عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2008, 10:38 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على عبده ورسوله أفضل الرسل وخاتم النبيين..
الجزء الثاني (73-82)...
في ظلال النبوة والرسالة
تنقسم حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن شرفه الله بالنبوة والرسالة إلى عهدين يمتاز أحدهما عن الآخـر تمـام الامتياز، وهما‏:‏
1 ـ العهد المكي، ثلاث عشرة سنة تقريبًا‏.‏
2 ـ العهد المدني، عشر سنوات كاملة‏.‏

ويمكن تقسيم العهد المكي إلى ثلاث مراحل‏:‏
1 ـ مرحلة الدعوة السرية، ثلاث سنوات‏.‏
2 ـ مرحلة إعلان الدعوة في أهل مكة، من بداية السنة الرابعة من النبوة إلى هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة‏.‏
3 ـ مرحلة الدعوة خارج مكة وفشوها فيهم، من أواخر السنة العاشرة من النبوة‏.‏ وقد شملت العهد المدني وامتدت إلى آخر حياته صلى الله عليه وسلم‏.


في غار حراء:
ولما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الاربعين, حبب إليه الخلاء , فكان يأخذ السويق والماء ويذهب إلى غار حراء في جبل النور, فيقيم فيه شهر رمضان , ويقضي وقته في العبادة والتفكير وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة, دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات.
جبريل ينزل بالوحي :
ولما تكامل له اربعون سنة بدأت اثار النبوة تتلوح وتتلمع, فمن ذلك أن حجرا بمكة كان يسلم عليه, ومنها أنه كان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح, حتى مضت على ذلك ستة أشهر_ ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة_ فلما كان شهر رمضان من السنة الثالثة من عزلته صلى الله عليه وسلم بحراء أنزل إليه جبريل بايات من القران.
قالت عائشة رضي الله عنها: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم, فكان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فبق الصبح , ثم حبب إليه الخلاء, وكان يخلو بغار حراء, قيتحنث فيه_ وهو التعبد_ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله, ويتزود لذلك , ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها, حتى جاءه الحق وهو في غار حراء, فجاءه الملك فقال : اقرأ : فقلت: ماأنا بقارئ, فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد , ثم أرسلني فقال: اقرأ , فقلت : ما أنا بقارئ, فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد, ثم أرسلني , فقال: اقرأ, فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة, ثم أرسلني فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)....فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده, فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني زملوني , فزملوه حتى ذهب عنه الروع , فقال لخديجة , مالي, وأخبرها الخبر , لقد خشيت على نفسي, فقالت خديجة: كلا , والله! مايخزيك الله أبدا, إنك لتصل الرحم, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم وتقري الضيف , وتعين على نوائب الحق , فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة_ وكان امرءا تنصر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العبراني, فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاءالله أن يكتب , وكان شيخا كبيرا قد عمي _ فقالت له خديجة : يا ابن عم! اسمع من ابن أخيك, فقال له ورقة: يا ابن أخي! ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى , فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى , يا ليتني فيها جذعا, ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال : نعم , لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ,وإن يدركني يومك أنصرنكنصرا مؤززا, ثم لو ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي..
فترة الوحي:
روى البخاري: وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه ةسلم فيما بلغنا حزنا عدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال , فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال : يا محمد ! إنك رسول الله حقا, فيسكن لذلك جأشه, وتقر نفسه, فيرجع, فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك , فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك.
جبريل ينزل بالوحي مرة ثانية:
روى البخاري عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي, فقال :
فبينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء , فرفعت بصري قبل السماء, فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والآرض , فجئت منه حتى هويت إلى الآرض , فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني ’ فزملوني , فأنزل الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) إلى قوله (فَاهْجُرْ) , ثم حمى الوحي وتتابع....
وهذه الايات هي مبدأ رسالته صلى الله عليه وسلم, وهي متأخرة عن النبوة بمقدار فترة الوحي . وتشتمل على نوعين من التكليف ,
النوع الأول : تكليفه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والتحذير.
النوع الثاني : تكليفه صلى الله عليه وسلم بتطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى على ذاته, والالتزام بها في نفسه, وذلك في بقية الايات. فقوله (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) معناه خصه بالتعظيم , ولاتشرك به في ذلك أحد.
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم , فظل قائما بعدها أكثر من عشرين عاما! لم يسترح ولم يسكن, ولم يعش لنفسه ولا لأهله....
استطراد في بيان أقسام الوحي
أقسام ومراتب الوحي :-
1- الرؤيا الصادقة , وكانت مبدأ وحيه صلى الله عليه وسلم.
2- ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه.
3- أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه حتى يعي عنه مايقول له, وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا .
4- أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس.
5- أنه يرى الملك في صورته التى خلق عليها.
6- ما أوحاه الله إليه , وهو فوق السماوات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها.
7- كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك.
وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة وهي تكليم الله له كفاحا من غير حجاب , وهي مسألة خلاف بين السلف والخلف.
المرحلة الأولى
من جهاد الدعوة إلى الله
ثلاث سنوات من الدعوة السرية :
كان من الحكمة أن تكون الدعوة في بدء أمرها سرية , لئلا يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم.
الرعيل الآول:
وكان من الطبيعي أن يعرض الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام أولا على ألصق الناس به وال بيته, وفي مقدمتهم زوجته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد , ومولاه زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي وابن عمه علي بن أبي طالب-وكان صبيا يعيش في كفالة الرسول- وصديقه الحميم أبو بكر الصديق . وأسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة.
ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام, فجعل يدعو من يثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه , فأسلم بدعائه عثمان بن عفانا لأموي , والزبير بن العوام الأسدي, وعبد الرحمن بن عوف , وسعد بن أبي وقاص الزهريان, وطلحة بن عبيد الله التميمي. فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس هم الرعيل الأول وطليعة الإسلام.
ومن أوائل المسلمين بلال بن رباح الحبشي , وأبو عبيدة عامر بن الجراح من بني الحارث بن فهر, وأبو سلمة بن عبد الأسد, والأرقم بن أبي الأرقم المخزوميان , وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبد الله , وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف , وسعيد بن زيد العدوي , وامرأته فاطمة بنت الخطاب العدوية أخت عمر بن الخطاب , وخباب من الأرت وعبد الله بن مسعود الهذلي وخلق سواهم , وأولئك هم السابقون الأولون , وهم من جميع بطون قريش و أكثر من أربعين نفرا..
أسلم هؤلاء سرًا ,وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم ويرشدهم إلى الدين متخفيًا, لأن الدعوة كانت لاتزال فردية وسرية.
الصلاة:
وكان في أوائل ما أنزل الأمر بالصلاة,
وقد ذكر ابن هشام أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا إذا حضرت الصلاة ّهبوا في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم , وقد رأى أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم وعليًًّا يصليان مرة , فكلمهما في ذلك , فلما عرف جلية الأمر أمرهما بالثبات .
الخبر يبلغ إلى قريش إجماًلا :
وهكذا مرت ثلاثة أعوام، والدعوة لم تزل مقصورة على الأفراد، ولم يجهر بها النبي صلى الله عليه وسلم في المجامع والنوادى،إلا أنها عرفت لدى قريش، وفشا ذكر الإسلام بمكة، وتحدث به الناس، وقد تنكر له بعضهم أحيانًا، واعتدوا على بعض المؤمنين، إلا أنهم لم يهتموا به كثيرًا حيث لم يتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لدينهم، ولم يتكلم في آلهتهم‏.‏..
الدروس والعبر والفوائد
1- لم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام مرتاحا لديانة قومه من قبل بعتثه .
2- هيئه الله للنبوة فحبب إليه العزلة والإنفراد.
3- كانت بداية نبوته بالرؤيا الصادقة.
4- بداية نزول الوحي عليه في غار حرء عندما بلغ الأربعين من العمر في ليله 27 من شهر رمضان.
5- فتور الوحي عنه لكي يطلب المزيد منه .
6- بداية الدعوة سرا في أهله والمقربين منه.
7- الأمر بالصلاة.
8- بعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية أمره الله بالجهر بدعوته.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
آخر تعديل نور يوم 03-28-2008 في 10:40 AM.
رد مع اقتباس