عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2014, 03:39 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
توتى العمدة

الصورة الرمزية توتى العمدة

إحصائية العضو








توتى العمدة غير متواجد حالياً

 

افتراضي عاطفة .. في مهب العاصفة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد



العاطفة التي يملكها الإنسان ولا تملكه هي من فطرة الله التي فطر الناس عليها؛ بحيث تتحرك أو تهتز مع أي نظرة أو نغمة أو احساس من الخمس الحواس

لكن حركتها ـ كما قدمت ـ تكون تحت سيطرة الإنسان نفسه وليس لكل من هب ودب ودق باب القلب حتى يصل الحال بالبشر أن يحولوا الحب إلى شر

وأقوى الشرور هو قتل النفس بالإنتحار متمثلاً المحب بإهداء قلبه الأحمر إلى من يحب؛ وهذا بالطبع لا يمكن تصديقه لأن النفس هي أولى الضرورات

فالإنسان العاقل يبحث عن الحياة ويحرص عليها إلى آخر قطرة من دمه ويكرهـ الموت بطبعه وجبلته فكيف نتخيل أن يهدي قلبه لغيرهـ

وطالما أن القلب يمثل نهاية البداية لكل عاطفة؛ والنهاية لا يستحقها إلا من نضطر مكرهين إلى الموت دفاعاً عنه ومحافظة عليه

فمن باب أولى لا يهدى القلب ولو مجازاً إلا لتلك الضرورات فيصبح الحب ممزوجاً بعاطفة حقيقية مستمدة قوتها من إيمان راسخ

حينها يكون تفريغ المشاعر متدفقاً بدون توقف مع كل نبضة قلب؛ ولا ينتظر يوماً يزيد به هذا التدفق أو ينقصه

فيكون دينه وعرضه وعقله وماله وبالطبع نفسه؛ همه الذي يعيش به ليل نهار فإن تعب القلب من هذا الهم فهو تعب في محله

أما أن يكون القلب متقلباً مع كل هبة ريح أو عاصفة تحرك العاطفة فينكسر ويصبح ذليلاً لمجرد نظرة أو ابتسامة أو موعد أو لقاء

فلا يلومن الإنسان إلا نفسه لأنه رمى قلبه الذي هو أساس حياته في غير ما أمرهـ الله به وجعل عاطفته تتوثق بخيط رقيق ضعيف وتجاهل حبل وعروة أقوى

فانقطع خيطه وتقطع قلبه ووجد نفسه بدون
عاطفة بعد تلك العاصفة خالياً من المشاعر تائه حائر؛ لم يخرج إلا ببيت كبيت العنكبوت يعتقد أنه حي وهو كل يوم يموت







آخر مواضيعي 0 فن الغياب
0 راحو الطيبين
0 دمـــوع حبيســـة .. وقلـــوب ذليلـــة ..
0 سهم الايمان فى رمضان
0 قبعات ومعاطف فرنسية للشتاء2016
رد مع اقتباس