عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2009, 02:10 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فراشة

الصورة الرمزية فراشة

إحصائية العضو








فراشة غير متواجد حالياً

 

افتراضي عدوٌ لكَ في بيتك

عدوٌ لكَ في بيتك


التأثير السلبي لوسائل اللإعلام المرئي


في بيتك و في بيتي عدو لي و لك ، يسلط سهامه عليك و على جميع أعضاء اسرتك ، إنهم يعتبرونه مخلوقا أليفا و عضوا منهم يلتفون حوله كل يوم ، يتأثرون به ، تتغلغل افكاره بداخل عقولهم ، لكي يسيطر عليهم ، و يحقق اهدافه ، فهل سوف تتركه يكسب هذه المعركة


تقديم



في بيتك و في بيتي عدو لي و لك ، يسلط سهامه عليك و على جميع اعضاء اسرتك ، إنهم يعتبرونه مخلوقا أليفا و عضوا منهم يلتفون حوله كل يوم ، يتأثرون به ، تتغلغل افكاره بداخل عقولهم ، لكي يسيطر عليهم ، و يحقق أهدافه ، فهل سوف تتركه يكسب هذه المعركة ؟!


نبذة تاريخية


في آن سابق من تاريخ البشرية سطرت كتب التاريخ تأريخ إختراع الاذاعية الصوتية و استطاع العلماء اكتشاف
موجات الراديو التي تنتشر في الهواء و تحمل معها الصوت ، و بات العالم حينها يفكر فيما يمكن ان تستخدم هذه



التقنية الرهيبة التي كانت منذ وقتا ليس بالبعيد كالخيال او حلم لم يظهر للواقع بعد ، و بالفعل فقد تم طرح العديد من الافكار تدور حول كيفية استخدام هذه التقنية استخداما ايجابيا يساهم في نشر المعلومات و الافكار و التواصل الفكري بين السلطات و العامة و بين المثقفين و الجهلة و بين العديد من فئات المجتمع بعضهم البعض ، و توالت تجارب العلماء الذين ظلوا يعملون لأجل تحقيق احلامهم و تجسيدها في مخترعات جديدة تخدم
البشرية ، و بعد محاولات عدة استطاع العلماء تجسيد حلمهم في البث المرئي للأذاعة ، و استطاعوا نقل



الصوت و الصورة عبر مسافات كبيرة ، و ظلت هذه المسافات تتسع حتى اصبح من الممكن ان يشاهد الرجل الشرقي ما يحدث في المجتمع الغربي عبر شاشات جهاز التلفاز ، و اصبح هذا الاكتشاف وسيلة لتبادل المعارف و الثقافات و نشر الوعي السياسي ، و احتل الفن مركزه منها فاصبح التلفاز البيت الكبير الذي يضم فنانين العالم و يصل بهم الي قلوب مشاهديهم و عقولهم ايضا ، فاصبح وسيلة ترفيه و تثقيف و توعية ، و لا احد ينكر كم الاستفادة التي عادت على المجتمع من مثل هذه المخترعات ، و كم الاستفادة التي كانت يمكن ان تعود لو استغلت هذه المخترعات الاستغلال الامثل .



الأستخدام السلبي للإعلام المرئي



و لكن كعادة الانسان دائما ما يسئ إستخدام ما سخره الله له ، و بالرغم مما كان من الممكن ان يعود عليه من النفع اذا استخدم هذه المخترعات الاستخدام الصحيح الهادف، الا اننا اذا تأملنا حال هذه الاجهزة اليوم و التي باتت كمخلوق أليف في بيت كل شخص منا ، و عضو بارز من اعضاء الاسرة ، يلتفون حوله كل يوم ، و قد



يستمع البعض له اكثر مما يستمع لاي عضو من اعضاء اسرته ، لوجدنا ان هذه الاجهزة باتت تؤثر تأثيرا بالغ الاهمية على عقول اطفالنا و شبابنا ، ناهيك عما فيه الامر من اهدار للوقت ، فقد اصبحت هناك خطط موجهة لافساد العقول و اصبح العمل الاعلامي في اغلبه موجه من جهات بعضها مجهول الهوية و بعضها معلومها ضد العقول الشابة التي تتأثر تأثرا شديدا بما يعرض امامها على شاشات التلفاز و بما يبث عبر الاقمار الصناعية من داخل حدود البلاد و من خارجها ، فلا احد يستطيع ان ينكر كيف غيرت وسائل الاعلام الغير هادف مفاهيم عدة لدى المجتمع و أثرت تأثيرا سلبيا في عقولهم و ثقافتهم ، و اعتقد انها العامل الاول و المؤثر في انهيار منظومة القيم و الاخلاق الذي لطالما تحدث عنه الكثير من الكتاب و الادباء في كتاباتهم .





مشاهد متكررة


و الآن تعالو معي نتأمل قليلا فيما يعرض امامنا و أمام أطفالنا ليلا ًو نهارا َ و الذي اصبح المحرك الاول للرأي العام و الثقافة العامة بل و السياسة العامة ايضا ، و لنستعرض مشاهد من المواد المرئية التي دائما ما تعرض على شاشات التلفاز و قد تؤثر تأثيرا بالغا في تغير مفاهيم المجتمع ، فدائما ما تجد الفتاة المتمردة على اهلها و التي تعلن العصيان عليهم و تضرب بكل القيم عرض الحائط و تهرب مع عشيقها بطلة في معظم الافلام و المسلسلات



، يستعرضون في مشاهد قد تمس قلبك مدى المعاناة التي تواجهها الفتاة بسبب بعدها عن عشيقها ، و يتجاهلون جانب اخر اكثر عملية في الحياة و هو جانب الدين و المجتمع ، و يتناسون معاناة اهلها من اجلها ، و يجعلون عصيانها و تمردها حق مشروع لها ، اما الابطال من الشباب فقد تجدهم يشربون الخمور و يمارسون الوانا من الزنا و يذهبون للنواد الليلة و يلعبون القمار و مع كل ذلك فهم ابطال ، و تتعاطف معهم و لصالحهم ، و هم ايضا فرسان أحلام الفتيات .




انعكاس العمل الاعلامي على ثقافة و اخلاق المجتمع

و الازياء في بلادنا هل خير مثال للتوجيه الاعلامي المؤثر في حياتنا ، فكل يوم هناك تقليعة جديدة و كل يوم



هناك
ثياب اقصر و اضيق و أكثر عريا و تجد الفتيات مهتمين للغاية بمتابعة مثل هذا الطفرات التي تحدثها وسائل الاعلام في الموضة و الازياء و تجند العديد من الممثلات و المغنيات في سبيل تحقيق هذه الغاية.
و كذلك الشباب فهم يهتمون كثيرا بما يرتديه الممثلين و المطربين من ملابس قد يكون غريبا اذا شاهدته لاول مرة على الشاشة لكنك سرعان ما تألفه عندما تجده في معظم محلات الملابس و تجد الكثيرين يرتدونه .
فاذا لم تلتفت عينيك لكل هذا ، فقد تسمع بأذنيك ما هو اكثر غرابة ، فان من اكثر ما يمكن ان تسمعه اليوم على السنة الشباب هي المصطلحات و اللزمات التي يسمعونها في افلامهم المفضلة على شاشات التلفاز و بالطبع فان بعضها قد يكون غير لائق اخلاقيا ، و تجد انتشاره بين الشباب بطريقة غريبة ، و ما قد يستفزك فعلا ان خفة الظل في عصرنا هذا و بين شبابنا اصبحة سمة من يحفظ اكبر كم من هذه المصطلحات و اللزمات و يرددها بنفس اسلوب الممثل و اصبح الذي يجهل مثل هذه المصطلحات او يرددها بطريقة مغايرة هو ثقيل الظل او الذي اتى من العصر الحجري و لا شك ان هذا معيار اجتماعي غريب يعكس مدى تأثير العمل الاعلامي على عقول الشباب و على اسلوبهم في الحياة .
ناهيك عن ما قد تشنه مثل هذه الوسائل الاعلامية من حملات لنشر افكار عولمية غريبة عن مجتماعاتنا و تعادي قيمنا و مبادئنا التي ترسخها الاديان في وجداننا .
كل هذا يمكن ان تشاهده او تسمعه على الشاشات العربية و انا لا اجد من عروبتها الا آثار تكاد ان تمحى فما بالك بالشاشات الاجنبية التي اصبح من السهل ان تصل اليك في بيتك اينما كنت ، و باقل تكلفة ممكنة لتحقق اوسع انتشار ، و لا اريد ان اخوض في حوار لا ينتهي عن مدى انحدار مستوى الاخلاق و القيم في مثل ما يعرض على هذه الشاشات و مدى تأثيره في منظومة الاخلاق و الثقافة العامة في مجتمع تتوغل فيه وسائل الاعلام لتصل الي كل بيت و قد تلاحقق حتى و انت في السيارة او في اي وسيلة للمواصلات .

كيف تتلافي آثار الإعلام السلبية

و لعل السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يستطيع المرء ان يستفيد من الاعلام المرئي و يتلافى اضراره التي



تهدد ثقافة و اخلاق المجتمع ، و انا اعتقد أن هذا الأمر يكون بترشيد وقت المشاهدة فلا تنسى نفسك امام هذه الشاشات لساعات طويلة متناسيا دورك في الحياة و ان كل ساعة قد تمضيها هي محسوبة عليك ، و ان هذه الاجهزة قد تؤثر على صحتك و سلامة نظرك ، فلابد من تنظيم الوقت و هناك بعض الاطباء ينصحون بعدم مشاهدة التلفاز لاكثر من ساعتين تلافيا لما قد يسببه من أضرار ، و عن التأثير السلبي لما قد يعرض على هذه الشاشات من إسفاف و تراهات ، فللإنسان على نفسه بصيرة ، و لابد لكل عقل واعي ان يدرك جيدا ما يشاهد و ما يعرض امامه و امام اسرته و يدرك ما الهدف منه و ما يمكن ان ينقله من معاني ، و هناك الكثير من القنوات و البرامج الهادفة التي تعرض افلاما ً تاريخية و وثائقية و هناك قنوات متخصصة يمكن ان تشاهد عن طريقها العالم كله و تعرف المزيد و المزيد و هناك برامج دينية و ثقافية بناءة و هذا كله بالطبع ليس على سبيل الحصر ، فكما يوجد إعلام فاسد يوجد إعلام هادف و إنما جاء ذكري و تركيزي على الإعلام الفاسد لما يسببه من أضرار و لما يحققه من انتشار .




وقفة لابد منها

فإذا علمت أن الامر قد وصل الي هذا الحد من السوء ، فماذا تنتظر، ألا ترى انه ثمة وقفة ينبغي أن تقفها ، ألا ترى أن هناك من يحاول افساد عقول مجتماعاتنا و تغيير المفاهيم التي استقرت عليها النفوس السليمة و يستحق أن تعاديه ، و ما هذه الكلمات الا دعوة لان نكون أكثر حرصا في أختيار ما سنشاهده و ما يشاهده اطفالنا و شبابنا و ما قد يؤثر على أفكارنا و أفكار من حولنا في ظل اعلام بات في اغلبه اعلام فاسد موجه او اعلام غير هادف ، فلا تجعل عقلك اسيرا لما يروجه أعدائك من افكار ، قاوم احتلالهم الفكري ... و أجعل من يستحق العداء عدوا لك حتى و إن كان في بيتك ...









آخر مواضيعي 0 امي كم احتملتي من اجلي
0 عدوٌ لكَ في بيتك
0 نقدم التعازي لأخينا الحكيم ادهم وقريبته في جدته دعواتكم لها بالرحمه
0 الشبشب الصيفي يؤذي القدمين
0 ° •| حياتنا{... بصفحَةٍ ألكترونيّة ... } |•°
رد مع اقتباس