الموضوع: عيبُ الزّمآن !
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2010, 11:35 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اميرة صدفة

الصورة الرمزية اميرة صدفة

إحصائية العضو







اميرة صدفة غير متواجد حالياً

 

افتراضي عيبُ الزّمآن !


نحن نسمع كل يوم من ينعي هذا الزمان السيء ،
الذي أصبحت فيه الشياطين هي المسيطرة على كل شيء ،
ولم يعد فيه مكانا للطيبين والشرفاء .
ونجعل من الشكوى والتذمر ذريعة نقتل بها الحماسة والخير في نفوسنا .

إن في البشر عادة غريبة في صبغ الأمور بصبغة سوداوية عجيبة .. هل في ذلك أبالغ ؟ .
إذن إليك ما قيل من قبل :

( الأطفال اليوم صارو شياطين لا يجدي معهم شيئ ) أرسطو قبل آلآف السنين.
( ذهب الذين يعاش في أكنافهم ) الشاعر الجاهلي لبيد .
(اسكتي يا فلانة فقد ضاعت الأمانة) رجل من أهل مكة بعد الهجرة .
( بطن الأرض اليوم خير من ظهرها ) يوم غزوة بدر .




ولقد عثر العلماء على نصوص أدبية من العصر الروماني تنعي على الناس أخلاقهم

التي تدهورت وفساد الذمم الذي استشرى ..
وتدين ظاهرة الانتحار ضيقا بالحياة !
و سر في الارض يا صديقي ضاربا طولها وعرضها ،
فلن تجد سوى الشكوى قاسم مشترك بين كل البشر ، وستردد مع الشاعر حائرا :

كل من ألقاه يشكو دهره ... ليت شعري هذه الدنيا لمن !



وقد لخض الشافعي المأساة ببيت شعر لا يخفى علينا عندما قال فيه :

نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمان لنا هجانا

إن للبشر عيوب ومميزات ، ومكائد وتضحيات ، وأياد بيضاء وشراك خادعة .

لكننا نستسهل الشكوى ، ونحترف التذمر والسخط ، كي نهرب من تعب مواجهة الأمر
الواقع بواقعية ، والتعامل الإيجابي معه ، والكد والكدح في سبيل إصلاح ما يحتاج لإصلاح .

نصيحتي .. أن تدع التذمر والشكوى جانبا ، وتنطلق بعزم لتضع أمور حياتك في نصابها ،
لا تنظر للناس على أنهم شياطين فتكون مثلهم ، ولا ملائكة فتصطدم بغير ذلك ،
ولكن فيهم من يسير في موكب الشياطين ، ومن يحلق مع أسراب الملائكة .

فلا تسب الزمان ،
ولا تنعي الدهر لكونك قابلت أحد شياطين الإنس ،
بل تخطى الكبوة ، واعبر المرحلة ، واغنم درس الحياة التي لقنتك إياه ..

وبهذا لا تمل راحة البال من زيارتك أبدا ..


نهآية ..
يقول د. عبد الكريم بكّار ( لو أننا عدنا قرونا إلى الورآء
وجُلنا العآلم بطوله وعرضه , لما رأينا أهل أي زمآن رآضين عن زمآنهم )










آخر مواضيعي 0 ملابــس صيفـية للشباب
0 موت الفجأة.. الرحيل بلا مقدمات
0 تقرير كامل عن حب الشباب
0 كيف نصنع المستقبل للمعاق وذوي الاحتياجات الخاصة
0 برنامج سكاي هاي للمعاقين
رد مع اقتباس