أيها القلب
حقاً أيها القلب ..
هذه هي حقيقة النفس و ديدنها تجاهك
فأراك تكيل الدنيا وتدع الآخرة ..
ثم تدع الدنيا وتكيل الآخرة ..
وكم تكون الحياة طيبة
عندما يبتسم القلب وتشرق
فيه أنوار الإيمان
فتبدو لحينها الدنيا جميلة تهز أغصانها وتلوح في أفق النهار فرحة كبرى ..
ينتقل بها الإنسان فوق الغمام ..!
فتراه تحسبه يسير على هذه الأرض ..
وهو متألق في السماء ..
فتراه يعلو ..
ويعلو حتى يستقر فكره عند نقطة اللقاء .. عند الله ..
في جنة الله ..
فيسكن سكون من عرف قصده ..!
ويصمت صمت من وصل هدفه ..
فتراه حياً لا يعرف الموت .. !!؟
كذلك أيها القلب ..
كم تكون الحياة حزينة
عندما يتبرم القلب ..
فتتراكم ظلمات المعاصي وتبدو الدنيا تعيسة
قد ألقت بظلماتها على كل شيء موزون .
وعلت فيها أصوات اليأس الكبرى ..
وتغلغلت في ذلك الإنسان
معالم الحرمان ..
فتراه تحسبه يسير على الأرض
وهو ميت قد أزهقته معاصيه
قبل أن يزهقها ..!
فتراه قد صعد في سلم الشيخوخة مبكراً ..
حتى إذا ما اعتلى منبر اليأس سقط ..
فإذا به في حفرة لا يعلم قعرها إلا الله .. فلم يزل يهوي ...
م0ن