عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2009, 12:05 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ملامح شخصية الخليفة العباسى (عبد الله المأمون) فى حكايات ألف ليلة وليلة

إن بنية السّرد وطبيعة الرّؤية الفكريّة التي تسمه، تثبت أنّه ليس هناك مقياس نقديّ ثابت ونهائي، يمكن تعميمه على كلّ حكايات وشخوص ألف ليلة وليلة، فما ينطبق على حكاية قد لا ينطبق على حكاية أخرى، وما تتّصف به شخصيّة ما من شخصيّات ألف ليلة وليلة، من عدالة وحلم وحكمة، يمكن أن يُخرق، ويبدو تهوّراً عند هذه الشّخصيّة في حكاية أخرى، وذلك نظراً للثنائيّات الضّدّية المتحكّمة في مسار سلوك الشّخصيّة الواحدة، كما أشير إلى ذلك سابقاً. فالخليفة أو الملك أو الحاكم في اللّيالي، وإن بدا عاقلاً وحكيماً ومتّزناً في بعض المواقف، فإنّه سرعان ما يتخلّى عن اتّزانه إذا سمع بوجود امرأة جميلة خارج قصره، إذ يفعل كلّ ما بوسعه لجلبها، ويبدّد مال خزينة بيت المال لشرائها. وهذه هي حال الخليفة المأمون في حكاية » المأمون و زواجه بخديجة بنت الحسن بن سهل «، إذ يطلب المأمون من إسحاق الموصلّي أن يجلس في قصر الخلافة، وينتظره، حتّى يذهب لقضاء غرضٍ من أغراضه، عندها توسوس له نفسه العاشقة للغناء أن يذهب إلى دار خديجة بنت الحسن بن سهل(23) ليسمع غناءها(24)، و ما إن ينتشي بالموسيقى وبجمال خديجة بنت الحسن وجواريها، ويعود إلى منزله، حتى يهجم عليه جنود المأمون ويأخذوه أخذاً عنيفاً إلى دار الخلافة. يقول الموصلّي: » فوجدته [أي وجد المأمون] قاعداً على كرسيّ و هو مغتاظ منّي، فقال: يا إسحاق أخروجاً عن الطّاعة؟ فقلت لا والله يا أمير المؤمنين. قال: فما قصّتك، أصدقني الخبر. «(25). عندها يصف الموصلّي جمال خديجة وشفافيّتها، فيندفع المأمون ملتاثاً بالعشق الذي لا يطيق عليه صبراً، ويطلب من الموصلّي أن يأخذه إلى دارها، ليرى جمالها. فيحتال الموصلّي، ويطلب منها أن، تسمح له باصطحاب ابن عمّه. ويتنكّر المأمون كعادة أبيه هرون الرّشيد، ويدخلان منزل خديجة، و هناك في منزل الفتاة يتخلّى المأمون عن وقاره أمام جمال المرأة، ونبيذها، ويكشف قناعه كما كان والده الرّشيد يفعل. يقول الموصلّي واصفاً استقبال خديجة لهما:
» فأقبلت وسلّمت علينا. فلمّا رآها المأمون تحيَّر من حسنها وجمالها وأخذت تذاكره الأخبار و تناشده الأشعار. ثم أحضرت النّبيذ، فشربنا وهي مقبلة عليه مسرورة به وهو أيضاً مقبل عليها مسرور بها. ثم أخذت العود وغنّت طريقة، وبعد ذلك قالت لي: وهل ابن عمّك هذا من التّجار؟ وأشارت إلى المأمون، قلت نعم، قالت: إنّكما لقريبا الشبه من بعضكما بعضاً، قلت نعم. فلمّا شرب المأمون ثلاثة أرطال داخله الفرح والطّرب فصاح، وقال: يا إسحاق، قلت لبّيك يا أميرالمؤمنين، قال غنّ بهذه الطّريقة. فلما علِمَتْ أنّه الخليفة مضت إلى مكان ودخلت فيه. «(26).







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس