أعرضوا عنه لسوء بادرته وجفوته لهم, وقد تأثر بالمستشرقين في الغض من شأن المشايخ وإحراجهم بالأسئلة المضللة والرد عليهم في عنف وفي سخرية وذلك كله وارد في مذكراته ( الأيام ).


وقد أفاض الدكتور طه حسين في كتابه الأيام عن هذه المرحلة من حياته وكشف في الجزء الثالث عن الأسباب التي يراها سبباً لإسقاطه في امتحان العالمية.

يقول الأستاذ حسن الشقرا: "ومن هنا يفهم القارئ أن السر في إخراج الدكتور طه حسين من الأزهر عدم كفاية الأزهر لسد مطالعه الأدبية وهذا كذب صراح على التاريخ وجرأة مفضوحة علي الحق, والتاريخ يسجل بالخط العريض أن الدكتور تقدم للامتحان في الشهادة العالمية فلما جاء إمام اللجنة وسئل ونوقش أخفق أخفاقا لم يشهد التاريخ مثله فنكص على عقبه وخرج ومنذ ذلك الوقت أخذ يحارب الأزهر ويغض من قدر أساطين المسلمين ".

وقد أعلن الدكتور طه في عدد نوفمبر الأسباب التي أخرجته من الأزهر فقال:-

بينما كنا نقرأ كتاب الكامل للمبرد وردت هذه العبارة ( ومما كفر الحجاج به الفقهاء قوله: والناس يطوفون بقبر النبي ومنبره إنما يطوفون برمة وأعواد ) فقلت أنا: إنه لم يكفر وإن كان قد أساء الأدب وبلغ قولي شيخ الأزهر وسمعت أنه سيطردني فذهبت إلى الجريدة أريد كتابة مقال عن هذا الموضوع, وهناك تقابلت مع الأستاذ لطفي السيد فرفض المقال ولكنه عرض علي أن يتوسط لإرجاعي, في ذلك الوقت شعرت بأن الأزهر لم يعد يشبع الأغراض الأدبية فتركته والتحقت بالجامعة المصرية.

وهذه هي بداية التحول يقول الدكتور غلاب: أن التاريخ يسجل بالخط العريض: أن الدكتور تقدم لامتحان الشهادة النهائية (العالمية ) ظناً أنه على شئ من العلم فلما جاء إمام لجنة الامتحان وسئل ونوقش أخفق أخفاقاً لم يشهد التاريخ مثله فنكص على عقبيه وخرج لا يلوي على شئ ولا يزال الذين تقدم للامتحان بين يديهم أحياء يرزقون ومن ذلك الوقت أخذ يحارب الأزهر ( مجلة النهضة الفكرية 1932).

مرحلة الجامعة المصرية:-

انتقل طه حسين إلى الجامعة المصرية في أول نشأتها وكانت تضم عدداً من المستشرقين الفرنسيين والإيطاليين: (جويدى - ليتمان - نلبينو - سانتلانا - ملبوني - مايسون ) وبذلك عرف بيئة المستشرقين الذين وجدوا فيه شابا طموحاً ناقماً على الأزهر فعملوا على إشباع نفسه بالآمال في بيئة الغرب وتأريث الكراهية في بيئة الأزهر ثم الإسلام نفسه ومن ذلك أن بعض المستشرقين كان يحرص على اصطحابه إلى حلقات الأزهر, وقد أشار في مذكراته أنه صحب سانتلانا إلى الأزهر فحضر معه درساً في التفسير كان يلقيه الشيخ سليم البشري وكان يفسر أية {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }الأنعام111



فاعترض طه على تفسير الشيخ قائلاً: هذه جبرية مطلقة فأجاب الشيخ البشري:من أين تعلمت هذا الكفر, من أساتذتك الإفرنج ! هنالك وضع سانتلانا يده على كتف طه طالباً منه السكوت.

رحلته إلى أوربا:-

مما لاشك فيه أن رحلته الأوربية لم تكن محطة عابرة مر بها طه حسين مرور الكرام وفقط بل كان لها الأثر البالغ في حياته.

والذي نريد قوله أن الأثر الذي تركته حياة طه حسين في فرنسا كان خلقاً جديداً لأفكاره ومذهبه خصوصاً وأنه قد خرج من مصر كارهاً للأزهر وللفكر الإسلامي الذي يحس فيه بالرتابة والتأخر وأن صح القول لا يعجبه.

وقد أتاحت له الأقدار تلك الفرصة التي كان لها أبعد الأثر في تحقيق غايته, وهي الاتصال بالأسرة الفرنسية التي نزل عندها بما يربط بينه وبين زميلته في الجامعة برباط الصداقة الذي انتهى إلى الزواج, فقد أعانه هذا اللقاء على اقتحام ذلك الجو العلمي وكان له أثره الواضح في الخط الذي قبل به طه حسين وعمل به. فقد كان هناك ذلك القس الذي دافع عن خطبته بعد أن اعترضت عليها عائلة الفتاه واستطاع أن ينتصر له ويحقق له ذلك الأمل الذي كان يعده هو انتصاراً شخصياً له ولفرنسا وللفكر الغربي وكانت الكوليج دي فرانس هي أخطر المؤسسات التي اتصل بها طه حسين في باريس فهي المصنع الذي يصنع فيه رجال الشرق في محاولة إعدادهم لخدمة الثقافة الغربية وقد مر بها كثيرون من العرب واستطاعوا النجاة من تبعيتها.


ولقد أنتجت الرحلة على أوربا أثاراً متعددة من أهمها:-

(أولاً) الاتصال ببيئات الاستشراق وتبني مفاهيمها ومعطياتها وقد بلغ الدكتور طه في هذا الاتجاه مبلغا جعل بعض الناس يظن انه واحد من المستشرقين, وكان يقول أنه يرث عقلاً يونانياً من أجداده القدامى, وكان يشير دائماً بشئ من السخرية ولكن بشئ من الرضا إلى ما كان يقال من انه سفير فرنسا في مصر أو سفير الثقافة اللاتينية ( اليونانية الوثنية, والفرنسية العلمانية ) في البلاد العربية.

(ثانياً) الإعجاب بفرنسا والولاء لها, وهو إعجاب وولاء كان يصل به إلى أن يرجح كفتها على حقوق أمتنا ويقف مع فرنسا مدافعا بينما تضرب بقنابلها دمشق. ويهاجم المجاهدون في المغرب ويصفهم بالبداوة.

(ثالثاً) التأثر الشديد بثقافة الثورة الفرنسية ومطامعها, بينما الثورة الفرنسية هي عمل اليهودية العالمية للسيطرة على المجتمع الأوربي والفكر الغربي, ويبدو ذلك واضحاً في إعجابه بفولتير, وديدور, وروسو وغيرهم.


(رابعاً) اتساع الخصومة مع الفكر الإسلامي والأزهر وذلك من طبيعة الأمور حيث لم يدع ميداناً للإسلام فيه رأى إلا قال فيه رأي الأستشراق وأثار شبهاته ودفع الناس دفعا إلى الدخول في بوتقة التغريب وقد بلغ ذلك أقصى مدى حين دعا إلى الأخذ بالحضارة الأوربية خيرها وشرها, حلوها ومرها, ما يحمد منها وما يعاب.

(خامساً) بعث الأدب الشعوبي والفكر الباطني والوثني والمجوسي القديم وذلك من طبيعة الهدف الذي حمل لواءه ومن شأن الأمانة التي حملها للتغريب والغزو الثقافي.

وقد تحدث طه حسين في مذكراته عن رحلته إلى أوربا فقال أنه أرسل ليدرس التاريخ وكلف الحصول على درجة الليسانس وتطوع هو بهذه الرسالة لأنه سمع دروس الاجتماع التي كان يلقيها الأستاذ دور كايم فشغف بهذا العلم أي شغف. فكان كل فصل من هذه الرسالة يقرأه الأستاذان: يقرأه الأستاذ المستشرق أولاً ثم يقرأه الأستاذ دور كايم وأشار إلى العهد الذي قطعه على نفسه قبل أن يسافر من مصر على الجامعة وهو ألا يقدم رسالة إلى جامعة أجنبية مهما يكن موضوعها إلا بعد أن تقرأها الجامعة المصرية وتأذن في تقديمها وكان الدكتور منصور فهمي هو الذي أضطر الجامعة لأن تأخذ طلابها في أوربا بأن يقطعوا على أنفسهم هذا العهد, والناس لم ينسوا بعد ما أثارت رسالة الدكتور منصور التي حصل بها على الدكتوراه من ضجيج أثار سخط الهيئات الرسمية أولاً ثم سخط الرأي العام بعد ذلك, وأضطر الصديق الكريم إلى أن ينأى عن مصر قريباً من عام وحيل بينه وبين التعليم في الجامعة أعواماً.

ويتحدث الدكتور طه عن يوم الامتحان وقد رافقته زوجته الفرنسية وكيف استقبل استقبالا طيباً من الممتحنين وفهموا ما وراء الأكمه. يقول في ص198 من مذكرات طهحسين: "ويقبل صاحبنا على الامتحان مشفقاً منه أعلى الإشفاق مروعا به أشد الروع, وإذا الأستاذ قد كتب على أوراق صغيره أسئلة كثيرة وضعها أمامه, وجعل الطلاب كلما اقبل واحد منهم يرقبونه ويرقبون ما يسعفه به الحظ ويقبل صاحبنا ترافقه زوجته, فإذا بها أخذت ورقه ودفعتها إلى الأستاذ نظر فيها ثم ابتسم ثم قال في صوت عذب "لقد أسعدك الحظ بمرافقة هذه الآنسة: حدثني إذن عن الإمبراطورية الرومانية أيام بني أمية " وأعفاه من أسئلة التاريخ الروماني واليوناني القاسية.




ترى ماذا كتبت السيدة في الورقة التي دفعتها إلى الأستاذ, علم ذلك عند الله ولكن الذي فهمه الأستاذ هو أن الرجل قد جاء محباً وسيعود موالياً للثقافة الفرنسية خادماً لها ومعه ملاكه الحارس الذي سوف يدفعه دائماً ويحول بينه وبين النكوص عما تعاهده.



في أحضان الاستشراق:-

قد ذكرنا أنفاً أن طه حسين كان قد بدأ التعرف على طلائع المستشرقين في الجامعة المصرية القديمة عندما أنشئت وكيف كانوا يصطحبونه إلى دروس الأزهر ثم ألقى بنفسه في أحضانهم عندما سافر إلى فرنسا للدراسة بها في الفترة ما بين 1924- 1919م. حيث تتلمذ عليهم في جامعتين: مونبيليه – والسوربون. واختاروه لحمل شعارهم في معهد الدراسات الشرقية, وقد أعجب طه بطريقة المستشرقين وتأثر بها وخضع لها بل ودافع عنها بعد ذلك دفاعاً واسعاً, في كل كتاباته وقد وجد طه حسين في معهد الدراسات الشرقية والكوليج دي فرانس الأجواء التي كانت تهدف إلى احتوائه عن طريق الثقافة فتلقى مفاهيم الفكر الإسلامي من خلال منهج المستشرقين وخاصة فيما يتعلق بالقرآن ودراساته الشرعية والتاريخ ولما كان هو في الأساس قد أعرض عن ذلك في الأزهر, حين تراوح بين الحلقات واستقر في حلقة الأدب والشعر, فإنه وجد جديداً في أسلوب العرض, وقَبِلَ بالسموم التي احتوتها هذه المناهج دون أن يتعمق محاذيرها لقصوره عن استيعاب مصادرها الأساسية وقد وضع منهج طه حسين بين المعهدين والجامعة على أساس واضح:

(أولاً) الإعلاء والتقدير لتاريخ الرومان وأدب اليونان وفلسفة الهلينية على نحو أقنعه بأن هذا التراث هو مصدر الفكر البشري كله, وأن الفكر الإسلامي تأثر به وتشكل منه, يقول في هذا ما كان يقول أشد كتاب الغرب تعصباً على العرب والإسلام أمثال "رينا ل".

راجع (مقدمة صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان).

(ثانياً) الثورة الفرنسية ودور: ديدور وفولتير وروسو في إثارتها, وما ألقى إليه من أن يكون شبيهاً بهؤلاء في الفكر الإسلامي والثقافة العربية هدماً للقيم التي كانت سائدة ومحاربة للعقائد ودفعاً للثقافة إلى أسلوب "الفكر الحر".

والمعروف أن الثورة الفرنسية هي من صنيع اليهودية العالمية للخروج من خضوع اليهود للكنيسة وقوانينها التي تحصرهم في "الجيتو" وتحول بينهم وبين الاشتراك في الحياة الاجتماعية والسياسية.

(ثالثاً) الاهتمام بدراسة تين وريتان وفولتير: باعتبار أن ريتان وفولتير من أعمدة الفكر الحر, المعارض للمسيحية في الغرب المهاجم لها وأن تين هو الداعي إلى المذهب المادي في النظرة إلى الإنسان ونتاجه الأدبي. (وقد كشف طه حسين عن صلته بهؤلاء وإعجابه بهم في فترة متأخرة بعد أن اتصل بالوفد 1935م وأصبح أمناً من معارضة المعارضين).

(رابعاً) ترجمة وإذاعة شعر بودليرالعنيف في إباحيته, المسف في أسلوبه, وترجمة إذاعة القصة الفرنسية المكشوفة.

(وقد حفلت كتاباته في جريدة السياسة 1922/1923م ومن بعدها في مجلة الجديد وغيره بهذه الترجمات التي كانت مثار تعليق أمثال المازني).

(خامساً) الشعر الغربي الإباحي القديم, وتصيده وتصيد شعراء الإباحة والمجون ودراستهم والاهتمام بهم: أمثال بشار وأبي نواس والضحاك وغيرهم.

ودعوته إلى تحرير الشعر من قيد الأخلاق, باسم الفن للفن (اقرأ كتاب حديث الأربعاء).

(سادساً) إحياء الكتب القديمة التي كتبها الباطنية والإباحيون والملاحدة: وقد كان عوناً في إصدار رسائل إخوان الصفا, وهي نحلة هدامة, وكذلك أولى كتاب الأغاني اهتماما بالغاً ودفع إليه تلاميذه لاتخاذه مرجعاً مع انه في تقدير جميع الباحثين لا يصلح لذلك, كذلك أعان على طبع كتب تعلي من شأن الفكر اليوناني ومحاولة القول بأنه كان بعيد الأثر في الأدب العربي أمثال كتاب (نقد النثر لقدامة الذي ظهر من بعد أنه لكاتب أخر).

ويكاد طه حسين في كل أعماله الكبرى أن يكون خاضعاً للأستشراق متأثراً به تابعاً له معلياً من قدره متحدثاً عن فضله على الأدب العربي والفكر الإسلامي.


هام

أما في فرنسا فأن طه حسين تابع "دور كايم", ورأيه في ابن خلدون استهانة وانتقاصا, وتابع "كازانوفا" عن مفهومه للقرآن وتفسيره له, ولا ريب أن رأي هؤلاء المستشرقين في القرآن معروف فهم يرون أنه من عند محمد لا من عند الله الواحد القهار.

وأنه يختلف في أسلوبه بين المكي والمدني ولليهود دخل في هذا المفهوم فقد دسوا فيه التأثر مع اليهودية في المدينة.

صور طه حسين علاقته بالمستشرق كازانوفا الذي علمه تفسير القرآن في الكوليج دي فرانس على هذا النحو: يقول "عرفته أستاذاً في الكوليج دي فرانس ولم أكد أسمع له حتى أعجبت به إعجاباً لم أعرف له حد, كان يفسر القرآن وكنت حديث العهد بباريس, كنت شديد الإعجاب بطائفة من المستشرقين ولكني لم اقدر أن هؤلاء المستشرقين يستطيعون أن يعرضوا في اصابة لألفاظ القرآن ومعانيه, والكشف عن أسراره وأغراضه, فلم أكد أجلس إلى كازانوفا, حتى تغير رأيي أو قل ذهب رأيي كله وما هي إلا دروس سمعتها منه حتى استيقنت أن الرجل كان أقدر على فهم القرآن وأمهر في تفسيره من هؤلاء الذين يحتكرون علم القرآن ويرون أنهم خزنته وسدنته وأصحاب الحق في تأويله.


أما الولاء للسياسة الغربية:-


ففي ضوء هذا المفهوم للفكر الغربي, وللإعجاب بأوروبا عامة وفرنسا خاصة كانت له مواقف, دافع فيها عن أوربا والغرب ضد قومه العرب والمسلمين وخاصة في المغرب وسوريا. فقد رمى أفريقيا الشمالية بالهمجية والتوحش وقال أن الفرنسيين قد عانوا مشقة شديدة في سبيل إخضاعهم وزعم أن ابن خلدون مخطئ في إسناده هذا العصيان من عرب المغرب إلى العزة والإباء يقول طه (بل أن الفرنسيين أنفسهم قد عانوا ولا يزالون يعانون مشقات فادحة في مراكش في سبيل بسط حضارتهم عليها ولن يستطع الرومان ولا الإسلام أن يلطفا من أخلاق هذه القبائل أو يروضوها على الحياة المنظمة للشعوب المتمدنة ولكن الحضارة الحديثة مع ما لديها من وسائل أقوى وأنفذ قد تصل إلى هذه الغاية يوما ما.




يتبع ارجو قرأته بتمعن








آخر مواضيعي 0 الرئيس محمد حسني مبارك يعلن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية
0 رساله عاجله الى المعتصمين فى ميدان التحرير والى كل المتناحرين على الحكم
0 تحكيم شرع الله ضرورة شرعية وعقلية
0 صور من تعامل السلف مع الحكام
0 الجمع بين الخوف والرجاء - لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين
رد مع اقتباس