عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2008, 05:44 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حُروفٌ على سجيّتها ..

ومَضَات في مكة ..

عِبادة ..

من نعم الله تعالى على زائر البيت الحرام، أن جعل في تأمل الكعبة المشرّفة والنّظر إليها عبادة ..
فالقلبُ يطيرُ إليها قبل البصر، والروح تطوف حولها قبل الجوارح، والنفسُ تهفو إليها في كل حين ..
فسبحان من أودع في القلوب حب البيت العتيق وحب تأمله، وسبحان من أودع أنوراً روحية يستأنسُ بها المسلمُ كلما أطلق النظر إلى الكعبة المشرفة يسقي قلباً طال شوقه، ويحتسب في النظرة عبادة ، أروع عبادة !

.....

متسولون !

أوجعني النظرُ إليهم والتحديقُ في أطرافهم المقطعة، وأجسادهم المشوهة، كلما مررتُ قرب أحدهم سألتُ الله العفو والعافية، وحمدته أيضاً على العافية ..
بدا لي منظرهم مريباً وكلهم يمتلكون ذات العاهة، وأطرافهم مشوهة بذات الطريقة، وحرضني الفضول لأسأل عنهم، فإذا هم فئة من البشر مُعدمة، يقوم أفرادها بتشويه صغارهم لاستعطاف الناس، ولاستدار المال منهم .. وكم أسفت .. على بشر يفنون حياتهم من أجل لقمة طعام تدخلُ إلى جوفهم ، ولو علموا أن رازق الطير يرزقهم لما أجرموا على تلك الأجساد الصغيرة تشويهاً وتقطيعاً ..
كيف تقسو القلوب من أجل حفنة نقود، وكيف تفتقدُ الإنسانيّة من أجل فناء ..
تألمتُ كثيراً في خطواتي ذهاباً وعودة إلى المسجد الحرام ..
ونظرتُ إلى عيني صبيّة منهم في مثل سنّي تأمل العابرين والعابرات، وخطر لي أن أفكّر لحظة بعقلها هي، فتمنيتُ أقداماً تأخذني إلى الحريّة، وتمنيتُ مفاتيحاً تفك أغلال العبودية في زمن اندثرت فيه ااعبودية إلا من عقول جاهلية، وتمنيتُ كتاباً ومدرسة وبيتاً آمناً يغني عن نوم الرصيف، وتمنيتُ ابتسامة في وجهي تحيي في داخلي معاني الإنسانية .. وتمنيتُ أشياء كثيرة فاستعبرتُ وبكيتُ ومضيتُ عازمة على هروب من أفكار لا يقدرُ قلبي على حملها .. فارتضيت الصمت بديلا .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس