عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2009, 11:21 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دراسة عامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

المبحث الثاني : أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

بعد التعرف على مفهوم وخصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يهمنا التعرف على أهميتها بالنسبة لاقتصاديات الدول , حيث تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اصل كل المؤسسات باعتبار نشأتها منذ قديم الزمان بينما ظهرت المؤسسات الكبيرة خلال القرن الماضي وبصفة خاصة بعد ظهور أفكار ادم سميث وما ارتبط بها من قيام المصنع بمفهومه الحديث أو المشروع الكبير .

المطلب الأول : المؤسسة الصغيرة والمتوسطة ودورها في التشغيل
ظلّت المنشآت الصغيرة محور اهتمام رجال الفكر والاقتصاد وواضعي السياسات منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى نهاية القرن التاسع عشر نظراً لارتباط تواجدها بسيادة المنافسة في الأسواق وعدم وجود احتكار، غير أن التطوّرات الاقتصادية التي شهدها العالم المتقدّم منذ مطلع القرن العشرين كان لها دور أساسي في تغيير النظرة إلى حجم المنشأة، حيث انتشرت الشركات ذات المسئولية المحدودة ونمت أسواق رأس المال بدرجة كبيرة، مما ساعد الشركات العاملة على الحصول على مصادر تمويلية جديدة للتوسع وإقامة وحدات إنتاجية كبيرة تتمتع بوفورات الحجم.

ولقد استمر الاهتمام بالمنشآت الكبيرة حتى بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن مع حلول عقد السبعينيات، تحوّلت النظرة لصالح المنشآت الصغيرة، وبدأت تظهر الكتابات المؤيّدة لها، وتم تأسيس بعض المعاهد والمراكز لتوفير الخدمات الداعمة لنشاطاتها، كما أبدت المؤسّسات الحكومية والمنظّمات الدولية اهتماماً كبيراً بالدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المنشآت في تدعيم اقتصاديات الدول المتقدّمة والمساهمة في مواجهة مشاكلها.

ويمكن إجمال أهم الاعتبارات التي دفعت الدول الصناعية المتقدّمة إلى إعادة الاهتمام بالمنشآت الصغيرة منذ مطلع السبعينيات فيما يلي :

♦ انخفاض معدلات الربحية للمنشأة الكبيرة الدامجة لوحدات إنتاجية صغيرة بسبب عدم القدرة على الاستفادة من مزايا الحجم الكبير , حيث أوضحت بعض الدراسات في المملكة المتحدة أن معدّلات الربحية تتجه للانخفاض بعد عملية الدمج مقارنة بوضعها السابق، وعدم تحقّق وفورات الحجم إلا في نسبة قليلة من حالات الدمج.

♦ انخفاض الكفاءة الإنتاجية في المشروعات الكبيرة لعِدّة أسباب أهمها:

أ- انخفاض معدل تشغيل الطاقة الإنتاجية في الكثير من الصناعات الأساسية، وبالتالي ارتفاع تكلفة الإنتاج المحلى بالمقارنة بالواردات المماثلة.
ب- سرعة التطور التكنولوجي والذي أدى إلى ازدياد سرعة تقادم الكثير من السلع الاستهلاكية، وهو ما يعني بدوره التقادم السريع للمصانع المنتجة لهذه السلع وأفضلية إقامة وحدات إنتاجية أصغر بتكلفة استثمارية أقل.

ج- التوسع في استخدام التقنيات الحديثة في عمليات التصميم والتصنيع وإمكانية تطبيق هذه النظم في المنشآت الصغيرة، مما رفع من كفاءتها الإنتاجية مقارنة بالمصانع التقليدية الكبيرة التي لم تستحدث مثل هذه الأساليب.

د- انتشار طريقة الإنتاج على دفعات أو طلبيات صغيرة والتي أصبح من الممكن اقتصادياً بمقتضاها إنتاج كميات صغيرة من السلع الاستهلاكية بما يتوافق وأذواق المستهلكين.

وإزاء هذه الأوضاع، لجأت بعض الشركات الكبيرة إلى تقسيم بعض العاملين في مصانعها القائمة إلى مجموعات إنتاجية صغيرة شبه مستقلة وإلى بناء وحدات جديدة توظّف كل منها رُبع أعداد المشتغلين في المصانع القديمة مع تطبيق نفس الآلية، وذلك بغرض النهوض بمستويات الإنتاجية وتقليل حجم البيروقراطية وتقصير خطوط الاتصال وتحسين العلاقة بين الإدارة والعاملين.

و تساهم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في حل بعض المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه معظم الدول في عصرنا الحالي واهم هذه المشكلات البطالة وما ينتج عنها من ظواهر سلبية في المجتمع .

1 – الأهمية النسبية من حيث العدد :
تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نسبة هامة ليست بقليلة من إجمالي المؤسسات الموجودة في الكثير من الدول , حيث يوجد في كندا حوالي 2.6 مليون منشأة متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة , وتمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجالات النشاط المختلفة النسبة الغالبة في الاقتصاد الياباني , حيث تصل إلى 99% من إجمالي عدد المؤسسات و99.5% من إجمالي المؤسسات العاملة في مجال التصنيع .

وفي الصين تشير الإحصائيات إلى وجود 8.5 مليون شركة ومصنع ,99% منها تعتبر شركات صغيرة ومتوسطة مملوكة للدولة .والجدول التالي يمثل عدد المؤسسات في الدول الأوروبية :



الجدول رقم (01-04) : عدد المؤسسات حسب الحجم في الدول الأوروبية





عدد المؤسسات x1000 مؤسسة مصغرة مؤسسة صغيرة مؤسسة متوسطة المجموع مؤسسة كبيرة المجموع
دول الاتحاد 18040 1130 160 19330 380 19370
الدول غير المنظمة إلى الاتحاد 425
45 10 480 2 482
المجموع 18465 1175 170 19810 40 19850
المصدر:6émé rapport de l'observatoire européen des P.M.E
europa.eu.int/comm/entreprise/entreprise_policy/analysis/exums6_fr.pdf.

من خلال الجدول نلاحظ أن في معظم الدول الأوروبية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمثل الأغلبية الساحقة بالنسبة لمجموع المؤسسات .
كما أن هذه المؤسسات تمثل أيضا نسبة هامة في الدول العربية وهذا ما يوضحه الجدول التالي :

الجدول رقم (01-05) : نسبة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى إجمالي الصناعة في
الدول العربية 1998

الدولة النسبة(%)
قطر 88.8
المغرب 80.6
لبنان 78.5
تونس 76.6
مصر 71.6
المصدر : د. هاله محمد لبيب عنبه – إدارة المشروعات الصغيرة في الوطن العربي – مرجع سابق .ص 26.

2- مساهمة المؤسسة صغيرة والمتوسطة في التوظيف :
أثبتت الدراسات التي قام بها اقتصاديون دور هذه المؤسسات في التخفيف من حدة البطالة , وتعتبر الدراسة التي قام بها(D.L.Birch ) في الولايات المتحدة الأمريكية بمثابة نقطة انطلاق لتحليل مساهمة هذه المؤسسات في خلق مناصب العمل , وحسب هذه الدراسة فان 66% من مناصب العمل المستحدثة خلال الفترة 1969/ 1976 راجع إلى المؤسسات التي توظف اقل من 20 عاملا و قد بلغت مساهمة المؤسسات التي توظف اقل من 100 عامل نسبة 82% .

وفي دراسة أخرى قام بها( X.GREFFE) أثبتت أن نسبة العاملين في المؤسسات التي تشغل اقل من 100 عامل قد ارتفعت من 39% إلى 43.4% خلال الفترة 1971/1979 في فرنسا , وفي تحليل قام به معهد الإحصاء في فرنسا (INSEE) يثبت أن خلال 9 سنوات من الأزمة (1974/1983 ) أن الصناعة الفرنسية فقدت أكثر من 700000منصب عمل وقد كانت نسبة الانخفاض في المؤسسات الكبيرة 22% و في المؤسسات المتوسطة 12% بينما ارتفعت نسبة التشغيل في المؤسسات الصغيرة بنسبة 9%.
كما أثبتت الدراسات الحديثة أن المؤسسات التي تشغل اقل من 250 عامل تمثل 66% من التشغيل في أوروبا, والجدول التالي يوضح ذلك :

الجدول رقم (01-06) : توزيع العمالة في الدول الأوروبية لسنة1996

البلد نسبةالعاملين في م . مصغرة
(1-9)
% نسبة العاملين في م.صغيرة
(10-49)
% نسبة العاملين في م. متوسطة
(50 – 249)
% نسبة (%)العاملين في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نسبة (%) العاملين في م. الكبيرة
(أكثر من 250)
بريطانيا 31 16 12 59 41
السويد 25 17 16 59 41
اسبانيا 47 19 12 79 21
البرتغال 38 23 18 79 21
ايطاليا 48 21 11 80 20
فرنسا 32 19 15 66 34
بلجيكا 48 14 11 73 27
الدنمارك 30 22 18 70 30
هولندا 26 19 15 60 40
المصدر : Robert Wtterwulghe La P.M.E Une entreprise humaine. op-cit. P103

أما في اليابان تشغل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة 73.8% من اليد العاملة , وحسب إحصائيات إدارة المشروعات الصغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية لسنة 1997 فان المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تساهم بنسبة 54% من اليد العاملة الأمريكية .
إن كل الإحصائيات الرسمية تثبت الدور الايجابي لهذا النوع من المؤسسات في خلق مناصب العمل و المساهمة في التخفيف من حدة البطالة , ففي الولايات المتحدة الأمريكية بلغت نسبة المناصب المستحدثة من قبل هذه المؤسسات 63.6% من مجموع 2.4 مليون منصب عمل جديد في سنة 1996 ولم تساهم المؤسسات الكبيرة إلا بنسبة 18% ويتوقع أن تصل نسبة مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في نمو العمالة إلى 68% حتى عام 2005 بينما توفر المؤسسات الكبيرة 32% فقط .وفي كندا بلغ عدد مناصب العمل الجديدة 580000 منصب بين الثلاثي الثاني لسنة 1996 والثلاثي الثاني لسنة 1997 وقد ساهمت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 81% من مجموع المناصب الحديثة . وقد أثبتت مجموعة من الدراسات انه كلما زاد حجم المؤسسة انخفضت نسبة مساهمتها في خلق مناصب العمل .كما تساهم هذه المؤسسات في الدول العربية بنسبة هامة في التوظيف وهذا ما نلمسه من خلال الإحصائيات :

الجدول رقم (01-07) : نسبة العاملين في المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة إلى إجمالي العاملين في الصناعة في بعض الدول العربية سنة 1998

الدولة النسبة(%)
المغرب 74.3
تونس 71.1
اليمن 63.9
المصدر: د. هاله محمد لبيب عنبه – إدارة المشروعات الصغيرة في الوطن العربي – مرجع سابق
ص27.

وفي الأخير فانه مهما اختلفت الدراسات و التحاليل ,فان معظمها تثبت بأنه منذ بداية السبعينات أصبحت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورا مهما في مجال خلق فرص العمل , فاق الدور الذي تلعبه المؤسسات الكبيرة في هذا المجال .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس