عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2009, 09:29 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ام معاذ

الصورة الرمزية ام معاذ

إحصائية العضو







ام معاذ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سلسلة اعلام الصعيد طه حسين

مناصب طه حسين:-


لم يلبث طه حسين أن ارتقى في المناصب العليا والتي كانت بمثابة الدروب التي سار عليها ليحاول أن يبث سمومه التي تشبع بها في رحلة الاستشراق فقد كان عميداً لكلية الآداب ووزيرا للأوقاف ومراقبا عاما للثقافة وغيرها من المناصب التي مكنته من توجيه تلك السهام المسمومة إلى الفكر الإسلام.


عمل طه حسين في الجامعة عام 1919م بعد عودته من أوربا وانتقل معها عندما أصبحت جامعه حكومية 1925م أستاذا وظل يرقى حتى أصبح عميداً لكلية الآداب, ثم أخرج منها 1932م وأعيد أواخر 1934م واستمر بها إلى 1938م عندما انتدب مستشارا لوزارة المعارف ثم عمل من بعد مدير لجامعة الإسكندرية ثم عمل بعد ذلك في وزارة المعارف مديراً للثقافة حتى أحيل إلى المعاش 1949م, أي أنه ظل متصلاً بالجامعة والتعليم أكثر من ثلاثين عاماً متصلة كانت له خلالها أثاره البعيدة في المناهج ونظام الدراسة وأخلاقياتها وتقاليدها.

وكان طه حسين حريصا على أن يفتح الطريق لخططه في الدراسة بالإشارة إلى استقلال الجامعة وإلى أنها أدخلت مفاهيم البحث الحر عن حقائق العلم والأدب لأول مره في تاريخ مصر الحديث, وسرعان ما تكشفت أولى ثمار هذا المنهج الذي استقدمه الدكتور من الغرب وفرضه على التعليم الجامعي عندما طبع مجموعة محاضراته عن الشعر الجاهلي وتبين منها كيف أباح طه حسين لنفسه التعريض بكثير من القيم الأساسية للإسلام بالنقد والسخرية والتحريف وخاصة ما يتصل بالقرآن ومن ذلك إنكاره وروود الشخصيتين الكريمتين: إبراهيم وإسماعيل وتكذيب حادث بنائهما الكعبة الثابت في القرآن الكريم.

فلما أخرج من الجامعة من أجل ذلك وقام طلبة الجامعة فيما أطلق عليه حفل تكريم له فقال لهم: أرجو أن يكون بيننا عهد كما أرجو أن يبلغ الحاضرون إخوانهم " ألا نؤمن إلا بالعلم" وقد صور طه حسين العلم في مناقشات بينه وبين الدكتور هيكل على صفحات جريدة السياسة: فقال في إقرار عقيدته للدين ومفهومه له ما يلي "أن الدين حين يقول وجوب الله ونبوة الأنبياء يثبت أمرين لا يعترف بهما العلم" وقال:أن الدين نبع من الأرض كما نبعت الجماعة نفسها " وقال: أن الكتب السماوية لم تقف عند إثبات وجود الله ونبوة الأنبياء وإنما تعرضت لمسائل أخرى تعرض لها العلم بحكم وجوده ولا يستطيع أن ينصرف عنها, وهنا ظهر تناقض كبير بين نصوص الكتب الدينية وما وصل إليه العلم" وطهحسين في هذا يردد ما يقوله الأوروبيون عن أديانهم فهو لم يعرف الإسلام معرفه صحيحة وألا لعرف أنه لا يوجد في القرآن أي تناقض بينه وبين العلم وحتى ينقل طه حسين ذلك عن ملاحدة الأساتذة الصهيونيين الذين تلقى عليهم (دور كايم, ليفي بريل) وهما يهوديان وكازانوفا وما سنيون وهما من أتباع الفكر التلمودي, ويغضى بهوى وعن قصد عما يقول علماء الغرب عن أساتذة التجريب والأنابيق بما يردده بعض الفلاسفة أمثال رينان من قول علماء الغرب من "أن أحكام العلم ليست نهائية فكما نقضنا أحكام السابقين لا يبعد أن يأتي بعدنا أناس ينقضون أحكامنا) وقول باكون: (أن الحقائق الدينية لنا باطلة ولكن ذلك يحدث نظرا لضعف معارفنا ويقول فولتير الذي يعجب الدكتور طه به ويدين له بالزعامة (كما، أن الساعة تدل على وجود الساعاتي فالكون يدل على وجود الله).


ولا يكتفي طه حسين بأن ينقل إلى شبابنا ما تلقاه من كازانوفا في الكوليج دي فرانس عن القرآن بل يدعو هذا المستشرق وغيره لإلقاء أبحاثهم تلك المسمومة في الجامعة فإذا اعترض الشيخ محمود أبو العيون وغيره على هذا الأجرام رد عليهم في جرأة وحماسة فيقول: أريد أن يعلم الناس جميعاً أن الجامعة المصرية حين تدعوا أساتذة من أوروبا لإلقاء الدروس فيها لا تأتي بدعاً من الأمر وإنما تتبع في ذلك نهج الجامعات الأوروبية الأمريكية وهذا الرجل الذي دعته الجامعة ليس رجلاً عادياً وإنما هو أستاذا حقاً ولقد أريد أن يعلم الناس أن سمعت هذا الأستاذ يفسر القرآن الكريم تفسيراً لغوياً خالصاً فتمنيت لو أتيح لمناهجه أن يتجاوز باب الرواق العباسي لو خلسة ليستطيع علماء الأزهر الشريف أن يدرسوا على طريقة جديدة نصوص القرآن الكريم من الوجهة الخالصة على نحو مفيد حقاً.


ولكي نعرف وجهة نظر "كازانوفا" في القرآن والإسلام نعرض لما قاله في "محمد وانتهاء العالم" وفي هذا الكتاب يتعرض بالتشكيك إلى سلامة نصوص القرآن الكريم ويزعم أن آيتين ذاتي شأن لا أصل لهما البتة بل وضعهما أبو بكر ثم أضيفتا إلى القرآن وبعد أن خدع كازانوفا قارئه بالحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفه بأنه ثبت رصين آمين كما هي عادة الاستشراق الحديث, يقول " أن العقل ونضوج الفكر الذين دل عليهما إذ أظهر الآيات الأولى الموحاة "ثم يشير إلى ما أسماه "جلالة كلامه الذي لا يقاس بغيره ولم يخطر ببال عربي قبله "ومعنى هذا أنه ينسب القرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وينكر الوحي والنبوة. ويقول عمر فاخوري في كازانوفا (أراء غريبة في مسائل شرقية) الذي نقلنا عنه أن هذه اللهجة من كازانوفا أخطر خطرا على الإسلام من شتائم المستشرق اليسوعي (لامنس)التافهة, ومحاولة كازانوفا تنصب على أن النبي صلى الله عليه لم يعين خليفة له لأنه لم يفكر أنه سيموت وأعتقد أن انتهاء العالم قريب وأنه سيكون في حياته، ولذلك فهو يعد أن آية {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} وآية {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }, قد أضافهما أبو بكر من قبل.


ولا توجد سذاجة ولا حمق أشد من هذا الذي وقع فيه كازانوفا والذي أراد به إثارة الشبهات وتشويه الحقائق.



هذه هي عقيدة كازانوفا في القرآن وفي الإسلام التي أشاد بها طه حسين وأعجب بها وقال أنه لم يفهم القرآن إلا بعد أن سمع دروس كازانوفا التي دعته إلى أن يردد هذه الآراء في محاضراته ثم يدعو كازانوفا نفسه ليلقي هذه الأبحاث على طلاب كلية الآداب.


وعمد طه حسين على إخراج كل من له رأي أو أصالة من كلية الآداب واستبقى أعوانه الذين سار بهم إلى الطريق الذي رسمه وأعانه على ذلك لطفي السيد الذي كان مديراً للجامعة وفي نفس الوقت تابعاً لخطط طه حسين وخاصة في خطة إنشاء معهد التمثيل والرقص التوقيعي ودعوة الطالبات إلى الاختلاط وتحريضهن على ذلك ومعارضة الجبهة المسلمة التي حاولت أن تدعو إلى الدين والأخلاق. ولما ثار علماء الأزهر بشأن ذلك الاتجاه الخطر الذي دعا إليه طهحسين وشجعه في الجامعة قال طه حسين قولته الماكرة:


"لا علم نصاً في كتاب الله أو سنة نبيه يمنع اختلاط الشبان بالشابات لطلب العلم".


وتتابعت في كلية الآداب خطوات طهحسين في سبيل خطته, فأقام حفلا لتكريم رينان "الفيلسوف الفرنسي" الذي هاجم الإسلام أعنف هجوم ورمى المسلمين والعرب بكل نقيصة في أدبهم وفكرهم, كذلك جعل الشعار الفرعوني هوشعار الجامعة وقد لقي من ذلك كله معارضة وخصومة واسعة وصلت إلى كل مكان في البلاد العربية وأرسل الأستاذ توفيق الفكيكي من العراق إلى طهحسين برقية خطيرة قال " أن شعاركم الفرعوني سيكسبكم الشنار وستبقى أرض الكنانة وطن الإسلام والعروبة رغم الفرعونية المندحرة".


هام

وكان طهحسين يصر على القول بأن مصر فرعونية, وأنها تابعة لليونان في الفكر, وتابعة للبحر المتوسط والغرب في السياسة وأن ما يصلها بالإسلام ليس شيئاً له أهمية ولكنه أشبه بما يصل الغرب بالمسيحية.




ومن سوء حظ العالم العربي أن الظروف السياسية قد مكنت طهحسين من حرية الحركة في عمله هذا ما أعطته من مناصب استلم فيها الجامعة من أول تكونها.فقد بدأ أستاذا في جامعة القاهرة وصار عميداً فوزيرا ومنشئا لجامعة الإسكندرية وإبراهيم وأسيوط.

أما عمل طهحسين في وزارة المعارف مراقباً للثقافة مستشاراً فنياً للوزارة وزيراً, واتصلت أسبابه بوزارة المعارف منذ كان أستاذا في كلية الآداب وعميداً لها فقد كان مشاركا في مناهج الأدب في المدارس الثانوية على أساس خطة رسمها في السيطرة على الطلاب في المدارس الثانوية.

هام

وقد كشف طهحسين عن هدفه من العمل في وزارة المعارف في محاضرة ألقاها في 20/12/1936م في قاعة إيوارت التذكارية في الجامعة الأمريكية في القاهرة تحت عنوان (واجبنا الأدبي بعد المعاهدة ).

جدد فيها دعوته المسرفة في دفع الأدب إلى الشرك والإلحاد والكشف والإباحة وعرض لما جرى له مسجلاً موقفه كرائد في مجال الفكر الحر ليثبت أمام السادة أنه يبدأ هذه المرحلة من حياة الأمة بعد عقد المعاهدة مع بريطانيا - وهو حدث جد خطير في مصر – أنه سائر على نفس الطريق المرسوم له.


يقول: إن الأدب الحق هو الأدب الذي لا يجد من العرف ولا من القانون ولا من سطوة السلطان ما يعوقه عن القيود. إن أول ما ينقص البيئة المصرية الحديثة مما يحتاج إليه الأدب هو الحرية: فالأدباء ليسوا أحرارا وحرمانهم الحرية يقص أجنحتهم ويحول بينهم وبين الإنتاج الحق, وهم لا يستطيعون أن يفكروا وقد يتاح لأحدهم أن يتمرد على الجماعة فيفكر برغم الجماعة ولا يعلن ما يعني له من الأفكار والآراء وقد يعلنها في شئ من الحرية ولكنه لا يكاد يفعل حتى تقوم من حوله القيامة وحتى يهاجم أشد مهاجمة وحتى يضطر إلى الانزواء ويخشى شر الناس ويخشى الناس شره في وقت واحد.


أما موقف طهحسين من الأزهر فلقد كان له مواقفه الواضحة الغرض القائمة على الهوى من الأزهر, وقد جاء هذا انطلاقاً من حفيظته القديمة وخصومته المتجددة لمواقف الأزهر من أرائه التي تعارض الإسلام, ونحن نعرف أن طه قد حمل على الأزهر منذ أسقط في امتحان العالمية وقد أثار المستشرقون الخصومة الحادة بينه وبين الأزهر حتى ظلت مشتعلة الأوار إلى نهاية حياته وفي خلال عمله في الجامعة ووزارة المعارف وبعد أن أحيل إلى المعاش لم يتوقف عن مهاجمة الأزهر في أسلوب مراوغ باسم الدعوة والإصلاح ولم يتوقف عن السخرية منه.ولم يدع مناسبة إلا ويعرض فيها الأزهر والأزهريين بالسخرية والنقد (موضوع) أساسي في حياته الفكرية كلها وأخطر ما يكون في مجال التعاون بين الأزهر ووزارة المعارف فهو يرد الأزهريين عن العمل في وزارة المعارف ويدعو إلى أن يكونوا زاهدين في المناصب, ويدعو الأزهر إلى أن يكون إدارة للوعظ والإرشاد.


ولقد تحقق للدكتور طهحسين ذلك الأمل الضخم الذي ظل يسعى إليه منذ عرف الحياة السياسية والجامعية فأصبح وزيرا من وزراء حكومة الوفد: وزيراً للمعارف (يناير 1950م) يقول كريم ثابت في مذكراته: لما حمل حسين سري رئيس الوزراء إلى فاروق مشروع التشكيل الوزاري الجديد الذي سلمه إليه:مصطفى النحاس رئيس حزب الوفد, أخذ الملك في مراجعته ولما بلغ اسم طهحسين قال: مستحيل مستحيل قال فاروق: أنتم لا تعرفون خطورة هذا الرجل, أنه الرئيس السري للشيوعية في مصر والحكومة نفسها لا تعرف ذلك ولكني أؤكد لكم أن المعلومات التي عندي تثبت أنه الرئيس الأعلى للحركة الشيوعية عندنا فمن المحال أن أوافق على أن يكون وزيرا للمعارف بالذات. مستحيل.


يقول كريم ثابت: وتدخلت لإنقاذ الموقف قلت أن عدم تعيين طهحسين وزيراً لا يحل المشكلة لأن النحاس باشا سيعين رجلاً أخر سيرشحه له طهحسين فيحركه من وراء الستار معتمداً على منزلته عند النحاس: في حين انه لو كان وزيراً لأمكننا مراقبة تصرفاته ومحاسبته عليها بوصفه رجلاً مسئولاً ولبعثه ذلك على الحذر والاحتياط على أن يقال للنحاس إذا ظهر بعد شهر ما يوجب إخراجه من الوزارة وافق على إخراجه دون خلق أزمة بسببه.

** أما حياة طهحسين بين الصحافة والأحزاب السياسية فمليئة بما يثبت محاولاته العديدة لصهر أراء الاستشراق والتغريب في بوتقة الفكر الإسلامي وعن طريقهما فرض ذلك الفكر على الشباب في الجامعات والمعاهد والمدارس, وكانت صلته بالصحافة السياسية والأحزاب الشعبية التي لها ثقل شعبي بمثابة الاحتماء بمؤسسه تدفع عنه الخطر من خصومه.


ارجوكم قرائته

ثم الرد

يتبع






آخر مواضيعي 0 الرئيس محمد حسني مبارك يعلن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية
0 رساله عاجله الى المعتصمين فى ميدان التحرير والى كل المتناحرين على الحكم
0 تحكيم شرع الله ضرورة شرعية وعقلية
0 صور من تعامل السلف مع الحكام
0 الجمع بين الخوف والرجاء - لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين
رد مع اقتباس