عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2008, 11:25 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

معاهدة مع اليهود


بعد أن أرسى رسول الله صلى الله وعليه وسلم قواعد مجتمع جديد، بإقامة الوحدة العقدية والسياسية والنظامية بين المسلمين، بدأ بتنظيم علاقاته بغير المسلمين، وكان قصده بذلك توفير الأمن للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد ‏.‏

وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود ، وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة، فيما يلى أهم بنودها‏:




- إن اليهود أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم.

- وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم‏.‏

- وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة‏.‏

- وإن بينهم النصح والنصحية، والبر دون الإثم‏.‏

- وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه‏.‏

- وإن النصر للمظلوم‏.‏

- وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين‏.‏

- وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة‏.‏

- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

- وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها‏.‏

- وإن بينهم النصر على من دَهَم يثرب‏.‏‏.‏ على كل أناس حصتهم من جابنهم الذي قبلهم‏.‏

- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم‏.‏




وبإبرام هذه المعاهدة صارت المدينة وضواحيها دولة وفاقية، عاصمتها المدينة، ورئيسها ـ إن صح هذا التعبير ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكلمة النافذة والسلطان الغالب فيها للمسلمين‏.‏


إضاءات::

* الوثيقة تكشف عن فكر سياسي رفيع المستوى، و فهم عميق لأسس الدولة، و تسقط دعوى من زعم أن الإسلام دين قوامه بين الإنسان و ربه؛ ليس له مقومات الدولة و التنظيم. فالدولة الإسلامية قد قامت منذ أول بزوغ فجرها على أسس دستورية و إدارية.

* الوثيقة تمثل تطور في مفاهيم الإجتماع السياسية، فقد أقرت مفهوم الحرية الدينية و ضربت مبدأ التعصب.

* العدالة التي اتسمت بها معاملة النبي لليهود، حيث بات الكل خاضع لحكم القانون؛ ترد الأمور للدولة. و قد كان من الممكن أن تؤتي هذه المسألة العادة ثمارها لولا أن تغلبت لى اليهود طبيعتهم من حب للمكر و الغدر‏.









الكفاح الدامي



إستفزازات قريش واتصالهم بعبد الله بن أبي


زاد كفار مكة غيظاً أن فاتهم المسلمون ووجدوا مأمناً ومقراً بالمدنية، فكتبوا إلى عبد الله بن أبي سلول- بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة - يطلبون إخراج النبي عليه السلام من بينهم، و إلا قاتلوهم.‏ ‏


وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة - وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما يراه أنه استبله ملكه، فقد كاد قومه يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، وآمنوا به. فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم، فقال‏:‏ ‏(‏لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقالوا أبناءكم وإخوانكم‏)‏، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا‏.



إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام


ثم أن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمراً، فاعترضه أبو جهل لدى الطواف و هدده.



قريش تهدد المهاجرين


تأكد لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكائد قريش وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهراً، أو في حرس من الصحابة‏، فقد روى عن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس ليلاً حتى نزل‏:‏ ‏{‏وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏}‏ ‏المائدة‏ 67‏، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال‏:‏ ‏(‏يا أيها الناس، انصرفوا عني فقد عصمني الله عز وجل‏)‏‏.‏


ولم يكن الخطر مقتصراً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان يحدق بالمسلمين كافة، وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح، ولا يصبحون إلا فيه‏.









الإيذان بالقتال


في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة، أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين ولم يفرضه عليهم، قال تعالى‏:‏


{‏أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ‏}‏ ‏الحج‏ 39‏‏‏

وكان الإذن مقتصراً على قتال قريش، ثم تطور فيما بعد مع تغير الظروف حتى وصل إلى مرحلة الوجوب، وجاوز قريشاً إلى غيرهم، ولا بأس أن نذكر تلك المراحل بإيجاز قبل أن ندخل في ذكر الأحداث‏:‏

- اعتبار مشركي قريش محاربين؛ لأنهم بدأوا بالعدوان، فحق للمسلمين أن يقاتلوهم ويصادروا أموالهم دون غيرهم من بقية مشركي العرب‏.‏

- قتال كل من تمالأ من مشركي العرب مع قريش، وكذلك كل من تفرد بالاعتداء على المسلمين من غير قريش‏.‏

- قتال من خان أو تحيز للمشركين من اليهود الذين نبذوا ميثاقهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏

- قتال من بادأ بعداوة المسلمين من أهل الكتاب، كالنصارى، حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون‏.‏

- الكف عمن دخل في الإسلام، فلا يتعرض لنفسه وماله إلا بحق الإسلام، وحسابه على الله‏.‏


ولما نزل الإذن بالقتال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبسط سيطرته على الطريق الرئيس الذي تسلكه قريش من مكة إلى الشام في تجاراتهم، واختار لذلك خطتين‏:‏

الأولى‏‏عقد معاهدات الحلف أو عدم الاعتداء مع القبائل التي كانت مجاورة لهذا الطريق، أو كانت تقطن ما بين هذا الطريق وما بين المدينة‏.‏

الثانية‏‏ إرسال البعوث واحدة تلو الأخرى إلى هذا الطريق‏.








الغزوات والسرايا قبل بدر


لتنفيذ هاتين الخطتين بدأ بالتحركات العسكرية فعلاً بعد نزول الإذن بالقتال وكانت أشبه بالدوريات الاستطلاعية، وكان المطلوب منها ‏:‏

* الإستكشاف والتعرف على الطرق المؤدية إلى مكة‏.

* عقد المعاهدات مع القبائل التي مساكنها على هذه الطرق‏.

* إشعار مشركي يثرب ويهودها وأعراب البادية الضاربين حولها بأن المسلمين أقوياء‏.‏

* إنذار قريش عُقبَى طيشها، علها تشعر بتفاقم الخطر على اقتصادها فتجنح إلى السلم، حتى يصير المسلمون أحراراً في إبلاغ رسالة الله في ربوع الجزيرة‏.‏


فيما يلى أحوال هذه السرايا بالإيجاز‏:‏

- سرية سيف البحر

في رمضان سنة 1 هـ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه السرية حمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين يعترضون عيراً لقريش جاءت من الشام، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، فالتقوا واصطفوا للقتال، فمشى مجدي بن عمرو الجني ـ وكان حليفاً للفريقين جميعاً ـ بين هؤلاء وهؤلاء حتى جحز بينهم فلم يقتتلوا‏.‏ وكان لواء حمزة أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبيض‏.‏


-سرية رابغ‏

في شوال سنة 1 من الهجرة، بعث لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين رجلاً من المهاجرين، فلقى أبا سفيان - وهو في مائتين - على بطن رابغ، وقد ترامي الفريقان بالنبل، ولم يقع قتال‏.‏ ‏


- سرية الخرار

في ذي العقدة سنة 1 هـ، بعث لها رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص في عشرين رجلا يعترضون عيراً لقريش، وعهد إليه إلا يجاوز الخرار، فخرجوا مشاة يكمنون بالنهار، ويسيرون بالليل، حتى بلغوا الخرار صبيحة خمس، فوجدوا العير قد مرت بالأمس‏.


إضاءة :: كل القادة من أهل الرسول عليه الصلاة و السلام، و هذا يدل على أنه لم يوفر أهله أبداً بل إستعملهم في المواقع الخطرة.


-غزوة الأبواء أو ودان‏

في صفر سنة 2 هـ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بنفسه في سبعين رجلاً من المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش، حتى بلغ ودان، فلم يلق كيداً.‏ وفي هذه الغزوة عقد معاهدة حلف مع بنى ضمرة‏‏.‏ و هذه أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.


إضاءة :: كان المقصد من موادعة القبائل إضعاف قريش، بحيث لا تتمكن من الإستعانة بقبيلة بينها و بين الرسول عليه السلام موادعة.



- غزوة بواط‏

في شهر ربيع الأول سنة 2 هـ، خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائتين من أصحابه، يعترض عيراً لقريش فيها أمية بن خلف الجمحي ومائة رجل من قريش، وألفان وخمسمئة بعير، فبلغ بواطا من ناحية رضوى ولم يلق كيدا‏.‏


-غزوة سفوان

في شهر ربيع الول سنة 2 هـ، أغار كرز بن جابر الفهري في قوات خفيفة من المشركين على مراعي المدينة، ونهب بعض المواشي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين رجلاً من أصحابه لمطارته، حتى بلغ وادياً يقال له‏:‏ سفوان من ناحية بدر، ولكنه لم يدرك كرزاً وأصحابه، فرجع من دون حرب، وهذه الغزوة تسمى بغزوة بدر الأولى‏.‏ ‏


- غزوة ذي العشيرة‏

في جمادى الأولى، وجمادى الآخرة سنة 2 هـ، خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة من المهاجرين، ولم يكره أحداً على الخروج، وخرجوا على ثلاثين بعيراً يعتقبونها، يعترضون عيراً لقريش، ذاهبة إلى الشام، فيها أموال لقريش فبلغ ذا العشيرة، فوجد العير قد فاتته بأيام، وهذه هي العير التي خرج في طلبها حين رجعت من الشام، فصارت سبباً لغزوة بدر الكبرى‏.‏ و في هذه الغزوة عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة عدم اعتداء مع بنى مدلج وحلفائهم من بنى ضمرة‏.


- سرية نخلة‏

في رجب سنة 2 هـ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب له كتاباً، وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه‏.‏ فسار عبد الله ثم قرأ الكتاب بعد يومين، فإذا فيه‏:‏ ‏(‏إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكلة والطائف، فترصد بها عير قريش وتعلم لنا من أخبارهم‏)‏‏.‏ ‏

وسار عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة، فمرت عير لقريش تحمل زبيباً وأدماً وتجارة، وفيها عمرو بن الخضرمي، وعثمان ونوفل ابنا عبد الله بن المغيرة، والحكم ابن كيسان مولى بني المغيرة‏.‏ فتشاور المسلمون وقالوا‏:‏ نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم، ثم اجتمعوا على اللقاء، فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله، وأسروا عثمان والحكم وأفلت نوفل، ثم قدموا بالعير والأسيرين إلى المدينة، وقد عزلوا من ذلك الخمس، وهو أو خمس كان في الإسلام، وأول قتيل في الإسلام، وأول أسيرين في الإسلام‏.‏ أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلوه، وتوقف عن التصرف في العير والأسيرين‏.‏

ووجد المشركون فيما حدث فرصة لاتهام المسلمين بأنهم قد أحلوا ما حرم الله، وكثر في ذلك القيل والقال، حتى نزل الوحي حاسماً هذه الأقاويل وأن ما عليه المشروكون أكبر وأعظم مما ارتكبه المسلمون، فقد انتهكت الحرمات كلها في محاربة الإسلام، واضطهاد أهله، ألم يكن المسلمون مقيمين بالبلد الحرام حين تقرر سلب أموالهم وقتل نبيهم‏؟‏ فما الذي أعاد لهذه الحرمات قداستها فجأة؟‏ ‏

{‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ‏}‏ ‏البقرة‏ 217‏.‏

وبعد ذلك أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سراح الأسيرين, و ‏أدى دية المقتول إلى أوليائه‏.


إضاءة :: أول سرية استعمل فيها الرسول عليه السلام الكتاب المختوم، فبعض الناس يظنون أن نابليون هو أول من استعمله.





تلكم السرايا والغزوات قبل بدر، لم يجر في احد منها سلب الأموال وقتل الرجال إلا بعد ما ارتكبه المشركون في قيادة كرز بن جابر الفهري، فالبداية إنما هي من المشركين مع ما كانوا قد أتوه قبل ذلك من الأفاعيل‏.‏

وبعد وقوع ما وقع في سرية عبد الله بن جحش تحقق خوف المشركين وتجسد أمامهم الخطر الحقيقي، وشعر هؤلاء المشركون بأن تجارتهم إلى الشام أمام خطر دائم، لكنهم بدل أن يأخذوا طريق الصلاح والموادعة، ازدادوا حقداً وعيظاً، وهذا هو الطيش الذي جاء بهم إلى بدر‏.


إضاءات ::

* يتجلى الجانب العسكري من شخصية الرسول عليه الصلاة و السلام، فنرى أنه رجل حرب أول كما هو رجل سلم أول.

* مع أنه لم يخض حربا قط و لا درس في كلية حربية، و مع ذلك فإن العالمين بأمور الحرب ليعجبون من خططه العسكرية و أسلوبه في التنفيذ و القيادة و تربية الجنود..

* بدأ حياته العسكرية بعمر 54، و هو عمر عادةتسرح فيه الجيوش أفرادها.

* لقد استنفد المشركون فرص السلام، و مع ذلك لم يبدأهم الرسول عليه السلام بالحرب مباشرة.. كانت حربا دفاعية من 2 إلى آخر 5 هـ و هذا يعطي فكرة عن طبيعة الإسلام و أنه لا يلجأ إلى الحرب إلا إذا استنفد كل الوسائل المتاحة.












آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس