[نور]

هكذا يلومنى
قلمى
ينظر لي القلم متألماً يذكرني بذاك الزمن ويصرخ قائلاً :

سرقتك منّي لوحة صماء ، حروفها مشتتة
دالها وذالها كأنهما أعداء فهذا مشرق وذاك مغرّب
على الحرف الواحد أكثر من علامة ، فهنا شرطة وهناك قوس ونقطة
عد لأنيسك الذي لا يمل رداءة خطك ، ولحبيبك الذي أعطاك ولم يأخذ منك شيئاً
وإلى الذي يسكب روحه لتبقى كلماتك وحروفك
وإلى الذي شهد أول حرف تكتبه في حياتك
أتذكر حرف الألف الذي كنت تكتبه عشر مرات ، أنسيت/ ك ت ب/ بتعرجاتها المضحكة
أم عساك تنسى الذي شاهد وحده استجداك حين خط لك مراراً ( أقدم لكم معروضي هذا وبه أفيدكم....الخ
والآن...
وبعد أن حققت ماتريد
وبعد أن أتقنت درس الكتابة
بعد أن قُبل معروضك
ها أنت ترميه..!

مبارك... لن يكتشف أحد رداءة خطك
فكل الخطوط على الشاشة جميلة
وكل الكلمات متشابهة

مبارك... عليك أيها الوفي ، وهنيئاً لك بقلم جديدلا يكتب إلا بالضرب على رأسه
هنيئاً لك بحرف يكتب لك ولغيرك

أما أنا فسأعود.... لدرس الكتابة
وأعود بمدادي الذي لا ينضب ، أبحث عن الأوفياء في غير هذا المكان