في عصر المادة فيه إله ودولة عظمى وفرعون!
في عصر كثر فيه الفسق والفجور و الطغيان والكفر والجحود والنكران لإنسانية الإنسان في قرية الكون
في عصر كبرت به الأنا وفق قوانين تستمد شرعيتها من شريعة الغاب التي لاشك أنها أرحم من الشريعة اللاإنسانية التي أصبح الحق فيها فقط
( إعلام وإعلان ) وصورة وشكل ولون
أصبح كلّ إنسان منا يقول
نفسي نفسي
أنا
وليفنى من بعدي الكون
الأنانية
تجعلك أعمى لاتبصر...
الأنانية
تجعلك أصم لاتسمع...
الأنانية
تجعلك أحمق لاتفقه...
نفسك الأمارة بـــ السوء
تخسر الميزان
وتقلب الحقائق
فـــ باطل نفسك حق
وحق غيرك باطل
الأنانية
جحود وكفر ونكران
الأنانية
تجعلك لاتقول كلمة الحق ولاتدافع عن الحق....
الأنانية
تجعلك تحارب الحق...
الأنانية
تجعلك ظالم
لأنّ الأنانية شرك
ولأن الشرك ظلم عظيم
رحلة بين العهر والطهر
في حوار يوميّ مع نفسي
من المهد... إلى... اللحد...
بين
العهر والطهر
سألت نفسي:
عن مساحات العهر فيها ؟
فأجابتني:
مساحات لامتناهية ولامحدودة....
ولقد اختبرتها جميعها فماذا اكتشفت ؟؟
فأجبتها :
اكتشفت ألوان
الحزن والألم والأسى والظلم والظلام
قالت :
وماذا بعد ؟؟؟
فأجبتها :
لقد اكتفيت وشبعت...
وفهمت وعرفت
وتعرفت
على
حضارة الهزائم
منذ ولدت
قالت :
وماذا بعد ؟؟؟؟
أجبتها :
لقد وصلت القاع أو أشرفت
قالت :
وماذا بعد ؟؟؟؟؟
قلت :
لقد شربت كأس العهر بصدقٍ حتى الثمالة...
ودفعت ضريبته هزيمة في نفسي بعد كل رشفة أو مقالة
واكتشفت في ذاتي كلّ مساحات العبودية للقذارة و الزبالة
واعترفت أنّني سأبقى مهزوم
أمام العالم
كلّ العالم
طالما أنني أحمل الهزيمة في نفسي
ولن أنجب في نهاية رحلة العهر...
إلاّ الحسالة
!
!
!
أو تسألينني ماذا بعد !!!
سأجيبك أيتها النفس الأمارة بالسوء
وأقول لك أمّابعد :
مساحات الطهر في نفسي أيضاً لامحدودة ولامتناهية...
واليوم
بعد الإختبار
تمّ الإختيار
واتخذت القرار
سأهتم بمساحات الطهر في نفسي وسأعتني بها...
وسأكون قوّاما على نفسي...
وسأعدّ لها ماستطعت من قوة ومن رباط الخيل...
وسأنصر الحق في نفسي فينصرني :
لأحتل كل مساحات العهر...
وتزداد مساحات الطهر...
وسيأتي عاجلاً أم آجلاً اليوم
الذي يفنى فيه العهر ويبقى الطهر
وأتمنى أن يكون ذلك قبل يوم
نزولي القبر